المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

خيبات الأمل وذرٌات الرماد

  خيبات الامل اُفق وليل ومطر وماء غياب ونوافذ مشرعة أبجديات وحرف وعشب وطين هوس وفصول وانتظار حقائب مشرعة للحنين و مساء يمنحك هوية وتغريبه عمرك  ويُعطل مشروع عشقك في الحب وفي الحياة وفي الليل الجميل ترتب ما تبقى لك من ملح المساء  تسافر بعيدا ترحل بخيبتك  تعيد النظر في أعماقك تفتش في ذاتك في ماضيك في رائحتك وفي شؤون الذكريات ولونك القمحي ولا تجد سوى أشباح موتاك وذرٌات الرماد جلال غانم Jalal_helali@hotmail.com

النموذج المصري والحالة اليمنية المعقدة

  اختتمت مصر الفصل الأخير من عمر ثورة 25 يناير بانتخابها محمد مرسي رئيس للبِلاد الذي مثل حاله انتصار للثورة وبداية ربيعها وعهدها الجديد في ركب التغيير السياسي والاقتصادي المصري كنموذج يحتذى به بين ثورات الربيع العربي وطوت بذلك فرصة الرجوع إلى النظام الرجعي والقمعي الذي كان يقوده تيار شفيق وقطعت الطريق أمام الفلول العربية في مناهضة الثورات التي قامت والعودة بعجلة الثورة والتغيير إلى الوراء . ثورة كُتب لها النجاح بكل المقاييس ابتداء  بمحاكمة أركان النظام السابق وإيداعهم في السجون ومحاسبتهم ومحاكمتهم المحاكمة الوطنية العادلة تليها انتخابات حرة ونزيهة وذلك كتتالي حقيقي لسقوط النظام وبداية عصر الثورة . وفي مشهد درامي مؤثر ومحزن - ابتهاجا بثورة مصر وفوز مرسي -  خرج مئات الآلاف من اليمنيين في ساحات الحرية والتغيير تحسسا لفرحة شعبهم الآخر مصر وفي داخلهم حسره وألف لعنة على من قاد ثورتهم إلى طريق الضياع وطريف مسدود , ومن منح القاتل صك شرعي وإعفاء وطني كشكر وعرفان على إنجاز المهمة الثورية في قتل الشباب واستباحة الوطن والتشجيع على مزيد من السرقة والفساد السياسي والفوضى الخلاقة إكمالا لمشاري

عبدربه وقرار مجلس الأمن وما بينهما

مع إنعقاد مجلس الأمن الدولي بشان اليمن والقرارات التي تم إصدارها والتي تدعو إلى الامتثال لقرارات الرئيس هادي وفرض عقوبات على كل من يعرقل جهوده الرامية التوافق الوطني و المستمدة قوتها من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمٌنة والبدء بحوار وطني شامل لكل القوى والجماعات السياسية والحزبية والوطنية دون استثناء ومحاسبة كل منتهكي حقوق الإنسان وتحقيق شامل بالانتهاكات التي حدثت كدعم دولي للرئيس عبد ربة وحكومة الوفاق على انجاز المهام المنوطة بها في الفترة الانتقالية وعدم التعطيل لمهام الفترة المقبلة التي تستدعي الموازنة بين الشق الاقتصادي والسياسي و الابتعاد عن العنف والتعامل مع بيئة سياسية يسودها الحوار وكبح جماح الزناد والتصويب المتعمد وتراشق الاتهامات بين فرقاء العمل السياسي من أجل تحقيق الاستقرار النسبي في عملية انتقال السلطة تمهيداً لمواجهة المحطات الوطنية الأكثر سخونة وأهمية مع محاربة القوى الرافضة للتطور حتى يتم الانفراج في العملية السياسية وقراءة ضبابية المشهد المشبع بقوى التخلف والإرهاب الفكري والمصابين بأمراض الشقيقة المزمنة . جلال غانم  jalal_helali@hotmail.com

التغيير بين الواقع والمأمول

مثلما اختطفت ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وسرقة وحدة 22مايو الآن ثورة الشباب تختطف من قبل العسكر والتسويات السياسية التي تمت بين الأطراف المتصارعة على السلطة بالمبادرة الخليجية التي أفرغت الثورة من محتواها الحقيقي وحولتها إلى صراع بين إطراف في السلطة والمعارضة يليها بيع دماء الشهداء والقبول بانتخابات مشوهة لا يوجد فيها أي منافس يليها رئيس جمهورية هو في الأصل كان نائب للرئيس المخلوع ومشارك في السلطة ومعروف بتبعيته لحزب المؤتمر وقياداته . خروج الشارع في اكبر ثورة عرفتها البشرية وأطولها للمطالبة بدولة مدنية ممثلة بنظام قانون ومحاسبة كل المتورطين في قضايا فساد وهاهو ألان يقود البلد رئيس عسكري وسلطة تقاسمتها مجموعات مشاركة في صناعة النظام السابق ومشهود لها بقتل الشباب والفساد وهذا يخالف كل طموحات الشارع في صناعة التغيير أيضا الخطاب الانفصالي وفك الارتباط أصبح متجذر في أوساط المجتمع الجنوبي لأنهم أدركوا أن الثورة تمثل أصحاب الشمال فقط ولم تشمل المبادرة أيضا حل عادل للقضية الجنوبية المبادرة الخليجية كان لها دور في بروز الصراع السياسي بين الأطراف الدولية وهذا بدورة أدى إلى التحول من الص

غسان تويني في ذمة الله

رحل عنا غسان تويني عن عمر يناهز الستة والثمانون عاماً مخلفاً ورائه بضعة من فرح صعب ونجماً لا يضيء إلا في سماوات القلب والذاكرة كسياسي وصحفي لبناني وأحد أعمدة الإعلام والفكر العربي المعاصر الذي منح لبنان شرف الكلمة والاستقلال في موكب جنائزي مهيب حضره كل اللبنانيين بمختلف توجهاتهم إجلال لهذا الرجل وما قدمه لبلده لبنان والعالم العربي وذلك كرحيل يثير الألم والحسرة في رجل كبير ف ي قامته الاعلامية الذي دافع عن لبنان الأم وعن كل القضايا العربية في كل المحافل الدولية . صاحب اشهر مقولة (اتركوا شعبي يعيش) التي أصبح اللبنانيين يرددونها في كل مكان ,رجل التسامح الذي سجن كثيرا وتألم كثيرا عاش عملاقا ومات أبيا بكلمته و بفكرة وصبره وشجاعته بالرغم من خسارته ابنته وزوجته وابنة مكرم وأخيرا ابنة جبران في ظروف غامضة كضريبة حتمية دفعها في سبيل الحرية هذا وكتب اسم لبنان في سجالات سياسية وفكرية عديدة كثائر للحرية لكل للبنانيين والسيادة الوطنية التي شكلت في قلبه غصة على وطن ممزق الذي تجاذبته سنين الحرب الأهلية . تغمد الله أوطاننا الجريحة برحيلك غسان والفاتحة على أرواح شعوبنا الميتة . جلال غانم jalal_helal

مصر بين مرسي وشفيق

تتجه اليوم ملايين المصريين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لاختيار مرشحها الرسمي لشغل منصب رئيس الجمهورية وتختار بين مرسي وشفيق بين الثورة والفلول , بين حزب السلطة والوطن , بين ماضي نظام قمعي وبين التطلع إلى غد أفضل يسوده الحق والعدل والمساواة  . بين 25 يناير , 16 يونيو خطوط عريضة من الأحداث والوقائع الثورية التي رسمت ملامح مصر الجديدة مصر الثورة والمدنية خروجا عن بيت الطاعة لحلفائها ومواجهة بقايا فلول النظام والتطلع لإرساء مبدءا ديمقراطي حقيقي ودستور جديد تقٌنن فيه سلطة رئيس الجمهورية وتحدد صلاحياته وتمنح السلطات الشرعية الثلاث الصلاحيات الكاملة لإرساء نظام مدني ومؤسسي يكفل للمصريين الحق في الحرية والتعبير واختيار ممثليهم في المجالس المنتخبة . فبعد قانون العزل السياسي الذي منح الفريق احمد شفيق فرصة الاستمرار في سباق الرئاسة يتعين على المصريين اليوم الوفاء لخالد سعيد ورِفاق دربه وشهداء 25 يناير واستشعار خطورة إعادة إنتاج نظام مبارك وإستنساخة بشخص شفيق فالكل يجب أن يتصرف بمسؤولية كاملة في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر المعاصر . جلال غانم  jalal_helali@hotmail.com

مصر ما بعد المحاكمة

انتهت محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك السبت مع أركان نظام حكمه بالرغم من اعتراض الشارع المصري على طريقة النطق بالحكم إلا أن البعد السياسي لمحاكمة مبارك وأركانه ووقوفهم خلف القضبان تدل على ثقافة وحضارة الشعب المصري وتسامحه وقبوله بمحاكمة عادله دون انتقاص وعدم تعطشه للغة الحقد والدم وفي مقايضة حكم ثلاثون عاماً من الظلم والفساد بحق الشعب المصري الكريم وتعتبر هذه المحاكمة سابقة بحق أول رئيس عربي يقف خلف القضبان محاطاً بأركان حاشيته وهي إحدى معجزات الثورة المصرية كما قال الأستاذ عبدا لباري عطوان في افتتاحية القدس العربي (أنها إحدى معجزات الثورة المصرية، بل هي المعجزة الأكبر بعد معجزة الإطاحة بنظام ديكتاتوري قمعي فاسد، أذل شعبه طوال ثلاثين عاما، واعتقد انه إنسان مخلّد سيستمر في حكم البلاد حتى من قبره) . بذلك تطوي مصر صفحة سوداء من تاريخها العظيم بسقوط الفرعون مبارك الذي أذل شعبه وأرغمه على العيش تحت خط الفقر والجوع والفساد بنظام حكم قمعي بوليسي والذي كان لا يجيد سوى حراسة إسرائيل والدفاع عنها ونهب ثروات الشعب من غاز وحديد وثروات مستدامة لم يذق منها المواطن المصري إلا الحصرم . ثورة ب

رجل دين وبندقية

على ضوء التحالف المدني العسكري الديني في اليمن لإخراج علي صالح من نظام الحكم وإنتاج منظومة تجمع بين شقيها العسكري والقبلي والديني تحت مسمى دولة مدنية وإفراز مرحلي لما بعد التحالف الآني حيث تتداخل خيارات هذا التحالف في إنتاج نظام سياسي جامع وشامل بشعارات لا تختلف عن شعارات علي صالح في الإصلاح والتغيير والوحدة الواهمة مع الاختلاف فقط بطريقة التقاسم السياسي وأكل خيرات الجنوب ومع ذلك تتفق هذه القوى في ممارسة كافه أساليب الإقصاء والتهميش والإلغاء الكامل لحق الشعب اليمني في إقامة أي نظام سياسي ودولة تتوحد فيها كل القوى الوطنية من أجل إنقاذ البلد من الانهيار وذلك خوفاً على مصالحها التي ربما تزول جراء هذا التغيير مستمدين قوتهم بفريضة شرعية مصطنعة وفتاوي تدعم وجودهم وبقائهم متمترسين بقوة الدين والقبيلة والقانون المفصل على مقاسهم فما أشبة الليله بالبارحة بعلماء سوء في موائد السلطة . عمليات استئصال وفيد جماعي تقُيد مستقبل الوطن ضد مجهول وسباق محموم في تقاسم المصلحة الوطنية مع رسم خارطة جديدة لليمن أشبه بخارطة الأمس التي أضحت معالمها أكثر عنفاً وأكثر قتلاً لكل ما هو يمني وأصبحت الجماعات وا

اليمن وخيارات الاعلام المفتوح

عند قراءتي لمقابلة صحفية مع الأستاذ علي العمراني وزير الاعلام عن دور الأعلام المسئول في المجتمع فكرت بكتابة هذا المقال عن واقع الأعلام ودورة في صناعة التغيير في اليمن مع وجود الخيارات المتاحة والممكنة التي تعدل من مسار الأعلام والفضاء المقيد والأعلام الرسمي بما يخدم المسار الوطني ويوسع من مدركاته وكذلك دور الأعلام في أداء المجتمع السياسي والاقتصادي للبلد. يعتبر اعلام شرف المهنة التي تحدث عنها الأستاذ علي العمراني هي المدخل الحقيقي لصناعة مستقبل إعلامي تتساوى فيها الفرص في النقد والتصحيح في شرف المهنة ودورها الفاعل في صياغة مناخ إعلامي مسئول وناضج وقادر على مواجهة سلطات الخوف والظلم والفساد دون الحاجة إلى المقص الرسمي في صياغة الخبر وتحديد بعده وقيمته الاعلامية . فالابتعاد عن البوق الإعلامي وخبر اللحظة والتراشق في الاتهامات والتحول من الإعلام الحزبي والأهلي والعنصري والطائفي إلى الإعلام الوطني المسئول القادر على صياغة الآليات والمحددات الوطنية لسقف الحريات الإعلامية من شأن ذلك خلق مناخات جيده للتعبير عن الرأي ومنح حيز ملائم من الشفافية الصحفية والإعلامية والعمل النزيه في صياغة ا

مهمة لم تنتهي بعد

مع بدئ إعلان بعض التكتلات الشبابية والحزبية رفع الخيام من ساحة التغيير في صنعاء تصاحبها تغطية إعلامية للقوى التابعة لها بأن رفع الخيام أصبح واجب وطني مقدس وأصبحت تشكل عبئ على المستشفى القريب منها والأحياء المجاورة للساحة مع بدء قطع المعونات والدعم وذلك بضغوط من السفير فايرستاين الحاكم الفعلي لليمن وقائد الفرقة وبعض القوى والجماعات التي تحققت مصالحها باتفاق نقل السلطة وبتشكيل حكومة ألوان الطيف السياسي مع انعدام خطاب إعلامي معاصر لهذه القوى والجماعات أدت إلى تحويل الثوار من الشباب إلى تلامذة خائبون في حضرة الدم اليمني المستباح وبدلا من تحقيق أهداف الثورة وإعادة هيكلة الجيش وتأسيس قانون مدني وإقرار قانون العدالة الإنتقاليه وإعادة إنتاج مفهوم فكري وثقافي ثوري يتناسب مع طبيعة المرحلة فإن هذه القوى لم يعد شغلها الشاغل إلا رفع الخيام بحجج واهية وواهمة لإنها خرجت من قمقم الحصار السياسي ومرحلة الخوف والكآبة وتصفية الحسابات في ثورة تخضع لميزان الربح والخسارة . نقول لهؤلاء الواهمون ثورتنا لم تنتهي بعد وحساباتكم الخاطئة هي من خلطت أوراق العمل الثوري ووزعت حمل الثقل الوطني بين القوى الفاسدة

مشاريع صغيرة وثورات قلم نبيل

إن مفاهيم الثورات تتغير وفق إيقاع الشعوب ومقدار استيعابهم لأهدافها , ونضال الشعوب لا تقاس فقط بالتضحيات المقدمة بل ما تحصده هذه الثورات من نتائج لتعكس الروح الحقيقية للنخب الفكرية والمثقفة ومدى اختزال هذه الثورات لهذه النخب في فكرها ومخزونها القومي والوطني . وفي شعوبنا العربية واليمنية بالذات حدُث ولا حرج فالنخب الفكرية والمثقفة التي قارعت الظلم والفساد خلال عقود من الزمن تم إقصاءها في ثورات لم تتعدى المهد في طريق إصلاح المنظومة الاجتماعية الميتة وإحداث حراك سياسي بفضاء أوسع من الحرية والديمقراطية وذلك لإفساد وإلغاء دور الفرد والجماعة في صياغة هذه المنظومات الجديدة التي تمثل صوت الشعوب المسحوقة والتي تعيش في دوامة من القهر وسلطات مستوحى مدلولها الوطني والفكري من التحليل العرقي والطائفي والقومي لشخصيات الشعوب . لتأخذ مكانتها وتقدم لشعوبها جرعات متتالية وربما على أقساط من الخوف والإفساد وتضييق حريات الرأي والتعبير مما أثر ذلك سلباً على نتائج ثورات الربيع العربي في اليمن خاصة وأدت إرهاصات هذه الثورات وإفساد مدلولاتها وتحولاتها إلى التداخل بين المطلب العام للتغيير ومخرجات هذه الثور

مؤتمر اصدقاء اليمن والتحديات

انعقد في العاصمة السعودية الرياض مؤتمر أصدقاء اليمن الأربعاء بممثلين عن الدول المانحة وبحضور واسع للمنظمات الدولية التي تسعى لتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية والتنموية لليمن محاولة منها للخروج باليمن من مأزق الإرهاب والتنظيمات والحركات المسلحة التي تحاول فرض سيطرتها ووجودها في البلد يأتي انعقاد مؤتمر الرياض في لحظات فارقة في التاريخ اليمني المعاصر بعد ثورة امتدت لأكثر من عام للإطاحة برموز الفساد في البلد وإقامة نظام ديمقراطي يمنح الإنسان اليمني الحق في تمثيل نفسه في المجالس والبرلمانات المحلية التي كانت في عهد النظام السابق عبارة بوابة لصبغ وتمرير المشاريع العائلية باسم الوطن والدين والوحدة . ومشاريع الجيوب التي كانت تذهب من مؤتمرات أصدقاء اليمن إلى أصدقاء جيوب صالح ومساعديه . يأتي مؤتمر أصدقاء اليمن في وقت تشهد الساحة اليمنية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني بعد أن تأجل هذا المؤتمر في أكثر من مرة بسبب الاضطراب السياسي الذي تشهدة البلاد جراء الثورة . إمام أصدقاء اليمن اليوم مهمة بالغة الصعوبة وفارقة في إحداث تغير جذري في طرق منح هذه المساعدات وكيفية استثمارها بإحداث استقرار س

شرعية القتل

الفرق بين الموت والحياة والفرح والحزن والعيد والمأساة كلها تجسدت في بارود 21 مايو يوم اختلطت فيه دماء الشهداء بفرحة العيد وبدموع أمهات وزوجات الشهداء بيوم الوطن يوم ظهرت فيه أنياب الجنرالات يوم صوبوا مسدساتهم وقنابلهم في وجه عيد الوحدة عندما فجر انتحاري نفسه في السبعين مخلف ورائه مئات القتلى والجرحى بحادث شنيع أدمت لها كل الضمائر والقلوب الحية في كل إرجاء اليمن . مازالت أشلاء الشهداء ومزع اللحم لم تنتشل من مناطق السبعين ولازالت رائحة البارود هي عنوان للغد وهدية لكل أبناء الشعب المكلوم من خفافيش الظلام التي تقتل باسم الوطن وباسم الإسلام والأمة والقضية الوطن يلملم جراحة من جديد ويحاول الصمود في وجه جلاديه . نحن شعب ولسنا شعب نحن ننتمي إلى وطن وفي نفس اللحظة نجيد اغتياله كلما سنحت لنا فرصة في فعل ذلك أوراق كثيرة تُكتب باسم النظام وباسم القانون والتحقيق والنتيجة أكثر من مائة قتيل وجريح. لم يعد هناك أي رادع أمام الجماعات الإرهابية في القتل وسفك دماء اليمنيين وحرمة الدم أصبحت شيء خارج عن دائرة فعل الإنسان اليمني . كل شعوب الدنيا استنكرت هذا الحادث الإرهابي الشنيع وفضائياتنا مازالت تن

ثورة نظام مابعد صالح

مثلت ثورة شباب 11 فبراير قيمة نوعية وأخلاقية وانتصار على اله الحرب والدمار ورحلٌت نظام قمعي وعسكري إلى قائمة الانتظار والتغييب تمهيداً للتغيير الكلي الذي خرج الشعب من اجله وإقامة اللبنات الأولى للدولة المدنية التي تختصر حلم جيل من العذاب والاحتراب والتشظي الذي مارسه نظام صالح بحق أبناء الوطن بكل سياسات التجهيل والممارسات الخاطئة والعمل العشوائي والمسلح ضد أبناء الجنوب وحروب صعده الست وغير ذلك من سياسات القمع والتنكيل بحق الإنسان اليمني . فالتغيير صوت قادم ومطلوب من حكومة الوفاق وأي حكومة قادمة أن تمثل الشعب تمثيلاً كاملا وتتخذ من الحوار والاعتراف بالأخر ليس وسيلة بل غاية في إحداث هذا التغيير مع وجود قيمة نوعية للأطياف السياسية والأقليات العرقية على امتداد الوطن الكبير . فهذا التمثيل الحقيقي للقوى السياسية والحزبية سوف يمثل تعافياً جزئياً على المدى القصير المنظور حتى يتحول هذا التغيير إلى واقع معاش على المدى الطويل . بحيث يتم اختزال مفاهيم الدولة والواجب الوطني بالحكم الجماعي الرشيد والإدارة الناجحة وليس بحكم الفرد الواحد والزعيم الواحد والقبيلة الواحدة . فالنخب السياسية هي من ت

ثالوث الفقر والإرهاب والفساد

مثلت حقبة 33 عاماً من حكم الرئيس السابق علي صالح اختبارا حقيقيا لقدرته على تأسيس إمبراطورية عسكرية عائلية ونظام قادر على انتشال المواطنين ووأد أحلامهم والمزاوجة بين الجماعات الإرهابية تارة واستخدام رجال الدين تارة أخرى كأوراق لتمرير مشاريعه العائلية بشكل متقن وتأسيس شرعية ديمقراطية لا تتعدى قصر السبعين وبرلمان مهمته الأساسية صياغة قوانين والمصادقة عليها من اجل بقاء هذه العائلة متربعة على عرش السلطة وحتى يتسنى له نهب ثروات البلد وخيراتها وتشويه الصورة الحضارية لليمن أمام شعوب العالم حتى يقتات نظامه على هذه الأزمات مع منح الصكوك الوطنية والنياشين بتقديرات امتياز لجماعات وأفراد الطاعة هؤلاء اغلبهم من المشايخ ورجال الدين حيث يتم كسب ودهم بمنحهم المناصب الحكومية التي لا يجيدون بهاء حروف الهجاء . وقد ضل هذا النظام خلال 33 عام مسرح لتفريخ الجماعات الإرهابية وصناعتها مع تقديم الدعم اللوجستي لها حتى تطيل من عمر وأمد هذا النظام وذلك لضرب القوى الوطنية والتحررية بحجة عدم امتثالها لنظام الطاعة المفروض سلفاً . مع مصادرة وتكميم أفواه الصحفيين والحقوقيين ومنحهم جرعات من الخوف والقتل وتأسيس مح

القضية الجنوبية آفاق وحلول منتظرة

إن الحديث عن القضية الجنوبية وآفاق تطورها وإيجاد الحلول العادلة لها يقتضي البحث عن مصوغات سياسيه تحدد أهداف القضية الجنوبية وتوجه مسارها نحو تحقيق الهدف الأمثل الذي قامت من اجله القضية وتحديد الرؤى الثاقبة لها وتوسيع المشاركة السياسية لقادة الحراك الجنوبي والانتقال بالقضية من الشعارات بين الوسط الحزبي والقبلي إلى العمل في أوساط المجتمع الجنوبي الحقيقي . ومن هذه المصوغات السياسية التمثيل العادل للقضية الجنوبية بين المجتمع دون ممارسة الإقصاء بين القوى السياسية والتحول من نضال الشارع إلى النضال داخل أروقة المجتمع المدني الجنوبي واليمني عموما دون التمترس في طرح القضية بل يتطلب ذلك الأخذ بكل حيثيات وتناقضات المجتمع الجنوبي حتى يتم التمثيل العادل للقضية وإيجاد المخارج والحلول اللازمة لها . حيث أن القضية الجنوبية لدى القوى السياسية لا تعني الفيدرالية أو فك الارتباط عن النظام الشمالي فحسب بل أنها قضية إنسانية وحقوقية ويمنية بالمقام الأول حيث أن مساعدة أبناء الجنوب في وضع عادل لقضيتهم دون البحث عن المنظور الضيق لهذا الحل ووضع الحلول الهامشية والوقتية التي تروج لها وسائل الإعلام التابع ل

بين يمن الأمس والغد

تقاس المسافة بين حلم الشعوب وطموحاتهم في التغيير بخطوط عريضة من السياسات والبرامج التنموية والاقتصادية تغذيها تيارات سياسية تقنن من هذا المسار وتعدل فيه على طريق الاصلاح الجذري لمتطلبات كل مرحلة من مراحل التغيير المنشود . هذه المسافة تستدعي تقويم الواقع السياسي والاقتصادي وتشخيصه بين ماضي تختلط فيه سلطة نظام وقانون ومقومات مجتمع مدني بمقومات القبيلة والحزب والسلطة الفردية والنزعة الديماغوجية لبعض القوى والجماعات تغذيها تلك السياسات والممارسات الغير مسؤولية تجاة كل قضايا الوطن ومراحل تقدمة الحضاري بين الامم والشعوب . بين تلك الخطوط والمسافات برزت نزعة وطنية للتغيير والتحديث للواقع والنظام السياسي في اليمن ممثلة بالكتابات السياسية والاقتصادية والصحافية للواقع امتدت هذه النزعة لعشرات السنين لتقويم النظام السياسي وفضح مراحل فشلة وإخفاقاته لكنها اصطدمت بتيارات قبلية وتيارات محسوبة على النظام فادى ذلك الى محاولة قمع تلك الأقلام والتيارات التي تسعى لتغيير معالم الواقع السياسي في البلد وكبح جماحه . تغيرت هذه النزعة والمعادلة بزمن ثورات الربيع العربي وتحولت مرحلة النضال من النض

ثورة ومافيا فساد

إن توسع المد والوعي الثوري بين مساحات الجسد اليمني يمثل حالة صحية جيده وتحدي صارخ ضد سلطة وفوبيا الفساد التي باتت تتخذ مكانة وحيز أوسع في ظل سلطة تقاسم المناصب ورايات الفيد الوطني . ومع تعدد شكليه الشعارات الوطنية من إصلاح وحوارات وقوانين عدالة انتقاليه وغير ذلك من الأسماء التي لم نخرج بها حتى من قمقم وعقلية الشيخ والقبيلة أضافت أرصدة جديدة للشخصيات النافذة وزادت من تمدد مساحات رأس مالهم على الجسد الوطني المريض وأنتجت أيضا جيل جديد من الفاسدين وعمقت من ولائهم الوهمي للثورة والوحدة والوطن وتحولوا إلى أبطال وقيادات ورقية على الشاشات الثورية وتحولت الثورة إلى مصدر ارتزاق لدى البعض وبوق دائم وشماعة يقايضون بها بعدهم وقربهم عن الكراسي والمناصب العامة وسرقة المال العام . وإن سلطة التعدد والتنوع في اختيار المعايير والأنظمة في شكليه الحكم في اليمن تركت فراغ سياسي مهول خاصة في الفترة الأخيرة وتحول مفهوم التغيير و الإصلاح في شكليه نظام الحكم إلى صراع بين القوى النافذة والقوى الساعية لتمزيق البلد باسم الدين والإسلام تحت قانون لا رحمة فيه البقاء للأقوى واستعصت كل لغات السياسة في فك

الصراع السياسي والثورات الناضجة

إن جدليه التغيير السياسي وإرتابطها بذهنية الفرد كمفهوم قابل للتطوير والتنفيذ تستوجب عمليات ربط خطط الإصلاح المجتمعي بعوامل سياسيه كحرية الرأي والتعبير مع عمليه بناء النسيج السياسي والديمقراطي الحي والمفتوح على القوى والأفراد والجماعات الحزبية والسياسية التي تشكل النافذة الحقيقية للتغيير في عقلية الفرد وعامل أساسي في عملية التكاثر المجتمعي السليم في طريق الديمقراطية المثلى والصحيحة . مع الأخذ بعامل الزمن واحتساب منطق وإيقاع اللحظة في بناء وإنتاج أي خطاب إعلامي موازي لمراحل هذا التغيير وذلك كساند مرحلي لتفكيك عُقد التراجع وإفراغها من منظومات القوى الحاكمة . تجدر الإشارة إلى أن التحليل للصراع والنزيف المجتمعي كاداه سياسيه يراهن عليها البعض في حكم أي شعب لا تأتي إلا بنتائج متكررة ومنسوخة لصلاحيات أنظمة سابقة وثورات تتكرر بالفعل وتتغير بالمفهوم واللفظ والشعار والمصطلح فقط لان هذا التغيير وهذه الثورات المتكررة لا تتعلق بالمبداء العام للتغيير بل بالشخوص والأفراد والجماعات . فالسير بخط متوازن دون عمليات الإخلال والتشويش على الوعي الاجتماعي واستمالته واستعطافه وذلك كتجسيد وا

يا عُقلاء ساحة التغيير إحتشِموا

يؤسفني حقاً ما يحدث من مصادمات متكررة بين الثوار في ساحة التغيير بصنعاء وتكريس مفهوم الأنا والغاء الأخر وارتفاع شعارات التفرقة والعنصرية والتمترس بعقلية الحزب والطائفة الواحدة مصحوبة برأس قبيلي وشيخ متجاوزين ثورة قيم خرج الشعب من اجلها , إذ تم إفراغ الثورة من محتواها الحقيقي في التغيير وتم استبدالها بالنعيق الحزبي والشعارات الرنانة والأناشيد والخطب الحماسية والاستفزازية كشعارات خادعة لا تغني ولا تسمن من جوع . فالثورة جاءت كمطلب جماهيري لعامة الشعب بإحداث نقلة نوعية في التسامح السياسي وتأطير البعد الاجتماعي وإحداث نقلة في العملية السياسية تعزز من مكانة اليمني بين الآخرين , والاعتراف بالأخر ودورة السياسي والاجتماعي والجغرافي والمطلبي حقيقة يجب أن لا يتم تجاوزها . ما يجب قولة أن هدف الثورة ومبدئها العام في التغيير لن تتحقق بصميل القبيلي وقوة حاشد وحزبها فاليمن الكبير الذي نحلم به بات يضيق بناء بمساحته الجغرافية الواسعة بل يتقزم ويصغر كل يوم . فيا عقلاء ساحة التغيير كفوا عن هذه الممارسات الخاطئة التي تسيء لكم وللثورة ولليمنيين اجمع وأسٌموا بحلمكم شامخين وتجاوزوا

علمائنا بين التفكير والتكفير

أنتأبني شعور بالاستفزاز من رؤيتي لعلمائنا عند لقائهم برئيس الجمهورية عبد ربة منصور هادي بتنفيذ مطلبهم بدولة إسلامية مفصلة على مقاسهم وإقامة شرع الله واعتبار الوحدة فريضة ومشاورتهم في أمور الدولة كواجب يتقدمهم الزنداني كرائد ديني مخضرم في إصدار الفتاوي التكفيرية ومنح صكوك الغفران  وفق رؤيته ونظرته الشرعية كمفهوم ضيق ومعادي لحرية الشعوب في تقرير مصيرها في العيش الكريم وإقامة أي بنيان مدني ودولة خاضعة للتكيف الاجتماعي مخضعين الواقع لفرز دقيق من العلاقات والنسيج الضيق تنتهي عند كلمة أنت مع أو ضد كتجاوز سافر ونظرة قاصرة في استيعاب دروس الماضي - الذين وقفوا صامتين على جرائم النظام التي ارتكبت في عهد المخلوع بل وكانوا جزء منها وصناعة عفاشية خالصة ابتداء بفتاوي حرب صيف 94 وحروب صعده الست كعلماء لليمن متجاوزين حرمة الدم وقدسية الحياة في مواجهة آله الموت والحرب والدمار لتزيد الهوة اكبر اتساعاً مع إدخال المجتمع بصراع دائم مع نفسه كتهديد للسلم الاجتماعي وكضريبة حتمية لهذا التآكل والإلغاء - وفي السير نحو غد تتساوي فيها الهوية الوطنية بين أبناء الوطن الواحد دون استخدام الدين كهوية لضرب وقمع وتكمي

جمهوريات للمِنح والمساعدات أيضا

إن خطورة الوضع الاقتصادي في اليمن ومخاوف البعض من انهيار المنظومة السياسية وتفككها نتيجة التأزٌم وعدم الاستقرار السياسي وتزايد أصوات النشاز تستدعي القيام بمهام عاجلة في إنجاز عملية الحوار السياسي والوطني  بين جميع أطياف اليمنيين دون استثناء احد حتى يتم وضع السياسات والخطط التي تؤدي إلى  الخروج من مربعات العنف والبدء في عمليات إنعاش القلب الميت للاقتصاد الوطني وتتمثل السياسات الاقتصادية بدورها في عملية توزيع الميزان الصحيح لخارطة المشاريع التنموية , والنهوض بالقطاعات المتعثرة , وتشجيع الاستثمار المحلي , وفتح السوق أمام المنافسة الدقيقة في تقديم السلع والخدمات مع فرض نظام ضريبي يتوازي وحجم التدفقات النقدية الداخلة والخارجة في البلد وفق سياسة الاقتصاد النوعي , وتحسين خدمات البنوك ومستوى تقديمها للقروض بشكل أوسع في ظل ظروف آمنة مع تجفيف منابع الفساد والحد من سلطة الشيوخ وإقامة نظام عادل وقضاء مستقل يخدم مصلحة الوطن والمواطن بدون هذه العوامل فأننا محتاجين إلى جمهوريات للمِنح والمساعدات التي تخدم جيوب المسئولين  وأشخاص وجماعات بعينهم دون أن تنعكس إيجاباً على اقتصاد اليمن . فوضو

مشاريع صغيرة وثورات قلم نبيل

إن مفاهيم الثورات تتغير وفق إيقاع الشعوب ومقدار استيعابهم لأهدافها , ونضال الشعوب لا تقاس فقط بالتضحيات المقدمة بل ما تحصده هذه الثورات من نتائج لتعكس الروح الحقيقية للنخب الفكرية والمثقفة ومدى اختزال هذه الثورات لهذه النخب في فكرها ومخزونها القومي والوطني . وفي شعوبنا العربية واليمنية بالذات حدُث ولا حرج فالنخب الفكرية والمثقفة التي قارعت الظلم والفساد خلال عقود من الزمن تم إقصاءها في ثورات لم تتعدى المهد في طريق إصلاح المنظومة الاجتماعية الميتة وإحداث حراك سياسي بفضاء أوسع من الحرية والديمقراطية وذلك لإفساد وإلغاء  دور الفرد والجماعة في صياغة هذه المنظومات الجديدة التي تمثل صوت الشعوب المسحوقة والتي تعيش في دوامة من القهر وسلطات مستوحى مدلولها الوطني والفكري من التحليل العرقي والطائفي والقومي لشخصيات الشعوب . لتأخذ مكانتها وتقدم لشعوبها جرعات متتالية وربما على أقساط من الخوف والإفساد وتضييق حريات الرأي والتعبير مما أثر ذلك سلباً على نتائج ثورات الربيع العربي في اليمن خاصة وأدت إرهاصات هذه الثورات وإفساد مدلولاتها وتحولاتها إلى التداخل بين المطلب العام للتغيير ومخرجات هذه الثو

وطن يمني بمشتهى الحلم والرائحة

حينما وقعت الثورة الشبابية في فك الاصطياد وتحولت من مفهوم إسقاط نظام إلى مفهوم إسقاط عائلة ,تكللت بمراسيم التقاسم والفيد السياسي وتغير المطلب العام للشعب من مفهوم دولة مدنية بشقيها النظامي والقانوني إلى دولة مدنية وفق سلطة الجيوب والدقون وذلك بين الطابور الخامس من الثوار الجدد والعسكريين كتجاوز واضح لقيم ومفاهيم الثورة والمدنية المنشودة معتبرين أن ركب الثورة بموجة سياسية وغطاء عسكري هي من ستوصلهم بوقت قياسي إلى هرم السلطة متمترسين بقوة القبيلة وبارود البندقية الذين يضنون أن السلطة إرث وصك مكتوب على جباههم . ثورة موسمية وحصاد ناجح وسريع لأهدافها كما يضنون ونضال سلمي لشباب ينشد وطن ابيض اللون ومشتهى الحلم والرائحة وقتل مجاني باسم الثورة والوطن , رائحة البارود , أمهات الثكلى والجرحى , طعم وفيد وغنيمة , غريزة وقوة سلطة , وطن يتوزع الجرح بين حوثي وحراكي وإصلاحي وجنوبي وشمالي , علامات مفصليه وذاكرة في عمر وطن جريح , تصفيق حار بانتهاء لعبة أشبة بلعبة شطرنج كش ملك انتهى . جلال غانم jalal_helali@hotmail.com

الإسلام السياسي والدولة المدنية

إن مصطلح الإسلام السياسي يطلق على حركات التغيير السياسية التي تؤمن بالإسلام "كنظام سياسي في الحكم " ولقد بات هذا المصطلح اليوم يشغل مرحلة وحيز أوسع في التحليل في مرحلة ما بعد إندلاع الثورات العربية من جهة ومع صعود بعض التيارات الإٍسلامية إلى سدة الحكم في بعض الأقطار والبلدان من جهة ثانية كتغيير لمعادلة الحكم و فرز بين المنظومات الحاكمة وبين المفاهيم والأفكار والرؤى التي تستند إليها هذه المنظومات . وقد اضطلع بعض الكتاب والمحليين إلى التنظير لهذا المفهوم ودورة في صياغة منظومات سياسية إسلامية ونخبوية حاكمة قادرة على عملية الدمج والاستيعاب لتناقضات المجتمعات وتقديم الإسلام للآخرين كنظام متكامل لبناء مؤسسات الدولة وتشييد أركانها وليس كديانة ومرجعية فقهية فقط. فعمليات الإصلاح السياسي وفق المنهج الإسلامي تتطلب عمليات الموازنة بين قوى المجتمع وإحداث تغيير جذري دون التضييق على سلطات الفرد وحريته والانقلاب على الأيدلوجيات السائدة في المجتمع . فتعدد أيدلوجيات المجتمع وتنوعها مع حمايتها وتطوير سبل تكاثرها عامل صحي وسليم في عملية الحُكم العادل والصحيح وذلك كإطار حامل وحامي

سلطة القانون وسلطة الحُمر

خرج اليمنيين في 11 فبراير من العام 2011م  في ثورة سلمية تحمل شعارات مناوئة لحكم المخلوع علي صالح ومطالِبه في التغيير السياسي وإصلاح المنظومة الاقتصادية المنهكة وإسقاط النظام العسكري والقبلي والقضاء على سلطات الجهل والفساد وإرساء دعائم الحكم المدني وقانون العدالة والمساواة ومنح الشعب الحق في حكم نفسه وفق النُظم الديمقراطية الحية . وبعد مضي أشهر على بداية الانتفاضة الشبابية التي تم احتوائها بالمبادرة الخليجية كانقلاب سياسي على واقع الثورة دون أن يسقط النظام العسكري القائم والذي تم تطويره من سلطة الحُمر العسكرية إلى سلطة الحُمر العسكرية والمدنية , ومن حكم الفرد الواحد إلى حكم العائلة التي تتمدد كل يوم على الواقع اليمني والتي بات اليمنيون محكومون تاريخيا بالحُمر ( حاشدي اللون وبكِيليو الشوارب ). في الجملة لم يسقط النظام العسكري في اليمن فكان الأجدى من الشباب أن يناضلوا في ثورتهم لإسقاط سُلطة الحمر بدلا من شعار إسقاط النظام لان النظام لن يسقط إلا بسقوط الحمر المدنيون والعسكريون . فتغليف الثورة الشبابية بــــ نوغة شكولاتة حاشد المدنية والمناضلة هي استخفاف بحلم الشعب اليمني

استعادة مجد أروى ورٌوُح بلقيس وذو يزنِ

إن مشروع الحداثة في بناء الدولة المدنية بشقيها السياسي والمؤسسي تواجه معضِلات بين قوى التابو العسكري والقبلي والميليشياتي وفقٌه الطوارئ وبين قوى التخلف ومنتجي ثقافة الموت والمحرضي على الكراهية والقتل وأن التخلص من شبكة المحسوبيات وتفكيك عصابات الإجرام والجماعات الإرهابية والمسلحة -بفرض النظام والقانون - إذ يتحتم على الكل البدء بآليات العمل الوطني الواسع وتحديد الرؤى التي تدعم إدارة العمل السياسي والحزبي وبناء مؤسسات الحكم وسلطات الدولة بما يمكن أن تلعب الدور الفعال في إحداث تغيير جذري في واقع العمل السياسي في اليمن وممارسة الشفافية والديمقراطية من واقع العمل الثوري ومخاض العمل الوطني مع وضع حد لحالة التدهور السياسي والاقتصادي للبلاد . فواقع الثورة الجديد وفصولها القادمة  لابد وان يتغير وفق إيقاع حركة المجتمع ومتطلباته لا وفق حاجات الأفراد ونزواتهم وان خلق تاريخ متنوع ومتعدد في الغايات والأفكار والأهداف السامية والوطنية هي استعاده لروح الإنسان اليمني وكرامته وهذه الغايات والأهداف تعتبر حلقة اتصال بين المركز والهامش الثوري , ماضي سحيق وآسن وبين حاضر ملون بشتى أنواع الصور المرعبة

اليمن اولويات الثورة والحكم

الثقل الوطني في عملية إدارة الحياة السياسية في اليمن و اختزالها في مجموعات صغيرة من الأفراد والجماعات وتسليط الأعلام وفق سياسات الحزب الواحد والمصلحة الفردية الواحدة لن تقود إلا  إلى الضياع والتشرذم والتذبذب في طرح القضايا المهمة على الصعيد الوطني كالقضية الجنوبية وقضية صعده وإعادة هيكلة الجيش والانتصار لثورة فبراير . وأن الالتفاف على شرعية الوطن وتفصيلة وفق إقطاعيات حاشد وبكيل هو بداية الانتكاسة والعودة إلى المربعات الأولى للتغيير وان مفهوم الحوار الوطني الحقيقي دون الخطوط الحمراء يشكل إحراج لبعض القوى التي تريده فقط حوارا شكليا يفضي إلى تقاسمات سياسيه بين القوى فقط  دون المعالجات الحقيقية للأزمة اليمنية بمفهومها الصحيح . فالبعد في طرح القضايا الوطنية المهمة لن تتأتى إلا بطرق حضارية وإنسانية وبالتمثيل العادل دون احتكار الوطن وتشفير مدخلات الحوار الوطني وتلغيم آلياته ووضع القيود والعراقيل التي تكرس مفاهيم الانقلاب على الحوار والالتفاف على مخرجاته بين جبهات المصالحات الخفية والممانعات التي لن تؤدي إلا إلى الانتقائية والتغيير الشكلي الذي يسيء إلى ثورة فبراير ويقتل حلم الشباب في دو