المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٣

الكـــــــــذب بمزاج عالي

لا نستطيع أن نستطرد شخصية النُبلاء في بلد يتهاوى تحت رحمة القدر , أو أن نعيش بتمرد وقلق دائم في كُل شكلية الحياة وتوجسها والذي بات يعصف بأرواحنا في غفلة بماخوره أحداث يومية لا تتصالح إلا مع الضجر نفسه . الكُل يسير ضد الكُل , تصادم في الأفكار , وقوع في مأزق وطني صعب تحليله من وجهة نظر حزبية واحدة , من وجهة لص واحد , أو مجموعة لُصوص باتوا يتحكمون في مصادر الهواء النقي , في مصادر الحُلم الغائب والمصادر والثورة البائسة . الشيء الذي بات يستوعبه الكُل هو ارتفاع منسوب الكذب بمزاج عالي من أجل الخلاص من مآزق الحُكم , من أجل التمترس والاحتماء تحت وقع أشلاء ثورة باتت تسكن الكُل ليظهروا لنا بعد رصيد سنوات من القُبح والفساد أنهم وطنيون وقادرون على السير بركب الثورة إلى الأمام , أنهم قادرون على اختلاق مصادر جديدة للعيش , قادرون على لملمة كُل قطع الديناموا المتطايرة في الشوارع ورصها بشكل مُستقيم كي تنتج لنا فوارق تاريخية جديدة قادرة على خلق مُستقبل أفضل لكل اليمنيين . هذا المزاج بات اليوم مكشوف , وباتت لُعبة الاحتماء هذه قادرة فقط على خلق صراع مُستمر لإرباك أي حسابات تستطع التوغل في عُمق أي

ثمة من يصنع بعينيك وطن

بغتة ضبطت نفسي على قراءة ما تيسر من قصائد قاسم حداد الشاعر البحريني الرائع وقد وجدت أن من بين لحظة وأخرى أرى شاعر خارج أحداث الزمن , خارج تكوينات الإنسان الأيدلوجية , فثمة قراءات نشعر معها بانتمائنا الجذري لفضائاتها وثمة قراءة أخرى نرى فيها قُبح مُجتمعانا بسُلالاتها العرقية والسياسية المُزعجة . ففي خضم التحالفات السياسية لإسقاط باروده حاكم بوتيرة دينية ومسبحة تنفرط بُمجرد أن نمسك بإحدى أطرافها ثمة أوطان خارج تحالفات الذاكرة , خارج شجن كتابات السياسة , وثمة أوطان نعي جيدا أن الانتماء إلى أحداثها وأوجاعها هوية أبدية بحد ذاتها . ثــــــمة لُغات لا يغتالها الجهل , لا تتواطىء مع الحُزن , لا تموت بمُجرد صعقة زناد , وثمة لُغات أخرى تزهر سنبلة وقمح وذُرة , وتتوالد في مواسم الربيع , في مواسم الأحلام النبيلة والبيضاء , وثمة من يقطف هذه الأحلام بفراشات القلب , وخارج فكي الموت والحياة , خارج شتاء مُصادر في سماوات تمطر وردا ولون وحديقة . قُصاصات قليلة تؤسس في ذاكرتك انطباع جيد , أسطر شعرية تشعر بانتمائك الجذري لحروفها , تشعر وقتها أنك وُلدت فقط لتقرءا قبل أن تُفاجاء في زمن آخر أنك وُلدت فق

الحراك من أول وجديد ودُروع الثورة

الثورة ليست خطاب استهلاكي فهلوي يتم النفخ فيه وتعبئة كُل مُخرجاتها أكثر من ما تحتمل وليست بوابة عُبور لكل الفاسدين , هذا ما عرفناه من الثورات العالمية النبيلة كالثورة الفرنسية التي تعتبر نموذجاُ لكل الثورات الناضجة . أما أن تتحول الثورة في لحظات تعثرها وفشلها في تقديم خطاب جيد للناس إلى مُجرد دُعابة يتم تكريسها بشكل تقليدي وتنتهي بتوزيع دُروعها على شخصيات ما فتئت تظهر لنا قُبحها سواء قبل أو بعد الثورة . كم أشعر بالاشمئزاز من كلمة درع أو دُروع والتي لها قواميس سيئة في مُعجم اليمني والتي تندرج ضمن قواميس اللصوصيه والسرقة والنفاق والغباء بحد ذاته . وكم أكره أيضا الكتابات السياسية التي تحكي تاريخ الفاسدين أو تتقفز فوق الناس وتتهمهم بالعمالة والغباء والقُبح والفساد . لكننا أحيانا نضطر لكتابة هذا الواقع الجاف الذي لا يقبل القُدرة على التحول ضمن إطار التغيير تزامنا مع ظروف كل مرحلة . في لحظات فارقة في التاريخ اليمني والأزمات التي يواجهها هذا الإنسان الصلب مُتجاوزاُ ثورة فُشلت في تقديم خطاب مطمئن للناس بقدر ما حملت معها خطاب تحريضي واتهام مُباشر لكل طرف يتم الاختلاف معه كي يتم منح

ذاكـــــــــرة الغياب

لا أجد مفاتيح لكُل أنواع الضجر الذي يُحاصرني في كُل لحظة , فقد فكرت بمُجرد غياب الكاتب الرائع محمود ياسين عن صفحات الفيسبوك بشكل مؤقت واعتزاله صُداع أصدقاء السياسة المهووسين بتزيين تاريخ أحزابهم وتنميق مداخل الحُلول وافتعال تاريخ يوتوبي للقادم بمُجرد خطاب إعلامي كاذب لأي من سياسييهم يُمكن أن يُوصلنا إلى مرحلة جيدة في تاريخ العُقد الحزبية التي ضاقت بالناس ذرعاً وأوصلتهم إلى أسوا تعاساتهم فأجد في كُل هذا القلق فُرصة لأعرف أن هُنالك من الناس من تحلم بأوطان خاوية من بيوت العناكب , من كُل شُروخات الناس التي توسعت نتيجة غياب المفهوم الناقد والواعي لكل ما يدور حولنا في الحياة فهمت أن محمود ياسين هذا الساخط على كُل أنواع العبث والضجر ينتصر في كُل لحظة لجُنونه , لعالمة الفذ , فكرت حينها مُمكن أن يتلقى هذا الكاتب الرائع رسالة من إدارة مارك زوكربورج عتاب على اعتزاله هذا الواقع الافتراضي  كي يُعاود تغريداته من جديد خارج نطاقات الموت المفتعلة . لم تمضي فترة قصيرة إلا وأجد نفسي في خندق غياب آخر , في ذاكرة أخرى , هذا الغياب عندما تكتشف أنك عبارة عن مُفاعل فيسبوكي يتحرك في كُل لحظة وفق حسه المرهف

يحدُث كُل ذلك في اليمن !!!

دق طبول الفرح وإشعال شموع الحرية , إعلان حالة طوارئ مُفتعلة وفوق كُل ذلك قتل الناس تحت مُبررات الخوف , تحت مبررات الحماية للوحدة والثورة كحمل ثقيل ضاقت به الناس على أن يرتد على القلب بشكل خنجر مسموم وخاصرة . ثمن الحُرية غالي في بلدنا فعندما يتم طبطبة شكلية الحياة العامة لتُعكس للناس أن البلاد بخير وأن دولة الجمال قادمة , أن سقف الحُرية في أعلى مراحلها , وأن التخطيط الإستراتيجي للغد ورسم ملامحه تسير بوتيرة عالية !!! قتل الناس وترويعهم وسحلهم في الشوارع , تكميم الأفواه , التخبط في إيجاد وسيلة للبقاء في ذهنية الآخر كمؤشر على القبول كُل ذلك يحدث اليوم في اليمن دون سابق إنذار . حياة عامة تم عسكرتها , انزلاق حُرية التعبير واختلاطها مع زناد بُندقية , تشطير البلد وفق سياسة القوة ,  استعراض حالات الفشل الحزبي في الأعياد والمُناسبات , شُقات يثبتون لنا كُل يوم أن البلد تسير وفق عقلية الرجل الواحد , رجل الحزب الأول , رجل القوة , رجل النفوذ والقبيلة , وهذا هو الموروث الصعب للواقع الذي لم تتغير ملامحه تحت رحمة ثورة ناقصة باتت تأكل أبنائها ليل نهار . يحدُث أن تنبت الأفكار في عُش مُصاب بحال

مجانية الموت وأفراح النُخبة

الثمن الباهض الذي تدفعة حماقاتنا لا تتوقف عند الحُرية أو حُرمة الدم الذي أوصت به كُل القوانين البشرية بل تتعدى إلى مُمارسة الكذب السافر  بإسم الوطن والثورة المُثقلة بأوهام النُخبة والحاكمين الجُدد . أفراحنا إمراة عجوز تُقاوم لحظات الموت , رجُل مُسن يبحث عن مُبررات الإيمان ليوهم نفسه بإن أفعاله التي أرتكبها في زمن ما كانت طاهرة دفاعا عن قضية مُعينة . عدن اليوم تحترق بإسم الحاكم , بإسم الحزب والتحالف المُلوث بقتل الناس وزهق أرواحهم تحت يافطات وُحدة القوة , ليوهموا القنوات الإعلامية التابعة لهم أن الوحدة راسخة رسوخ الجبال وأن الوطن بخير وأن ركب الحزب الواحد ماضية لتطبيق دولة الخلافة التي تموت في أرحب وتحيا وتُعشعش في مناطق الجنوب التي تتسع لكسر الجماجم وإيقاف القُلوب عن النبض . من يبحث اليوم عن وطن كاذب يُمكن أن يجده في أي مكان على إمتداد المساحة الجُغرافية الضائعة , ومن يبحث عن وطن الحقيقة لن يجده إلا في قلوب الصامدين , في ذاكرة القلة التي تروي أفراح الشراكة والتطلع لها , وأحزان البؤساء المرميين على كُل شارع كمحصلة نهائية لسياسة الفظ , لفظ الناس ورميمهم كمخلفات بشرية كي يتسنى لل

أغنية حُــــــــــب للكلمات

أخشى وقع من الكلمات , أخشى من قرع كؤوس العشق , وبرود الشجن فعدما يكتمل مصدر الحُب , وصخب الحياة , وخارطة الحنين بإيقاع نازك الملائكة بــــ (أغنية حُب للكلمات) فلا ننسى معها أن للحياة شجن آخر , أن جر أذيال الخيبة مثلها مثل جر غنيمة حرب , وأن دُعاء للقديس بُطرس مثلها مثل خُطبة جمعة موشاة بالشتم ومُحاربة الناس ومُقاتلهم وجرهم إلى معارك وهمية ما أن ينفك المصلين منها إلا ويعرفون مدى السُخف وحالة الإصغاء والصبر التي يتمتعون بها في فهم اللا شيء . هل نحن حقا لا شيء ؟ ماذا نُجيد أكثر من خفة دم , أكثر من فراغ فكري وعاطفي , أكثر من حالة عُنف نُؤسس معها لكُل حُلم قبيح بوجه مُزين بأبهى الصور والتعاليق الإنسانية المُرتجلة ! نشتم كُل شيء , نرى في الجمال فكرة للعيش والعشق الصاخب , نرى في كُل الأوطان مُجرد مُستعمرات بشرية للعبث , في كُل ذلك نرى أننا أصحاب الحق وأصحاب القتل والموت والقرار, أصحاب الفراغ والتعبئة الخاطئة . ماذا بعد ؟؟؟ أن نُفكر بعقليات إنسان القرن الحادي والعشرين , أم بعقلية رجل خارج لتوه من مستنقع تتصدر روائحه كُل شكليات الحُكم النبيل والمُفتعل ؟ ماذا إذاً ؟ فالهُروب من

العيش بـــ نقاء أفضل

لا أسوى من أن نعيش حالة حُب خاطئة , تواطؤ يستمر للحد من حالات الضجر , الفراغ , للحد من مواسم الخوف الخارج من عفوية الحُب الصادق القادر على منحنا طُرق جديدة تتفتح مع ازدهار قُلوبنا والمُغطى بأكثر من عطر لـــ (الفانيلا) والموشم بذُكرية الحب الساهري لتمنحنا أكثر من قُدرة عشقيه , أكثر من حالة إخفاق وجدانية تتكلل بالنجاح ومُمارسة أعلى درجات الأمل للعيش دون هذا التواطؤ , دون الخيبات والمرارات الكثيرة والمتكررة والتي عادة ما تًصاحب كُل أفراحنا , كل شكلية حياتنا الأخرى . فالذهاب بعيدا في أقاصي الذاكرة للشعور بلحظات الخُلود دائما ما تحتاج لكمنجات درويش وصوت مارسيل خليفة (جبل الباروك) الذي يأتي مُتجاوز كُل خارطات الألم ويسكن مع الدمع , مع حالة ثورة كُل لحظة نراها تتجدد خارج ضغوط الحياة اليومية لنرى فيها مصدر عشقنا الأوحد والأزلي وجُنوننا الذي عادة ما يتجاوز المُربعات المرسومة للتوحد مع كُل ما هو إنساني وللتغلب على ألوان الحُزن وتبديد كُل هواجس الفجيعة والاغتراب . ما ذا يُليق بنا اليوم ؟ ماذا يعني لنا الأسود !  والذي سبق لـــ احلام مستغانمي الروائية الجزائرية على كتابته بتأني برواية حملت

حالة عُـــــــــرى سياسي

أخبار الثورة الدسمة التي طالعتنا بها شُهور من قنوات المُقاولات الشخصية كُل يوم تتضح برؤيا وغباء سياسي وحالة تنظيمية هشة لحظيرة الثورة الخلفية التي تُدار من وراء كواليس الحُكم الثوري الحقيقي إلى حالة الهوشلية الُمستمرة في مُمارسات شكلية الخداع على الناس وعلى القوى السياسية تحت فريضة الثورة التي لا تقبل بأي فرد يرى في هؤلاء مُجرد مُقاولون وسُراق عابثين بكل لحظة تاريخية يأمل فيها اليمني  بتبديل شكلية الحُكم الفردي الواحد إلى المُشاركة السياسية الفاعلة . الحظيرة الخلفية هذه تظهر اليوم جليا للكل مع ازدياد جلد الجرحى وعدم استيعابهم ضمن الخانات الثورية المطموسة والمُغطاة بغشاء حزبي وبطاقة وطنية مُتسخة بعقلية المُقاولون الثوريون المحسوبين على طرف بعينة وكأن البلد هذا ولد في غفلة زمنية لخدمة مراكز قوى بعينها . هؤلاء المُقاولون الذي صدقناهم في حالة غضب خوفا من إزهاق دم اليمني إبان المد الثوري والعُنف المُمارس من أطراف عدة أن بإمكانهم أن يعبروا لحظات الخواء المركوبة بسياسات الإقصاء إلى حالة ارقي ليعوا أن طبيعة كُل مرحلة تختلف عن سابقاتها وأن الإقصاء المُمارس على طرف وعلى جهة بعينها نتائجه

مُقتطفات من ((بيان الكرمل))

نلُم فتات الضوء ,,, بعض النصوص الأدبية من أول وهلة تضع ذاكرتك في مُتنفسها , تشعر أنها تحمل همك وهم كثير من الناس وكثير من المُثقفين مسلوبي الهوية . بعض من هذه النُصوص التي لفتت نظري هي من بوح الكرمل (بيان الكرمل) من( نلُم فُتات الضوء) للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والتي تحمل في طياتها إنجيل لأزمات أُمة تتناثر موتا , وتتناسل شظايا وأشلاء مُوزعة بين حُدود عربية مُصطنعة كفاصل بين ثقافة جمعاء وبين انتماء يتأسس في الإبداع والثورة والمُغامرة التي لا تكون إلا كخيارات للحُرية كما يقول دوريش في ذلك . إن حصتنا في اكتشاف الواقع لا يُمكن إن تكون إلا كمرآة تُعكس فيه كُل الممارسات المُهذبة وغير المُهذبة بمذاهب إنسانية حيث يقول درويش في هذا السياق : ((إن مرحلة الأزمة هي مرحلة تُختلط فيها كُل البدايات والنهايات , في ثقافة الأزمة خيارات ورؤى مُتشابكة بعضها يعلن الهرب من مواجهة الحاضر عبر اللجوء إلى صياغات الماضي  , يعلن اللا عقلانية ويرتهن للغيب  , يغرقنا في جنون طوائف المُلوك وحُروب مُلوك الطوائف ويدور في الفراغ )) . إن اختيار شكل أوسع للحُرية في مُجتمعات تضيق كُرها لا يفتى أي ش

فبراير عيـــــــــــــدنا الحاضر الغائب

تستحيل الكتابة بإدماء وريد الطعنات , يستحيل الفرح المُظلل بالياسمين والموشى بخارطة تبدو لنا على هيئة جُثمان يُشيع ضحاياه كُل يوم بانتظار الضحية القادمة . فبراير عيد للفراغ , لأحلام تندثر في لحظة وتصفو في لحظات أخرى , مُدن عابرة تحتضن كُل الحرائق , كل المحارق , كل ملائكة الرحمة , كُل دموع الناس وتساقط أحلامهم . هُنالك أشهر في الذاكرة تمنحنا فُرصة لقول ما نُريد , هُنالك أشهر أخرى بورصة الموت فيه أعلى من ارتفاع منسوب الحياة . ثورة صوتها يبدو اليوم مالح , رفاقها مُغيبون مع صقيع الشتاء , رياحهم تبدو لنا مقرونة بدمعة وحُرقة لا تضوي إلا وقد مُتنا معها ألف موته , ألف تغريبه , ألف موت جُثمان عابر ومرض ما يفتى إلا أن يُمارس هوايته في العبث على الجسد المريض . أبتسم للخجل , لساحات الميادين والقتال , لساحات الحرب والسلم , لساحات القلب التي تضيق كُل ما حاولت التنفس برئة مُتحررة من احتقان القبيلة , من حُب ملوث بـــ بياض الموت المُجرد من الأغنيات . من يؤثث اليوم للذاكرة مساءات أكثر قُدرة على الفرح من الحُزن , أكثر قُدرة على الاحتفال والضحك من البُكاء , أكثر قُدرة على التصالح من التقاتل مُق

لأجلك تدمع العين شُكري بلعيد !!!

فخ الاتهام المجاني التي تُعاني منه الشُعوب نتيجة انعدام العدالة البشرية في تطبيق الأنظمة والقوانين هي من ترفع اللافتات عند في أول عملية قتل تُطال المدنيين والكُتاب والمُثقفين . فما بين جار الله عُمر وشُكري بلعيد مآقي من الدمع , رصيد لا ينتهي من الألم , فمن يحمل في زماننا هذا هم وطنه وأمته دائما تُسدد بُندقية وبارود الغدر في صدره لأنه قال لا في وجه جلاديه , لأنه يؤمن أن الأوطان لا تُبنى بالطعنات , ولا بطيف سياسي واحد مُختزل لا يقبل بفكرة الآخر وبقضيته وصوته الجهور . هو إذا شكري بلعيد الحقوقي والقيادي في كُتله الجبهة الشعبية المعارضة للحكومة التونسية والمعروف بمواقفه المُناهضة لحزب النهضة التونسي .  فمن يكتب اليوم عن الثورات يجب أن يكتب عن شكري بلعيد , عن تصالح قوى اليسار بدلا من انهيارها ردا على كُل من يعبث بحُلم الناس , ردا على كُل من يرى في تغييب الأصوات المُناهضة لأي مشروع إسلامي مختزل لا يُمثل هوية الشعوب المُنادية بفضح كُل طرق وألاعيب الحُكام الجُدد . تونس تودع ابن بلدها شُكري بأصوات وزفير الملايين التي خرجت تقول لا في الوقت الذي لم يرى فيه شعبنا اليمني من قضية اغتيال جا

المُرشدي سيرة( نشـــــــــــــــوانية ) لا تنتهي

الموت هو العنوان الأبرز في يافطات المشهد اليمني فالفجائع التي يُخلفها تُدمينا أحيانا وتطرحنا أرضا من إعياء المُخاض أحيانا أخرى . إن وفاة الفنان الكبير ((محمد مرشد ناجي)) في وقت حالك كهذا يضعنا أمام مُحاكاة للدمع , للموت المُستمر , ولا يدع لنا مجال لقراءة سيرة مثل هؤلاء الرائعين إلى في لحظات تواري كهذه . من سيرة نشوان الأغنية التي جابت القُرى وجباة الرفاق والتي كان وقعها مُدوي , يزداد مع وتر القضية الوطنية والتي صاغ كلمات هذه الأغنية الكاتب الرائع سُلطان الصريمي لتأتي في وقت عصيب لمُجريات التحولات في مُعظم المناطق الجنوبية والشمالية معا إلى عشرات الأغاني التي أنتشر وقعها في اليمن والخليج وبعض الأقطار العربية الأخرى . المُرشدي رحمه الله سيرة فن تتجسد مع التصاقه بالكفاح الوطني ومُحاكاته للثورة ضد الظُلم والفساد التي كان يقودها رفاق الحركة الوطنية من ماجد مُرشد إلى عبد العزيز السقاف إلى عاطف ((مُثنى غالب)) إلى نُعمان قائد حسن وغيرهم والذين أثروا الوطن على أنفسهم وفضلوا الموت صمتا دون ضجيج ودون مُتاجرة بأسمائهم في مزادات ومجالس الشيوخ الذين حكموا البلاد طوال عُمر الجمهورية . لم ي

قاب قوسين أو أدنى

للخروج من حالة الكآبة التي تُعاني منها والروتين اليومي المصبوغ بجدلية الثورة وذُقون المتدينين وحاملي النظريات الإسلامية , وناشئو الإعلام الجديد والحالمون ببناء أوطان ناقصة جينيا وفكريا تعتريك حالة قرف من كل شيء فلم تعُد ترى من يُعيد لك وهجك الذهني وإنسانيتك المفقودة بين كل المُدن سوى بعض القراءات والتمتمات التي تشعر بانجذابك نحوها لتهرب من واقع مُشقق من الداخل لا يعيه إلا من يقرأه من كُل الزوايا والأماكن بعيدا عن أي عاطفية دينية وفكرية ضيقة . تُصادفك في بعض الأحيان نصوص وكتابات جيدة تريد أن تهرب بها من كُل الأفكار المدهوسة والمدهونة والمُسممة والتي اجتاحت كيان صُناع السياسة الجُدد , الذين لم ينتجوا لنا سوى (ثورة عرجاء) لم تستطع أن تنتصر في يوما ما لا لشهيد أو لجريح أو لمثقف وكاتب أو حتى لرجل دين مُتحذلق من بعض ناقديه . فقد كان الراحل غسان كنفاني مُحقا عندما كتب : ((يسرقون منك رغيفك , ثم يعطونك منه كسرة , ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم , يا لوقاحتهم))!!! فالواقع المُنتج لثقافة الكراهية لا يُمكن أن يبني أوطان قادرة على الأتساع لكل الحالمين بأوطان نظيفة لا تعبث بالنرجسه ولا بقت

إب شهيــــــة الكتابة والطُموح

هُنالك مُدن تأخذك بسحرها من أول وهلة وتهديك انطباع جيد عن جمالها الأخاذ ولا تعرف ما يدور في شوارعها , في ساكنيها , في مُتقبلي ثقافتها , في كُرهها وحُبها للآخر . وهُنالك مُدن أخرى تبتلعك في أول مُصادفة عابرة لتُعبر عن اشمئزازك منها ونعتها بالأوصاف السيئة والقبيحة. بين كُل مدينة وأخرى جسر مُعلق من الأمل , جسر من الود والحُلم الذي لا ينتهي , بين كُل خاطرة وأخرى مسافات تأخذ أبعاد أكثر إنسانية وأخرى أكثر وحشية . وهُنالك أوطان تهديك في لحظة خاطفة موت سريري بطيء لا ينتهي بمُجرد إلقائك نظره عليه أو مُلامستك لجروحه العميقة , وهُنالك أوطان أخرى تعرف طُرق أوسع للسعادة الضحك والكتابات الجميلة والموسيقى الهادئة . بين أبعاد المُدن هذه أحيانا تعتريك المُدن التي سكنتك , منحتك تسكعك لزمن ما , التي رأيت في أضواء شوراعها الضيقة ذاتك , وروحك المُستباحة بين حالة الجوع والعطش , بين هُموم دراسية تعيسة , وسكن جامعي تقبع فيه كُل الوحوش البشرية . لا نشعر بالانتماء للأشياء التي لا نستطع أن نحتمي بها , لا نستطع أن نتعايش معها , لا نستطع أن نبتسم ونضحك ونعبُر برزخ الوهم والصمت والكلام . تُدون أحيانا

رائعون يا ثورة , رائعون يا وطن !!!؟

استخدموا الديمقراطية والثورة باعتبارهما أدوات وطنية لطلبة الله لا تتأتى بمفعول مُخدر وفعال إلا عندنا كيمنيين فلم نعي ونستعض كشعب في يوما ما بما قاله فيردريك نيتشه : ((الأخطاء هي التي ربت الإنسان)) ولم نتربي من كُل خطى وقعنا فيه إلا وازددنا أكثر بطحا على أرض ومفرمة الواقع لنعود في كل مرة من جديد نُمارس هواية السياسة بمفهوم ((القط والفأر)) . شيلني أشيلك هو المُصطلح الأكثر تعبيرا لما يدور في أدمغة أكثر قُدرة على الخداع من المُمارسة الجيدة للعمل السياسي والتنظيمي والديمقراطي السليم . نحن الذي لم نعي هذا الواقع البليد لنرى فيه مُجتمع مُتعافي من الشطحات , خالي من الأوزار , خالي من طواحين الهواء التي مارسها ثربانتس يوما ما كهواية في مُحاربة الخيال بـــ روايته الرائعة ((دونكيخوته)) رائعون يا ثورة من يكحل أعيننا اليوم بخصخصة قطاع الشهادة , قطاع الجرحى والمُمزقين على أرصفة الشوارع . رائعون يا ثورة من ينتظر عهد إسلامي وخلافة إسلامية مهرهرة حسب مزاج عالي بمن يحشد أتباعه تحت شعار خلافة الشمس مُستغلين جهل الناس وعواطفهم الدينية والسياسية . رائعون ولازالت دماء الجرحى تتدفق أمام رئاسة ا