المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

أخشى من التوقف

يا سيدي ارثني امرأة لا تشبه قوام الرجال , امرأة تشبه الحياة قليلا , تشبه المُشتهى من المُمكن بأنثى تشتعل جذوتها ناراُ في ليل خارج صانعي الأحقاد والدسائس الصغيرة . ولتعذرني الأقدار عندما لا أتشابه معها إلا في النهايات , ولتعذرني آلهة الحُب وعُذرية حياة , فالمشتهى أصبح اليوم صارخا , وقوام الرجال ليس كقوام النساء إلا في البدايات نفسها . أخشى من التوقف , أخشى من البُكاء على ماضي صرت رهين له , أخشى من خليل الزمان ومن مائعات الحواري . أضغط على زناد الخوف , أتجاوز ماهيات الكلمات , أردد بتقديراتك المُفتعلة بأننا مازلنا مع بعض نشبه شجر أيلول , سنديان وصفصاف بدايات الشتاء . لا تخشى من تناقضات الحياة , عليك فقط أن تخشى يا سيدي من التوقف في الإخفاق , كما عهدتك المُبتسم والحالم ولأنك في حضرة الزمن هذا (الأجمل) سوف تظل ابتسامتك هي المُخدر , هي التموضع والاتكاء , وسوف أظل معك الحالم الرائع القادر على العيش خارج ليل الغواية . بإصرار المُغني على إنتاج قيثارة تتصالح مع لُغات الدمع والبُكاء , صرت أنت اليوم المُغني والقيثارة , الكمان والرنينجتون . حفظتك اليوم وحفظت أسماء العشرين التي لا تتو

أصبح بوسعنا الآن أن نتكلم .......!

لا يوجد أسوا وأقبح من أن تسمع مكالمة تلفونية على عجل من أحد أصدقائك في يوم جمعة تنبئك بتعرض الكاتب الرائع محمود ياسين لمحاولة اعتداء من قبل مجهولين والأسواء من ذلك انعدام الرؤية الوطنية والسياسية للتعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد وأخرها أزمة المُهجرين أو ما يسمى المغتربين اليمنيين في الخارج . ما بوسعنا أن نقوله في أوقات عصيبة كهذه أن الكُل يجب عليه أن يتكلم وأن يرفع صوته وأن يرفض أي سُلطة تعود بنا إلى زمن القطيع , زمن التحالفات التي تتشكل وتتمخض عنها إعادة شكلية الحُكم الفردي المناوئ والمُعارض لبناء وطن للجميع خارج ماسورة الذحل الثوري التي تقودنا إلى مُثلث مُغلق إلا من بعض النتوات والأملاح المُستعصية على الغسيل . تجاربنا مُرة في التعامل مع لُصوص البلد , تجارُبنا كيمنيين دائما ما تتسم بمسح قُبح الماضي من أجل طُهر وقُبح الحاضر الغائب والمريض وهذا ما يتنافى مع حاضر ومُستقبل البلد المُعلق على كف عفريت . الحوار مازال مخنوق بعدم مُشاركة بعض القوى الجنوبية , إعادة تحالفات فيد 94 تظهر من وراء الكواليس المُغلقة لرسم شكلية جديدة لحُكم الجنوب من جديد بفرض قوة جديدة تبدءا مُمارستها م

غد نتحرر معه من كُل الأوجاع ...

بدون استثناء للزمن الأخير في حياتنا يظل أكثر حُرقة بزفرات نبتلع غصاتها كُل يوم بـــ عذاب أشد وقعاُ وأقل قُدرة على المُقاومة , البُعد ودلالات الغياب , الحُضور بـــ كُم مقصور غير قادر على المُلامسة , فلا اشتهاء للقادم من وراء بوابه مخروقة نرى من خلفها كُل شطحات الناس وكُل عنجهيتهم . للحُضور أكثر من شهية مذاقها يتجاوز مُداراة الأحلام ومُلامسة مشاعر الآخرين إلى حُضور في وُجدان مدينة لترميم كُل شروخات الذاكرة المُتعبة . لم أستطع أن أُشبة بين شيطانين أحدهما يزور مُوسكو برواية حملت بصمة جيل يريد الخروج من تعقيدات واقع مليء بضوضاء الساسة وتبريرات أخطائهم وبين شيطان يزور صنعاء فالأخير يزورها كُل يوم دون أن يُقدم لنا عن أسباب زياراته سوى المُباركة بلعناته التي تحل علينا صباحا ومساء . من جديد نبحث في كُل لحظة عن مُبررات لهذا البقاء , عن مُبررات لكل أصواتنا المخنوقة , نتشبث بكُل ما نكتب كي نظهر للآخرين أننا قادرين على الصمود , قادرين على إثارة أصنام البلد وتحريكهم في مُربعات وحراك سياسي جيد . إيماننا كأفراد وجماعات أحيانا يتهاوى بسبب عدم استجابة الواقع لكُل التضحيات التي نُقدمها , فيتحو

أروى عثمان ... وطن بنُكهة مدنية خالصة

لم أستغرب وأنا أرى الكاتبة والناشطة المدنية أروى عثمان وهي تتلو بعض من تعويذات المظلومين والمهمشين أمام الحاضرين في مؤتمر الحوار الوطني كمُمارسة لهواية البحث عن مواطنة عزٌت أن تجد لها طريق في وطن مسدود الأفق حيث تتوزع فيه الآدمية في عرض الشوارع كنتيجة لمُخلفات الحُكم الفردي الاستعلائي المُناهض لحُرية الناس في تقرير شكلية حياتهم . فلم أرى من الحالمين اليوم سوى من يُمارس أكثر من هواية دغدغة المشاعر والعواطف في مؤتمر خطابي أجوف سوى القليل القلة من الرائعين الذين يمتلكون رؤية حقيقية يُنادون من خلالها بدولة نُظم وحُزم وإصلاحات صارت قاب قوسين أو أدنى من أن تغيب لتغيب معها كُل إمكانيات التمثيل العادل لقضايا الناس في موسم حواري لا نعرف من ملامحه شيء حتى هذه اللحظة . أروى عُثمان وُجدت في زمن قبيح , في وطن حاكموه لا يعترفون إلا بمن يمسح أجواخهم , بمن يُنادي بمواطنة مُزدوجة ومُفخخة بميلاد عباقرة الفساد ورسم تاريخ مُختصر لهم , وجدت كحالة رُهبة بوجه الجلادين وبائعي الضمير فاستحقت لقب (ملكة المشاقر) , وريحانة الحالمين . أروى عُثمان من تقول لا في وُجوه كُل هؤلاء , فلا تريد أن ترى في الوطن وا

ما بعد حوار وثورة الفُرصة الأخيرة ..!

لم أجد أفضل تعبير من تراكم منسوب الأمل المعسول , من فيض الحوار الذي انقلبت فيه موميات الماضي إلى أشبه بـــــ خُطباء في محراب يوناني تتفاوض فيه قساوسة الشرق والغرب لرسم ملامح تحالفات واستراتيجيات جديدة لحُكم هذه المُستعمرات , لم أجد في كُل هذا الهراء أفضل من تعبير البروفيسور حبيب عبدالرب سروري حوار اللعنة (لعنة 6 أشهر) . فــــ  التعويل على بناء دولة مدنية بمُؤتمر حوار أعرج (ناقص) غير مُكتمل الرؤى تقوده نفس الوجوه التي حكمت البلد لـــ أكثر من نصف قرن وأغلب هؤلاء لا يجيدون القراءة والكتابة , لا يجيدون كيفية تحليل سوق البورصة , لا يجيدون شكلية الحُكم الفردي من الجماعي , الفيدرالي من الرئاسي , وكأننا نرى بذلك نهاية هذا الخط كما بدايته , خط ونفق سير يقودنا إلى نفس حالة الصُداع والشقيقة المُزمنة , وكأننا نعرف النتائج والرؤى مُسبقاُ , وكأننا أمام حُلم مُزعج يتحول في ليل مُثخن بالعواء إلى كابوس مُزعج لا نستطع أن نُقاوم درجة تعاسته إلا بحالة فزعان قوية لا تنتهي . البلد عبارة عن جنازة تُحمٌل على عقبي بُندق وفتوى جاهزة يتم الإعداد لها مُسبقا كي تؤدي دورها الآني كما أدت دورها قبل عُقود من ال

مأساة الحوار في مذبحة الكرامة

أقبح من تشبيه تحويل جُثث موتانا إلى تعليقه هولوكست في أفراح الثورة , في يافطات دور سياسي تقوده نُمور الحرب , زعماء آلهة معبد الأصفاد , طُغاة وتُجار الأوطان . بلد في لحظات تعثر بحثا عن قادم يتلاشى تحت أقدار الأزمات , متمسك بخطاب الصُدفة لفك كُل أزرار القيادة التي استعصت على مغموري السياسة الجُدد . في ذكرى المجزرة الكُل على طاولة وطن واحد , الكُل دون الكُل , دون طاولة وطن واحد , حوار على وقع الرؤوس , قرع خفيف لمُسوده الأمل , محاولة يائسة للصمود والصعود , تدارك كُل الأخطاء بمزاج سياسي سيء , لمٌ شمل الأعداء على إيقاع وطني خالي من أي نُكهة وطنية جنوبية . تعدُد نُكهات الموت مثلها مثل تعدُد نُكهات الحُلم والحياة , مثلها مثل تعدُد الكذب بوطن أذرعه تحتضن كُل القادمين من على مفرمة واقع لا يشبه سوى فصيل أو طيف سياسي مُتقادم . صنعاء تُصفق , صنعاء تبكي رحيل قتلاها وشُهدائها , صنعاء تحتضن تظاهُرة وطنية ليست الأولى من حيث الكذب وليست الأخيرة من حيث نشر الوُرود على قارعة وطن منسي , صنعاء تُدشن مرحلة جديدة من سياسة العُنف واللا عُنف . حوار وطني أشبه بمُجازفة مُقاتل يخُوض معركته اليائسة وال

الصُراخ بصوت عالي

الكتابة أشبه بخطاب مفتوح تُحرره ولا تعرف إلى أي شخص نرسله , أشبه بنقالة مريض على سرير الإنعاش مُنكسر ولا يعرف موقفة من الحياة والموت أصلا , أشبه برسالة كتبها ذات يوم تشيخوف ولم يعرف إلى أي رفيق يرسلها فقرر أن يرسلها إلى جده العجوز بعنوان مجهول كي تصل أو لا تصل حسب قوة وإيمان اللحظة ذاتها . نتعاطى مع شجن اللحظة , مع قوة الحُزن والأمل , نتدثر بكُل مشاريع الأحزاب وأرتالها , ولكي نكتب نحتاج لأكثر من نعيق , أكثر من مُبرر لنقد ما حولنا كي نحوله إلى قائمة سردية يرتفع منسوب عطائها ولا ينتهي إلا بمُخدر ذاتي نسكنه كي نشفى من حالات القرف التي تجول من حولنا . مفهوم التصالح دائما ما يكون شافي بشكل نسبي ولا يرقى إلى مُستوى المصلحة إلا في المُجتمعات التي تعرف كيف تُفكر , كيف تنتج وتخُطط وتبدع أما نحن فـــ نتصالح دائما خوفا من المجهول الذي يتربص بنا , خوفا من عدو حزبي قادم على اكتساح مصالحنا , على تعطيل كُل شكلية الحياة التي نفترضها بشكل أفضل دونهم . إن دونية الحُكم مثلها مثل دونية الفراغ وإن التصالح مع كُل هذه الأشكال لا يزيدنا إلا تباعد وحيرة , أكثر تبعية وأكثر مُيولا لنكون أذيال في قائمة و

خارج المكـــــــــان

إن كتابة الواقع من خارج أسوار المكان , من خارج البطولات والعذابات الأولى يحمل أكثر بوح ذاتي وإنساني , خاصة عندما نرى في هذه البدايات جُزء من تشكيل الوعي , جُزء من العيش بتشظي الواقع وبمرارات البقاء والشتات . ما هي ردة فعلك وأنت تقرءا سيرة ذاتيه كي تتخلص من كُل ما تحمله من عبئ في ذاكرتك , عندما تُفرغ كُل همومك , عندما تريد أن تصرخ بهدوء رفضا لكل سياسات القمع والقوة والظلم , ما موقفك وأنت ترى كُل ذلك يتجسد في سيرة إدوارد سعيد الكاتب والمُثقف العربي والفلسطيني المتنقل بين مدينة القُدس والقاهرة وجامعة كولومبيا الأمريكية . خارج المكان هي السيرة الذاتية لــــ إدوارد سعيد والتي نالت إعجاب النُقاد والمُثقفين في الشرق والغرب كتتالي لسلسة نجاحات كتاب الاستشراق . فكُتبت هذه السيرة دفاعا عن الحياة مُقابل الموت , دفاعا عن الصُراخ مُقابل الصمت والتواري خلف سرير المرض فكانت عند المُستوى ونالت العديد من الجوائز العالمية كــ جائز نيويورك لفئة غير الروايات وجائزة أنيسفيلد لفئة غير الروايات أيضا وغيرها . فـــ عندما تقرءا إدوارد سعيد بكُل مُذكراته وميوله لقول الحقيقة فأنت تقرءا الإنسان بكل أبعا

زمن وجُغرافية اللا معقول

ما أتعس زمنك وأنت لازلت تعيشة في طُور السرد , في طور التعلق بإيجابيات وسلبيات الأشخاص ...! تفقد بوصلة التعامل مع الطيبون , ولا يسعك بذلك سوى كتابتهم على عجل تعبيراُ عن حالة تعاطف ورثاء تفقدها في جوهر البوح معهم . زمن يمُر من أمامنا سريعا , زمن نكتبه ونختصره بـــ بُضعة كلمات , فعلاُ إن زمن اللا معقول , حين تمتلك كُل يوم رصيد كبير من حالة الإرهاق والصُداع والألم , حين يتضاعف لديك منسوب قُبح الأشياء , حين تتحول أشلاء الكلمات المُتطايرة إلى مُجرد سلاح لرشق الآخر ورمية كي تشفى من اللا شيء . نعيش زمن العُبور في ذاكرة الأوطان الجديدة كي نضع كُل يوم براويز وعناوين ثورية ووطنية لــ نندمج في حُرقة هذه الأوطان المُستعجلة في الانتحار , في البحث عن أعداء جُدد , ومُستعمرين وخونة وأوغاد . هذه هي التركيبة التي لم نعُد نفهمها , سفر في اللا شيء , صراع من أجل تكريس مفاهيم القوة , نحيب وبُكاء نستلمه على مظلة علم ثوري لنُردد معه النشيد الوطني لنبداء مرحلة رحيل جديدة . كُل شيء يدخل ضمن قانون المُفاجئات , ضمن اللا معقول , ضمن تخبط وبحث عن حالة استقرار نحن في أمس الحاجة لنعيشها كي ننتصر لعُقود وس

الثائر الذي نسى جُـــــــرح الحمام

إليك أيها الحاضر في غيابك صباحات مُلونة بالأمل , صوت فيروز يصدح فوق المنازل , أمراه تتزين بابتسامة العاشق , مُرور عذب وخُبز بلدي مُعتق , تصاعُد لدُخان الكلمات . ارتواء وشبق يتجاوز كُل الأماكن الضيقة في الذاكرة , يتجاوز لحظات الحنين , ويتساوي مع أحرف الدمع , مع ميزان الحُب والحرب والكلمات . ما نراه أكثر من قُدرتنا على القراءة , أكثر من قُدرتنا على الكتابة للتعبير عن حالة احتجاج كبيرة ضد كل ما هو غير كوني , ضد كل حالات العُنف , التشظي , الاحتراق . أنت العاشق , الكاتب , الحالم في حضرة الوطن القاصر ,و أنت الحُب والقصيدة والأمل , وأنت من ترتوي بنار عشقك كل أوجاع وصرخات المظلومين . أنت الخارطة التي تتحدد معالمها وفقاً لبوصلة رحيلك , وأنت الثائر الذي نسى جُرح الحمام , وأنت المساحات البيضاء والتي تطول ولا تنتهي ولا تموت . إن الكتابة اليوم عنك تتجاوز دُموع الحُرقة , تتجاوز ظُلم جلاد , وتتجاوز وطن ضيق حلمنا به معاً لتستعجل أنت رحيلك قبل أن تنبُت حبة القمح في جدايل وأسوار ألفتك , ولأنك فضلت الصمت وودعت قُبح حياة بتكاليف أقل من تكاليف موت أُمه , موت وطن يحتضر بعد أكثر من عامين

الحوار بديلا عن الدم

لم أجد شعب يُعلق آماله على أكثر من شماعة بايخة أكثر من اليمنيين أنفسهم , حيث أن نقائض الأشياء القبيحة التي يفرزها الواقع والتي تكمن قُدرتها فقط  في التدمير والإلغاء لقُدرات الفرد وفرملة طُموحة وتحويله إلى شيء دوني إلى نقائض أكثر كارثية في الحُكم وفي قيادة مؤسسات الدولة بأكثر من طريقة سيئة وبشعة . تجاربنا في الحيز الخلفي للحُكم ليست بسيطة كيمنيين على امتداد كُل الحُقب التاريخية للجُمهوريات ولــــ حُكم الأفراد المصبوغ بـــ بوق (ديني قبلي عسكري) وتكرٌس هذا المفهوم حتى في التشكيل الآني لقوى ثورة فبراير التي صارت تحتمي بأكثر من مترس للسيطرة على شكلية الحُكم والتمسك به لبناء أكثر من ترسانة وطنية في القُبح , أكثر من كذب وتضليل ثوري يمني . الحوار بديلا عن الدم ....! يا لهذا الحوار , يا لهذا الشعار الذي تحول إلى قداسة تلوك به كل أذيال الحُكم البليد , كل مافيا الفساد , كل البائعين للضمير في ميزان الثورة المفتوح ....! جيد أن نرتقي لمُسميات الحوار كي نُناقض بعضنا بعضا , كي نحلم بوطن قابل لاحترام كُل الناس بمُختلف توجهاتهم , قابل لإسكات كُل قوى التكفير , كُل قوى القبيلة المُسيطرة على عظم

تشافيز مُتمـــــــــردا

أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه ..! أي فاجعة نتقبلها ونصحو على رحيل بعض الرائعين كــ هوجو تشافيز زعيم الحركة الثورية البوليفارية والقائد الاشتراكي المحنك , الوريث اللاتيني للبطل (سيمون بوليفار) ...! من يمنحنا بعد اليوم على شاشات التلفزة نجمة حمراء لــ جبهة بطل بحجم شافيز , فأي مرارة أن تُصاب أعماقنا بنزيف يستشري بين الوريد والخاصرة المُضمخه من ذُهول وهول الفاجعة ...! من يشهر سيفه بعد اليوم في وجه العدالة الدولية , من يقول لكُل سياسات الغطرسة لا , ومن يُنادي بعدالة قضية العرب بفلسطين , ومن يبحث عن يسار عالمي قوي لا يتهاوى تحت ضربات الرأسمال ..! وكيف لنا أن نرى بعد اليوم فيدل كاسترو يصحو كسير الخاطر والجناح , ومن يبحث عن بدائل الاستفراد بحُكم العالم خارج مقصلة الشيوعية غير الواقعية والرأسمالية الوحشية ! كيف لنا أن نرى بعد اليوم شافيز ببزته العسكرية الكاكية , بوجهة الممتلئ وضحكته المُتزنة ..! فمن منا ليرى بعد هذا اليوم عالم مُقتدر , تسوده روح الثورة والتغيير والعطاء , من منا ليرى شعارات إنسانيه تتجاوز دراكولا الموت الُممتد بين الأمريكتين ليؤسس لدولة الدولارات العُظمى , ليبني

سيدتي منك وإليك السلام ....!

يا سيدة الأرض والسماء دعيني ألتحف بهذا الغياب تُراب وعزة قلبك , دعيني أرسم في مُقلتيك بحار من الدمع , امرأة من آتون الحريق  . دعيني أتمتم بعض من إيماني الذي ضننت يوما ما أنه أنعدم في زحمة الفجائع اليومية , أنعدم نتيجة انتصار القُبح , انتصار الألم , انتصار ثقافة مُجتمع مُتخلف علينا , ودعيني أرى في الأفق لهيب ونار تشتعل لتحجُب كل الأحلام , كل الآمال , كل الأشياء الجميلة التي رسمتها ذات يوم بمُخطط تفصيلي كي نعيش قادم دون كل هذا الهراء , دون هذه العيشة الرخوة , دون التضعضُع في شوارع صنعاء بحثا عن كسرة خُبز لتُسد جزء من حُلم أسرة , جُزء من حُلم بيت قادم مُقابل زهرة الليمون , عز الشباب , مُقابل حُلم وشراكة جماعية مُثلى . منك السلام يا سيدة الضوء , منك وإليك الدُعاء , منك لُغات الحُرقة والدمع وألم الفراق , منك مُناجاة العاشق ودعوات المقهورين , منك السماح وعدم السماح , منك قلب من حديد , قلب من فراغ , قلب من فجيعة !!! بين آلاف من الكيلومترات كُنت قد قررت أن أحجز تذكرة مع الأمل , تذكرة مع شوط ووقت إضافي في زحمة العُمر المُستعجلة , كي أبني على عُشك المُتواضع بعض من تاريخ الجُنون , بعض من

على شُرفة الانتظار

على إيقاع تساقط أوراق النردي , وفي أواخر الشتاء بعض الحكايات التي اخترناها من على قُرانا النائية , برد وماء وساعات من التأمل والانتظار . قوائم تأخذنا برهة ولا نعرف معها كيف نشكو ساعات الفراغ , موتنا العاري , رياحنا العاتية فقط أن نحلم بعظم مفتوح , بجروح تلتهب في أول ساعات المواجهة , ليل لا يبقي على من أحببناهم فقط مُهمته أن يُرحلهم وسط  آلام عاطفية تتبدل وفق مقياس اللحظة , حاجات كثيرة وسط التوهان وآتون الحياة المُستعرة تظهر لنرى بها بداية أفق نُمجده ونُصلب في ميدان الحياة لأجله لنعرف في لحظة خاطفة أن كل ما يحصل سراب تفرزه ظُروف وتناقضات الحياة اليومية المُقرفه . في بداية الأفق نُقطة ومخرج هذا هو حُلم الطامحون , حُلم الباحثون عن أوطان تتوزع بين الشرايين المُتعبة , بين ألأبجديات اللاهثه وبين كلمات لأغنية لم تنتهي , لم تتبدل , لم تُصاب ببرود يفصل بين إيقاعها الجميل وبين قُبح ذكرياتها التي تنتهي بحالة موت مُفجع . يا إلهي ...؟ شُعوب ترقص على أوركسترا , على إيقاع الحياة الجميلة , وشُعوب مُعلقة بين شكلية الانكسار , بين اللازم وغير اللازم , بين الفائض والمُستباح . علاقات كثيرة لا