أصبح بوسعنا الآن أن نتكلم .......!
لا يوجد
أسوا وأقبح من أن تسمع مكالمة تلفونية على عجل من أحد أصدقائك في يوم جمعة تنبئك
بتعرض الكاتب الرائع محمود ياسين لمحاولة اعتداء من قبل مجهولين والأسواء من ذلك
انعدام الرؤية الوطنية والسياسية للتعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد وأخرها
أزمة المُهجرين أو ما يسمى المغتربين اليمنيين في الخارج .
ما
بوسعنا أن نقوله في أوقات عصيبة كهذه أن الكُل يجب عليه أن يتكلم وأن يرفع صوته
وأن يرفض أي سُلطة تعود بنا إلى زمن القطيع , زمن التحالفات التي تتشكل وتتمخض
عنها إعادة شكلية الحُكم الفردي المناوئ والمُعارض لبناء وطن للجميع خارج ماسورة
الذحل الثوري التي تقودنا إلى مُثلث مُغلق إلا من بعض النتوات والأملاح المُستعصية
على الغسيل .
تجاربنا
مُرة في التعامل مع لُصوص البلد , تجارُبنا كيمنيين دائما ما تتسم بمسح قُبح
الماضي من أجل طُهر وقُبح الحاضر الغائب والمريض وهذا ما يتنافى مع حاضر ومُستقبل
البلد المُعلق على كف عفريت .
الحوار
مازال مخنوق بعدم مُشاركة بعض القوى الجنوبية , إعادة تحالفات فيد 94 تظهر من وراء
الكواليس المُغلقة لرسم شكلية جديدة لحُكم الجنوب من جديد بفرض قوة جديدة تبدءا
مُمارستها من داخل مؤتمر الحوار الوطني نفسه .
فلا
توجد حالة نفعية من صُراخ يصطدم بأعشاش وأكواخ أقدر على الدفن والسكوت , فكيف إن
تحول البلد بكل إقطاعياته إلى مُمارسات هوايات جديدة تتناسب مع هواياتهم القديمة
لكن بمُلصق ثوري وطابع جديد أقدر..!
هل أصبح
السُكوت اليوم جريمة ....!
وهل
الطابع الثوري والحزبي والوطني يجبرنا أحيانا على التحالف مع الشيطان نفسه ...!
وكيف
إذا كان هذا الشيطان هو مصدر السعادة , مصدر النقاء , مصدر الحُب والحرب والسلام
لدى البعض ..!
لم أعد
أستوعب شيء من ما يحصُل سوى أن الخارطة التي ثُرنا عليها مازالت هي المظلة لكُل
التحالفات والحوارات القادمة ..
المأساة
أن تتحول اليمن إلى باسم رجل صالح يفتي بجواز المُرور من بين الخنادق والمتارس
قُدوما إلى مُصافحة أكثر حرارة .
المأساة
أن نُمرر على أنفسنا مُحاولات اليأس من أجل ننتفض للأمل بأيادي نتنه , بقُلوب لا
تعرف غير المُصافحة والالتقاء .
كُل ذلك
يمر ونحن لازلنا مع مقطع عاطفي يطول , وحالة اتكاء ثورية مُغايرةلـــ نستيقظ معها
على عذاب ثلاثة سنوات من الصلب على اعتبار أن هذا الصلب جُزء من ضريبة المُستقبل
..
لم نستطع أن نُشخص العلة التي نحملها في
أجسادنا , ولم نعرف أن قيادة وطن للأمام يحتاج إلى التضحية بالبراويز والأشخاص
العاجية .
ثورة النص والقُبول بأدنى المُتغيرات صعبة أن
نبني عليها كُل الأحلام , فليس عيبا أن نحلم وليس جريمة أن نُعاني من شقيقة اليأس
العيب أن نستمر في المُمارسات الخاطئة والعبث المُستمر .
بوسعنا اليوم أن ننتفض مع مُتغيرات الواقع
رفضا لكل سياسات المُهادنة , لكل سياسات التطبيع , لكل عقليات الطاهرين الذين
حولناهم من شياطين إلى ملائكة , ومن لُصوص إلى وطنيين .
إن التاريخ اليوم يجب أن يُبنى على قاعدة
جديدة في وطن أعزل كاليمن وهي أن نكتبه بأيادي الضُعفاء والمقهورين وأن لا تكتبه
نفس الوجوه القبيحة التي مارست العبث بهذا البلد عُقود من الزمن .
وهذا التاريخ لن يُبنى ما لم يكن بوسعنا
التكلم أكثر والصراخ طلباُ للعدالة والحق المسلوب والوطنية المنقوصة
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق