المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

الهوية الأكثر أمانا .....

عندما فكر الشاعر الانجليزي توماس إليوت بــ كتابة قصيدة أرض اليباب التي تعكس تصور الإنسان ومخاوفه من العدميات والخلاص المُنتظر لم يكن يعلم وهو يكتبها بــ روح وخفقان زميلة عزرا باوند أن أرض اليباب ذاتها هي أرض البؤس والشقاء وأرض كُل الأفكار المُتصحرة , كل المشاعر والأحاسيس التي تُحاول الإجابة عن سر التغير في حياة البشرية جمعا . وهذه الأفكار من الطبيعي أن تُواجه حالة من الاستقطاب والرفض , حالة من الانفصام والتعدي ومن غير المُمكن أن تنشا حالة صلاح نهائية في مُجتمع أقل ما يُمكن تسميته في هذا وقت مُربك كـــ هذا ((زمن الإفرازات والتحولات المختلفة))  . نحن بكل تأكيد لا نُعلل سبب الصراع والتأجيج لحالة الشُرخ الموجود في فوضى السياسة والاقتصاد والحياة المُجتمعية المتشضيه ولا نكتب بـــ جدوى الربح وزيادة رصيد القُراء فيمن حولنا كي نكتسب طابع وشُهرة غير اعتيادية ... ولكن الحقيقة نحن نُعاني كـــ جيل ونعي أكثر من غيرنا أن سبب تأخرنا عن الآخرين هو الفوارق التي نصنعها داخل المُتغير الواحد ..... وهذا المُتغير ما يفتى أن يتحول في وقت قصير إلى حالة ازدراء في الهويات وفي الصراع الطبقي خارج الركب ا

من يحظى بالامتياز ومن يحظى بـــ المُسائلة ....؟

القانون الوطني بليد عندا يُسيٌر وفق منظومة خاطئة , وفق أهواء عدمية تتآلف مع بعضها باسم الحاضر وباسم الفضيلة المُطلقة كي تصنع منه مُختبر جيد لقياس مدى الولاء الحزبي للقائمين على هذه الصناعة كي يخلقون تأريخ يليق بهم وحدهم دون غيرهم ...... إن مُختبر الحياة عميق جدا لــ قول كلمة تليق بتاريخنا الجماعي , وأن الأخطاء التي نصنع منها بُعبع كي نستولي على تضادات الحاضر بكل تأكيد لن تزيد الشُرخ الوطني إلا أتساع أكثر وهذه المرة بـــ هوٌة سحيقة وصعبة الردم .... أقل من أن نسميه صراع أيدلوجي بين هؤلاء بقدر ما هي عميلة تناحه قبلية تريد أن تستولي على منافذ الحُكم كي تعيد إنتاج نفس القطيع وهذه المرة بـــ شرعية ثورية حمقاء ..... أنا شخصيا لست ضد مُسائلة أي مسئول كان بإقرار ذمته المالية كي نُؤسس لـــ دولة مؤسسات بشفافية مُطلقة ولكن هذه الشفافية لها معايير إدارية ومالية وتـتطلب تفعيل قانون الذمة المالية المُعطل إن لم تكن البلاد بــ رُمتها مُعطلة وتعاني من عُطب في مداخلها والغير قابلة لــ إعادة الحياة وإنعاشها من جديد ..... هذا الصدام والتفتيت الحاصل يُذكرني دائما بـــ رائعة شولوخوف (الدون الهادئ)

من يخبر هؤلاء أن أعيادنا لم تعُد أيضا مُغرية.....!

أعيادنا لم تعد مغرية وأن التذكير بهدفنا الأول في العيش دون خسارات تُذكر وإثبات حق الانتماء والواحدية الوطنية والفكرية  أصبحت مُحال ... وإن منطق الفرح أيضا مثله مثل منطق الربح والخسارة قابل للابتزاز , وأن انتظار الموت في أعياد شبه مُقدسه هو الجُنون بحد ذاته .... من منا ليعيش دون خيارات تُذكر , من منا لينظر إلى الحاضر دون عقلية العصر الوسيط الذي كتب عنه ذات يوم يوهانس فرايد ...! الكُل يعيش لحظات العُنف حتى داخل أروقه موفنبيك , الناشطة ليزا الحسني تتعرض للاعتداء , الخطيب وأمان تُختطف حياتهم خدمة لــ فرحة شيخ وقبيلة بحُجة تجاوز موكب العريس ناسين أنهم تجاوزوا مركب الوطن والحُلم الذي بات يشكل لنا كابوس يومي نعيشه بحُجة النضال لـــ بناء وطن مدني جديد , مايو في انتظار أشلاء ضحاياه الجُدد , تساقط الطائرات , ورائحة الدخان تملئ سماء صنعاء .... الثمن غالي إذاً , وفداحة الأحداث مُروعة ونتانة الحاضر أسواء بكثير من مُتطلبات حياة تفتقر لأبسط المُقومات الإنسانية . عدن من جديد تنتفض رفضاً لسياسات التركيع والإلصاق , مليونية جنوبية احتفاءً بــــ تاريخ فك الارتباط .....  إن خيارات العيش في ه

المزاحن ........الجُغرافيا المنسية

أشعر بشيء من الشجن إلى تلك الأماكن التي اختصرت تموضعنا ذات يوم , أشعر بالرغبة الجارفة لكتابة كُل المكاسب الاستثنائية لـــ يوتوبيا عالمنا الصغير المُتواضع إلا في الزُهد وفي القراءة والمُتابعة الشرهة لــــ كتابات الرائعين . لن أستطع أن أصف جُغرافيا المكان المُختصر بــــ المزاحن أكثر من ما وصفه الرائع محمود ياسين عن رجاح تلك القرية النائية التي تبحث عن هويتها وسط جُغرافيا إب المُترامية والتي كتبها بأنامله واحتراقه بـــ إفراغ ما تبقى من ذاكرته وشهيته من الحُروف الساحرة . أنا لم أنقلب يوما ما عن تلك عن الأحداث التي خرجنا من رحمها , عن المُضايقات وسيل الاتهامات التي كُنا نُلاقيها ونحن في طور بناء جيل ناضج قادر على تحمل طبيعة مرحلة خصبة من الأحداث . ما جعلني اليوم أنسج بـــ ذاكرتي كل هذه الأحداث والوقائع وأُدون ما تبقى للمكان من وحشة وشغف هو طبيعة المُتغيرات التي حدثت على مُستوى الوطن الواحد وعلى مُستوى طبيعة البُعد الاجتماعي المُتعدد للبلد . في الأمس وأنت الفتى اليافع تُوزع حُروفك بين دُروب الحواري وبين الطُرقات المُتعرجة الرافضة لـــ كرم الشيخ وبشاعة الوضع الاجتماعي الآسن والذي ي

الأب لُطف وفُرص البحث عن العطاء ...

أول اختبار حقيقي تواجهة كــ كاتب أنك لا تستطيع أن تكتب بغزارة خارج العواصف التي تنتزعك من مكانك أو أن تتحكم بحروفك بحيث لا تجعلها عُرضة للاضمحلال أو التبديد في خطابات أكثر مُناكفة أمام واقع سياسي بائد كفيل بإحراق هويتك وتوجهك الذي تُحاول بقدر الإمكان الحفاظ عليه وعلى المسافة الفاصلة بين ما تكتب وما تعيشه من أوهام وتوجسات خارج الالتزام المُفرط لمن حولك من قضايا تترتب عليك أحيانا أن تخرج عن لياقتك في تفسير الأشياء ومنحها ما تستحقه من اهتمام . أشياء كثيرة من حولنا في طور التكرار تُبنى على عجل (القرار السياسي , والتحاور مع الآخرين , ومنح الأصدقاء مزيدا من الشجن , وكتاباتهم بأكثر من لُغة مُزينة بالمُعاناة والذكريات والأيام الخائبة والتسكع المُفرط ) . الأيام تمر من أمامنا سريعا , والتاريخ يتغير ومُعطيات الأحداث اليومية لا تنذر إلا بتشقق جدار الذاكرة المُتعبة أصلا .... التشاؤم بكل تأكيد غير قادر على حمايتنا من أن نعيش بهدوء تام ونسبي والأمل أيضا لم يعد ذلك المُخدر اليومي الذي نتناول أقراصه كي نلتحم من جديد بـــ عُنف يومي مع ثوراتنا المُهددة أصلا بالتبديد . اختبار حقيقي للزمن , اختب

زمن ولادة الأوغاد والسُلالات المُتسخة ..

اليوم لست مُجبر على الاستمرار في البوح بــ تراتيل ودعاء الأتقياء , لست مُجبر على موالفة الدمع , على الصدارة في ترتيب الواعظين , فــ لست سوى ذلك التماهي المُطلق الذي قرر بعد دفن أصابعه بين حبات الرمل وتعرُجات الفراغ أن ينتشي احتفاء في تأملات الخوف الساحر , والمزاج المتقلب . أن ترفع سكينك و تستلها بلا رحمة , وأن تعيد ترتيب احترامك المُطلق للأشياء فــ ظاهرة الفُقدان من حولنا مازالت كبيره وإن إحراز أي تقدم في مضمار الحياة لا يعد سوى مُزايدة على جُنون اللحظة نفسها . في لحظة نقاش مريرة تكتشف أنك مازلت ذلك الواعظ  والزاهد الذي مازال يُوزع خارطات الأمل بين الأصدقاء , ذلك المُهذب الذي ينطق بحروفه بتجلي كي يسكنها في ذاكرة الآخر لـــ تبقى إيقاعها أكثر تأثيرا في تلك اللحظات . تلتفت ولا تجد كل ما نطقت به سوى هراء لـــ تصيبك فيما بعد لحظة خوف لا تنفك منها إلا  لـــ ترى و تتعرف على إيقاع المكان الأكثر مُرا من ذي قبل فالحياة تبدل إيقاعها , والقرية لم تعُد تشبه سوى ماكوندو التي كتبها ماركيز ذات يوم بأنامله الخائفة من ليلها الموحش وعسكرها الذي يتهاوون على القادم من كل حدب وصوب ليصلبوه باسم القض

عن هاجسنا المُعتاد ودورة الزمن القادمة

إننا بحاجة إلى الخيال لمواجهة تلك الفضاعات التي تفرضها علينا الأشياء هذا ما يقوله خورخي بورخس الكاتب الأرجنتيني الرائع . فــ حاجتنا لواقع افتراضي نعيشه , وخيال مفتوح لــ تتعايش معه أحلامنا هُروبا من واقع ميت , من ووقائع سيئة لا تتطابق مع كُل ما نريده ونحلم به وذلك للعيش خارج المُطاردات اليومية , خارج انكساراتنا الموجعة . ليس عيبا أن ندرك أن وصفة الحياة تتطلب النط فوق حبال المُخاطرة , وليس عيبا أن ندرك وصفة الحياة نفسها تختلط بأخطائنا المُقدسة وغير المُقدسة وتتحول لُغة الغفران إلى لُغة مُبتذلة بحثا عن آمان أفضل يتم توزيعه في عرض الشوارع بحثا عن جنة تتلون في خيالنا كي نشعر بــــ دفئها في أوقات الذُل والخيبة والموت الفُجائي . ليس عيبا......... !!! أن نولد فُقراء , أن نُولد أحرار , أن نُولد بـــ كُم ناقص أو يد مبتورة من الذراع ... الشيء الأصعب الذي نواجهه عندما ندرك أن الأوغاد الذين قراناهم وكتبناهم نعشهم كـــ هاجس يومي في حياتنا المتوقفة عن التقدم للأمام . ما أصعب أن نؤمن بمقولة درويش (أننا سوف نصير يوما ما نُريد) ...... سوف نصير في الغد شجرة صفصاف تتمايل مع أول نسمة هواء

الكتابة ..... بُقعة ضوء لا تنتهي

لقد افتقدت الكتابة , افتقدت الاستنشاق بقوة الفرد المُتعب والمُتهالك بين توزيع عواطفه بمقاسات ضغط عالية , وبين العودة الحميمة المصحوبة بنبض جديد . ما معنى هذا الذي نكتبه .....؟ ماذا عندما يختلط النضال بعنفوان الحاضر الذي لا ينتهي في لحظة انتصار آنية ...؟ أشياء كثيرة تجعلنا نُراجع ما كتبناه يوما ما .... كتابات الأزمة , والصُراخ والغضب , كتابات مرحلة ازدهار العُنف السياسي ...! ما نكتبه أحيانا لا يتجاوز رسائل الحنين ونبض التواصل كـــ الذي حدث بين الرائعة مي زيادة وجُبران خليل جُبران بقدر ما يعني ذلك كتابة هذا الواقع المُتجلد والمتجرد من عكفة سياسي ومُثقف وكاتب وتابع ومُستقل وأحيانا أخرى بين نشاطات إنسانية وسياسية لا تمت بصلة لذواتنا ورغم ذلك نحسب كُل ميزاتنا وتحركاتنا جُزء من نضال لا يموت بالرغم أننا نعرف مُسبقا أنه يتلاشى بين صِدام حزبي ضيق وبين جماعات سياسية ودينية ضيقة الأفق وبين كُل هذه الأسماء التي نملٌ عند ذكرها نعرف جيدا أننا نسير في طُرق بلا خارطات واضحة المعالم سوى أننا نُردد في لحظات الغفوة والبؤس أننا سوف ننجو تيمناً بلحظة إيمان جلبناها من داخلنا فجأة واستدرجتها الذاك