أخشى من التوقف


يا سيدي ارثني امرأة لا تشبه قوام الرجال , امرأة تشبه الحياة قليلا , تشبه المُشتهى من المُمكن بأنثى تشتعل جذوتها ناراُ في ليل خارج صانعي الأحقاد والدسائس الصغيرة .
ولتعذرني الأقدار عندما لا أتشابه معها إلا في النهايات , ولتعذرني آلهة الحُب وعُذرية حياة , فالمشتهى أصبح اليوم صارخا , وقوام الرجال ليس كقوام النساء إلا في البدايات نفسها .
أخشى من التوقف , أخشى من البُكاء على ماضي صرت رهين له , أخشى من خليل الزمان ومن مائعات الحواري .
أضغط على زناد الخوف , أتجاوز ماهيات الكلمات , أردد بتقديراتك المُفتعلة بأننا مازلنا مع بعض نشبه شجر أيلول , سنديان وصفصاف بدايات الشتاء .
لا تخشى من تناقضات الحياة , عليك فقط أن تخشى يا سيدي من التوقف في الإخفاق , كما عهدتك المُبتسم والحالم ولأنك في حضرة الزمن هذا (الأجمل) سوف تظل ابتسامتك هي المُخدر , هي التموضع والاتكاء , وسوف أظل معك الحالم الرائع القادر على العيش خارج ليل الغواية .
بإصرار المُغني على إنتاج قيثارة تتصالح مع لُغات الدمع والبُكاء , صرت أنت اليوم المُغني والقيثارة , الكمان والرنينجتون .
حفظتك اليوم وحفظت أسماء العشرين التي لا تتوقف عند رتل قبلي مُخيف , وحفظت معك كُل دوامات الدمع والبُكاء , زفرات الغارق بين دياجير الظُلمة ومُحاولته الخروج لنور يشبه بياض الثلج , وحين وضعتك في خانات أكثر قُدرة على استيعاب الألم لم أستطع أن أرى بكثرة وتعدد هذه الأسماء سوى مقطوعات موسيقية تتهدج أوتارها على زفيرك .
أنت طفل , أنا طفل ...!
نحن أطفال والوطن بين أظلاعنا يتمدد كجذوة سامقة وغير قادر على البقاء قليلا كي يمنحنا قُدرة أكثر على الضحك والتأمل .
أنت أغنية , أنا أغنية ...!
نحن أغنية تقتلنا لُعاب إيقاعها بغفوة لا نستطع معها إلا نصحو على فخ حياة كامل غير قابل لأي استجابة ممكنة .
أنـــــــــــت حالة طُهر
أنـــــــــــــا حالة هوس
وكلاهما على (جُنون علاقة افتراضية) كالوطن الافتراضي الذي نؤسس له في أعماقنا مساحات عظيمة ندرك في لحظة شاردة أننا الواهمون , أننا الحالمون , أننا الساذجون والغير قادرون على تحمل وإستيعابة نتائجة
أخشى اليوم من التوقف مثلما أنت تخشى من التوقف ولا مشروع بين توقف ولحظة استراحة عاجلة إلا  الحياة نفسها بدورتها التي تبدو لنا بـــــ ذهابها وإيابها .
أخشى من التوقف مثلما أنت تخشى من القطيعة , من الرحيل دون مُقدومات
أنت تخشى من التوقف وفصل روايتك الأولى التي حلمت بها لم يكتمل بعد , ومشروع الحياة مازال مُعطل وفاقد إحدى عجلاته للتحرك إلى الأمام .
تخشى من التوقف لأننا وضعنا وطن منسي على أريكة معطوبة لا تقدر على الصمود أكثر لتحمل أوجاع شعب وأمة بكامل أحزانها .
أخشى من التوقف وأصابعي مازالت مُحترقة ولا تقدر على مُلامسة خدك المُستباح
ولم أعرف بين كُل توقف وأخر أننا أمام خيارات عديدة تواصل رفضها لكُل ما هو جميل أمام قادم أخرق لم نعرف معه إلا البكاء .
آن لنا أن نعرف بعد اليوم أن التوقف بحد ذاته مشروع لحياة حمقاء وزائفة وأن الاستمرار تحت طائل المُبررات والعقاب هو بداية لموت سريري لحالة مريض مُقعد يتردد على عيادة طبيبة بحثاُ عن الحياة لأنه أيضا يخشى من التوقف .....

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

التائهون