حالة عُـــــــــرى سياسي
أخبار
الثورة الدسمة التي طالعتنا بها شُهور من قنوات المُقاولات الشخصية كُل يوم تتضح
برؤيا وغباء سياسي وحالة تنظيمية هشة لحظيرة الثورة الخلفية التي تُدار من وراء
كواليس الحُكم الثوري الحقيقي إلى حالة الهوشلية الُمستمرة في مُمارسات شكلية
الخداع على الناس وعلى القوى السياسية تحت فريضة الثورة التي لا تقبل بأي فرد يرى
في هؤلاء مُجرد مُقاولون وسُراق عابثين بكل لحظة تاريخية يأمل فيها اليمني بتبديل شكلية الحُكم الفردي الواحد إلى
المُشاركة السياسية الفاعلة .
الحظيرة
الخلفية هذه تظهر اليوم جليا للكل مع ازدياد جلد الجرحى وعدم استيعابهم ضمن
الخانات الثورية المطموسة والمُغطاة بغشاء حزبي وبطاقة وطنية مُتسخة بعقلية
المُقاولون الثوريون المحسوبين على طرف بعينة وكأن البلد هذا ولد في غفلة زمنية
لخدمة مراكز قوى بعينها .
هؤلاء
المُقاولون الذي صدقناهم في حالة غضب خوفا من إزهاق دم اليمني إبان المد الثوري
والعُنف المُمارس من أطراف عدة أن بإمكانهم أن يعبروا لحظات الخواء المركوبة
بسياسات الإقصاء إلى حالة ارقي ليعوا أن طبيعة كُل مرحلة تختلف عن سابقاتها وأن
الإقصاء المُمارس على طرف وعلى جهة بعينها نتائجه واضحة للعيان وهذا سبب لثورة
أرادت أن تجتث هذه الثقافة من عقليات الناس لكن للأسف أشياء كثيرة لم تتغير بل
والأدهى والأكثر قساوة أن يطل علينا باسندوة بعد أكثر من عامين من عُمر الثورة
المُوشمة بالخداع والمديح والأناشيد الحماسية وطلاء للذحل المُتراكم لسنوات كثيرة
أن هذا الوفاق لا يتعدى مُجرد تمرير تقارير إلى أعلى مركز سيادي في البلد والذي
تحولوا معه في غفلة زمن كالحمل الوديع والذين يُدارون من قبل قوى غير وطنية ومشهود
لها بالعبث والفساد طيلة عُقود من الزمن.
لم يعد
مفاجئ أن يخرج اليمنيون اليوم مُطالبين بسُقوط حكومة الاتساخ الوطنية التي استنسخت
عقلية الغباء والإقصاء ومُمارسة الخطاب الإعلامي السيئ الذي يخدم أطراف ويذهب
بميزانية البلد لجماعات وقوى بتبرعات سخية لم تفعلها أي حكومة غفلة وطنية من قبل .
الجرحى
مازالون مُمدون بالشوارع يُطالبون بحقهم الطبيعي وكرامتهم بنوع من الإلتفاته
الوطنية والذي يعني للبعض حالة عقاب هذه صلب لهم باعتبارهم لم يخضعوا للمفاضلات
الحزبية بانتظار سفرهم على متن طيارات خمس نجوم أو بمكوك ديني ودعاء مُشوذب يقودهم
إلى عافية مُستدامة بوطن مفتوح على قتلى الثورة .
كُل ذلك
يحدث اليوم والكُل في حالة صعقة بعد ظهور باسندوه في مٌقابلة على قناة الجزيرة
بنفية نفي قاطع بما يدور في بلد البركة الثورية والبُكاء المُتجدد والمُستدام ومن
حالة شيطنة وقتل وسرقة ونهب وتجسس وطلبة الله .
حكومة
الوفاق اليوم مازالت تسير على نعش الرجل المريض الذي قادنا إلى صدامات مع أنفسنا
لنعاود مُمارسة الغباء الثوري المُطور والمصحوب بقنوات الشيفرات التي تشتغل ليل
ونهار لمسح أجواخ بعض هؤلاء لنعرف في لحظة سخافة أن الثورة مُجرد طابع ومُلصق بريد
يُنتقى على قطار وطني سريع غير قابل إلا لرص بضاعة وطنية مُنتهية الصلاحية ورسائل
لا تحتوي إلا على رائحة حامضة يستنشقها البعض تحت الغصة الحزبية ويشم رائحتها
المُنفرة البعض الآخر بحجة عدم تطابقها مع اتجاهه السياسي .
سبق وأن
كتبت وعلى غفلة عاطفية في صحيفة الوسط مقال عن باسندوة والمرحلة الأصعب في العام
الفائت ظنا مني أن هُنالك من يبحث عن وطن خارج التقاسمات الشخصية ولم أجد من حالة
الصعقة التي رأيتها اليوم لهذا الخواء بحكومة تسير على ركب الجمٌال وعلى الله ثم
على اجتهادات الأشخاص وفق حاجاتهم وانتفاعهم من الثورة ومن عائدها وجاهها المعهود
.
حالة
العُرى هذه تتكشف اليوم تحت ضغط الكتابات الخارجة من استقطابات الأشخاص ومُزع
اللحم التي تُكدسها الاقتتالات اليومية لهوية هذا اليمني المسكين .
ليظل
هذا العُرى في كُل اللحظات مكشوف وشعب يدور بعيون مُغلقة كالجمل معصوب العينين ضنا
منا أن قادم الأيام هي من ستمنحنا حالة غناء فاحش كما حكايات علي بابا التي كُنا
نصغى إليها أمام التلفزيون في لحظات طفولة بريئة لنعلم كُل يوم أن الوفاق لم يؤدي
دورة المُطلوب وأن هُنالك ارتال من القادمين على أرضية وطنية صلبة بحُلم لا يقبل
الخداع أو التلاعب .
مع
احترامنا الكبير لكُل من يعمل في الظل لبناء وطن خارج تقاسمات جماعات الفيد , لكُل
من يحلم بغصة جريح , ويُتم أسرة شهيد , لكل المُتسكعين خارج أقبية الحُكم البليد ,
خارج دراكولا الموت نقول لهم أن هذا الوطن سوف يتسع يوما لحُلمنا جميعا إن استمرت
وطنية النضال الوطني خارج سرب المصلحة الوطنية .
احترامنا
أيضا لحالة العراء الوطني والبركة الوطنية المُستمرة لقيادة اليمن إلى أقرب فجيعة
لن نصحو منها إلا مدميين يوما ما كي نتحسر على أفعال هذا العراء .
ولتضل
الأصوات المُنادية بطمس هذا العراء وإسقاط فيد الوفاق الذي لم يقدنا إلا لممارسة
الدُموع والألم بحالة أشد من ما مارسته سُلطة صالح والعابثين معه طوال عُقود من
الزمن كأصوات حقه تبحث عن وطن خارج اليُتم والفراغ لتأصيل جذور نظام وطني صادق
قادر على بناء غد يتناسب مع حُلم الناس وطموحهم وتضحياتهم الكبيرة .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق