مُقتطفات من ((بيان الكرمل))
نلُم فتات الضوء ,,,
بعض
النصوص الأدبية من أول وهلة تضع ذاكرتك في مُتنفسها , تشعر أنها تحمل همك وهم كثير
من الناس وكثير من المُثقفين مسلوبي الهوية .
بعض من
هذه النُصوص التي لفتت نظري هي من بوح الكرمل (بيان الكرمل) من( نلُم فُتات الضوء)
للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والتي تحمل في طياتها إنجيل لأزمات أُمة
تتناثر موتا , وتتناسل شظايا وأشلاء مُوزعة بين حُدود عربية مُصطنعة كفاصل بين
ثقافة جمعاء وبين انتماء يتأسس في الإبداع والثورة والمُغامرة التي لا تكون إلا
كخيارات للحُرية كما يقول دوريش في ذلك .
إن
حصتنا في اكتشاف الواقع لا يُمكن إن تكون إلا كمرآة تُعكس فيه كُل الممارسات
المُهذبة وغير المُهذبة بمذاهب إنسانية حيث يقول درويش في هذا السياق :
((إن
مرحلة الأزمة هي مرحلة تُختلط فيها كُل البدايات والنهايات , في ثقافة الأزمة
خيارات ورؤى مُتشابكة بعضها يعلن الهرب من مواجهة الحاضر عبر اللجوء إلى صياغات
الماضي , يعلن اللا عقلانية ويرتهن
للغيب , يغرقنا في جنون طوائف المُلوك
وحُروب مُلوك الطوائف ويدور في الفراغ )) .
إن
اختيار شكل أوسع للحُرية في مُجتمعات تضيق كُرها لا يفتى أي شعار إنساني يتحول في
هذا الإطار الميت إلى صراع بتناقضات يومية تعكس عقلية الناس ومدى فهمهم واستيعابهم
لهذه الخيارات المفتوحة .
فالمواجهات
التي تتولد بنظريات المرحلة هي المُواجهات المصحوبة بصراع أجيال تتجسد في نديه
الخصم ومدى مُحاولة إذلاله وتشويهه بكُل الاحتمالات .
إن
تكتيك المُغامرة ودعوات التنقُل في أُمسيات حاشدة لتوقيع إصدارات موت جديدة بلُغات
أكثر قُدرة على سحق الناس وترويعهم سوف تُقابل دائما بأوسمة وجوائز بُلغات أيضا
مُتعددة من نفس الفصيل الثقافي كمصدر لنشأة هذا العُنف وتطوره .
فالثقافة
هي حُرية وفعل حُرية في نظرية درويش وأن النص المفتوح يحدث فوارق في نقائض الأشياء
.
ويرى في
ذلك (أن المُعارضة لا تنهض إلا على أرض السُلطة , ولا تُخاطب إلا الرقيب الذي يجلس
في مواجهتها أو في داخلها) .
وهذا هو
المفهوم الأكثر قُدرة على تقبُل الثورات , النضال , الحُريات الناشئة من على كتف
حاكم , تُنحت وتزهنق كي تعيد إنتاج واقع أشد كُلفة في زمن ما على إشعال جذوة الناس
وجرجرتهم في مسارات تاريخية صعبة .
وأن
القطيعة السياسية كالقطيعة الثقافية التي تتمحور حول السُلطة أو حول نقد الاختلاف
بين كــ ( الثابت والمُتحول) في المنهجية والرؤية لتقنين شكليه صراع ما واختزاله
بقالب جاهز صائب أو خاطئ بقدر ما يكون هُروب من استحقاق مرحلي لوطن وأمة تحتاج
للثبات والرؤية والتطلع خارج حُمى سباقات الأشخاص والمُتسلقين على ثقافتها
وتاريخيها كي يعيدون إنتاج تاريخ جديد بعقلية قديمة .
فالإيمان
يشبه الكُفر في الانجراف والانبطاح وراء الأفكار المُتجذره في عقلية المُتلقي كما
هو حال السياسي المُتقمص لدور بطل ثورة مُعينة بروح شهيد وبكدح الضالين دون قوة
العدالة .
فدعوني
الم من فُتات ضوء النص القادم أمنية , ودعوني أرى من بيان الكرمل فُرصة لحُكم
القادم دون جلد الماضي .
ودعوني
أفتح نافذة أخرى على ضوء بات ينحسر اليوم دون كُل النوافذ , دون كُل الأمنيات
ودعوني
أرى فيما أريد لحظة فرح وانتصار كي لا تلبتس عليا اللُغة ويلتبس عليا صوتي حين
أسئل العابرين أو أتذكر ذلك (أسألهم عن بيت جديد وشُرفة وشجرة ياسمين بمنطق الصحفي
والشاعر والروائي اللبناني ((أحمد علي
الزين)) .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق