ثورة ومافيا فساد


إن توسع المد والوعي الثوري بين مساحات الجسد اليمني يمثل حالة صحية جيده وتحدي صارخ ضد سلطة وفوبيا الفساد التي باتت تتخذ مكانة وحيز أوسع في ظل سلطة تقاسم المناصب ورايات الفيد الوطني .

ومع تعدد شكليه الشعارات الوطنية من إصلاح وحوارات وقوانين عدالة انتقاليه وغير ذلك من الأسماء التي لم نخرج بها حتى من قمقم وعقلية الشيخ والقبيلة أضافت أرصدة جديدة للشخصيات النافذة وزادت من تمدد مساحات رأس مالهم على الجسد الوطني المريض وأنتجت أيضا جيل جديد من الفاسدين وعمقت من ولائهم الوهمي للثورة والوحدة والوطن وتحولوا إلى أبطال وقيادات ورقية على الشاشات الثورية وتحولت الثورة إلى مصدر ارتزاق لدى البعض وبوق دائم وشماعة يقايضون بها بعدهم وقربهم عن الكراسي والمناصب العامة وسرقة المال العام .





وإن سلطة التعدد والتنوع في اختيار المعايير والأنظمة في شكليه الحكم في اليمن تركت فراغ سياسي مهول خاصة في الفترة الأخيرة وتحول مفهوم التغيير و الإصلاح في شكليه نظام الحكم إلى صراع بين القوى النافذة والقوى الساعية لتمزيق البلد باسم الدين والإسلام تحت قانون لا رحمة فيه البقاء للأقوى واستعصت كل لغات السياسة في فك طلاسم وشفرات الوضع الاقتصادي المتهاوي وتحولت الثورة إلى شعارات رنانة تُباع في سوق نخاسة الساحات الثورية .

في الوقت الذي وصل فيه الوضع المتهاوي والمتردي إلى مرحلة حرجة مازالت ثورة الحزب وأعلام الشيخ تدك ما تبقى من آمال على درب التغيير الوطني في ثورة الفرصة الأخيرة والتوافق الوطني المطلوب .

ومع ذلك فإن رسم سياسات جديدة وآفاق أوسع في صنع الأهداف السياسية الواضحة ذات البعد الوطني من شأنها رسم خارطة جديدة للبلد حتى تتحقق كل الجهود الرامية لمعالجة المشاكل الإقتصاديه وتعيد للثورة قيمتها الأخلاقية والإنسانية وتؤسس لمرحلة ما بعد المحاصة إلى مرحلة المسائلة الوطنية .

جلال غانم

jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين