النموذج المصري والحالة اليمنية المعقدة


 اختتمت مصر الفصل الأخير من عمر ثورة 25 يناير بانتخابها محمد مرسي رئيس للبِلاد الذي مثل حاله انتصار للثورة وبداية ربيعها وعهدها الجديد في ركب التغيير السياسي والاقتصادي المصري كنموذج يحتذى به بين ثورات الربيع العربي وطوت بذلك فرصة الرجوع إلى النظام الرجعي والقمعي الذي كان يقوده تيار شفيق وقطعت الطريق أمام الفلول العربية في مناهضة الثورات التي قامت والعودة بعجلة الثورة والتغيير إلى الوراء .
ثورة كُتب لها النجاح بكل المقاييس ابتداء  بمحاكمة أركان النظام السابق وإيداعهم في السجون ومحاسبتهم ومحاكمتهم المحاكمة الوطنية العادلة تليها انتخابات حرة ونزيهة وذلك كتتالي حقيقي لسقوط النظام وبداية عصر الثورة .
وفي مشهد درامي مؤثر ومحزن - ابتهاجا بثورة مصر وفوز مرسي -  خرج مئات الآلاف من اليمنيين في ساحات الحرية والتغيير تحسسا لفرحة شعبهم الآخر مصر وفي داخلهم حسره وألف لعنة على من قاد ثورتهم إلى طريق الضياع وطريف مسدود , ومن منح القاتل صك شرعي وإعفاء وطني كشكر وعرفان على إنجاز المهمة الثورية في قتل الشباب واستباحة الوطن والتشجيع على مزيد من السرقة والفساد السياسي والفوضى الخلاقة إكمالا لمشاريع ثورة الجيوب وتفجير محطات ومولدات الكهرباء والجهاد ضد شباب المنصورة وعدن والمحاكمة الفكرية (الدينية) في صعده إكمال للمشروع الفاشي في القضاء على أي حرية للمعتقد الديني والمذهبي في إطار الجمهورية والمواطنة المتساوية والواحدة غير مبالين بحالات الغليان الثوري في الشارع اليمني .
لتبدءا مرحلة الترويج للخَوار السياسي في البلد تحت مسمى الحوار الوطني ( حوار بلا حوار) والحسابات الجديدة في سباق التسلح بالقروش والارتهان أكثر للخارج والقضاء على ما تبقى من الهامش الوطني وتدعيم سلطة العسكر كحالات افتراضية لمواجهات القوى المدنية وإلصاق وكيل التهم لهم حتى تتعطل عجلات الوطن في التغيير وتصاب بالشلل التام ويتحول هؤلاء إلى أبطال ورقيون (حماة الثورة والمحافظين على مجدها) كما كان يوهمنا بذلك علي صالح خلال 33 عام .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com












تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين