شرعية القتل
الفرق بين الموت والحياة والفرح والحزن والعيد والمأساة كلها تجسدت في بارود 21 مايو يوم اختلطت فيه دماء الشهداء بفرحة العيد وبدموع أمهات وزوجات الشهداء بيوم الوطن يوم ظهرت فيه أنياب الجنرالات يوم صوبوا مسدساتهم وقنابلهم في وجه عيد الوحدة عندما فجر انتحاري نفسه في السبعين مخلف ورائه مئات القتلى والجرحى بحادث شنيع أدمت لها كل الضمائر والقلوب الحية في كل إرجاء اليمن .
مازالت أشلاء الشهداء ومزع اللحم لم تنتشل من مناطق السبعين ولازالت رائحة البارود هي عنوان للغد وهدية لكل أبناء الشعب المكلوم من خفافيش الظلام التي تقتل باسم الوطن وباسم الإسلام والأمة والقضية
الوطن يلملم جراحة من جديد ويحاول الصمود في وجه جلاديه .
نحن شعب ولسنا شعب نحن ننتمي إلى وطن وفي نفس اللحظة نجيد اغتياله كلما سنحت لنا فرصة في فعل ذلك
أوراق كثيرة تُكتب باسم النظام وباسم القانون والتحقيق والنتيجة أكثر من مائة قتيل وجريح.
لم يعد هناك أي رادع أمام الجماعات الإرهابية في القتل وسفك دماء اليمنيين وحرمة الدم أصبحت شيء خارج عن دائرة فعل الإنسان اليمني .
كل شعوب الدنيا استنكرت هذا الحادث الإرهابي الشنيع وفضائياتنا مازالت تنعق وتوجه حرابها المسمومة إلى كل طرف بين مؤيد وبين معارض بين متهم وبين ضحية
ايهاء الشهيد أرادوا أن يروك بعيدا عن وجودهم وأفراحهم عن نومهم ويقظتهم وكوابيسهم المستعارة بعيدا عن الحضور لحياتهم الخاوية التي تقوضت منها قيم الإنسان وسمو الروح
اخترت طريقة اختفائك بعيدا عن حياتهم اختفاء حاضرا
فحضورك يؤرق كامل حياتهم وشروط تكيفاتهم المختلفة
مضيت بخطى وأقدام لا تعرف الاهتزاز نحو حتفك
مضيت حاملا معك مشروع وهموم وطن بعزلته خارج دائرة العنف والفراغ
طول حياتك لم تكن لديك شهادة ميلاد ولا أوراق هوية او إقامة أو دراهم
رحلت ولم تترك سوى أثرك المتفاني والصاخب والثائر للكرامة والحرية والنبل الإنساني
اغتالوك لانهم يعرفون انك باقي ..... وغدك باقي أيضا
حجزت لك تذكرة موت دفاعاً عن بلاد تسرق الأسماء من أصحابها سريعاً
على قطار التغيير ليكون غيابك هذا قطار الغياب الأخير في عيد الفرح الكلي والذي لا رجعة فيه إلا وهو جنة الخلد
جلال غانم
jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق