غسان تويني في ذمة الله

رحل عنا غسان تويني عن عمر يناهز الستة والثمانون عاماً مخلفاً ورائه بضعة من فرح صعب ونجماً لا يضيء إلا في سماوات القلب والذاكرة كسياسي وصحفي لبناني وأحد أعمدة الإعلام والفكر العربي المعاصر الذي منح لبنان شرف الكلمة والاستقلال في موكب جنائزي مهيب حضره كل اللبنانيين بمختلف توجهاتهم إجلال لهذا الرجل وما قدمه لبلده لبنان والعالم العربي وذلك كرحيل يثير الألم والحسرة في رجل كبير في قامته الاعلامية الذي دافع عن لبنان الأم وعن كل القضايا العربية في كل المحافل الدولية .
صاحب اشهر مقولة (اتركوا شعبي يعيش) التي أصبح اللبنانيين يرددونها في كل مكان ,رجل التسامح الذي سجن كثيرا وتألم كثيرا عاش عملاقا ومات أبيا بكلمته و بفكرة وصبره وشجاعته بالرغم من خسارته ابنته وزوجته وابنة مكرم وأخيرا ابنة جبران في ظروف غامضة كضريبة حتمية دفعها في سبيل الحرية هذا وكتب اسم لبنان في سجالات سياسية وفكرية عديدة كثائر للحرية لكل للبنانيين والسيادة الوطنية التي شكلت في قلبه غصة على وطن ممزق الذي تجاذبته سنين الحرب الأهلية .
تغمد الله أوطاننا الجريحة برحيلك غسان والفاتحة على أرواح شعوبنا الميتة .


جلال غانم



jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين