سلطة القانون وسلطة الحُمر



خرج اليمنيين في 11 فبراير من العام 2011م  في ثورة سلمية تحمل شعارات مناوئة لحكم المخلوع علي صالح ومطالِبه في التغيير السياسي وإصلاح المنظومة الاقتصادية المنهكة وإسقاط النظام العسكري والقبلي والقضاء على سلطات الجهل والفساد وإرساء دعائم الحكم المدني وقانون العدالة والمساواة ومنح الشعب الحق في حكم نفسه وفق النُظم الديمقراطية الحية .

وبعد مضي أشهر على بداية الانتفاضة الشبابية التي تم احتوائها بالمبادرة الخليجية كانقلاب سياسي على واقع الثورة دون أن يسقط النظام العسكري القائم والذي تم تطويره من سلطة الحُمر العسكرية إلى سلطة الحُمر العسكرية والمدنية , ومن حكم الفرد الواحد إلى حكم العائلة التي تتمدد كل يوم على الواقع اليمني والتي بات اليمنيون محكومون تاريخيا بالحُمر ( حاشدي اللون وبكِيليو الشوارب ).

في الجملة لم يسقط النظام العسكري في اليمن فكان الأجدى من الشباب أن يناضلوا في ثورتهم لإسقاط سُلطة الحمر بدلا من شعار إسقاط النظام لان النظام لن يسقط إلا بسقوط الحمر المدنيون والعسكريون .





فتغليف الثورة الشبابية بــــ نوغة شكولاتة حاشد المدنية والمناضلة هي استخفاف بحلم الشعب اليمني وتكرار لسيناريو الماضي في الحكم بالصميل وان حكُم الشراكة والنظام المؤسسي لن يتحقق مادام هؤلاء هم من يقودون كُنترول البلد من مربع إلى آخر عابثين بحلم ملايين من اليمنيين في العيش النبيل والكريم بعد سنوات من القهر والمعاناة ..

جلال غانم

jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين