التغيير بين الواقع والمأمول


مثلما اختطفت ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وسرقة وحدة 22مايو
الآن ثورة الشباب تختطف من قبل العسكر والتسويات السياسية التي تمت بين الأطراف المتصارعة على السلطة بالمبادرة الخليجية التي أفرغت الثورة من محتواها الحقيقي وحولتها إلى صراع بين إطراف في السلطة والمعارضة يليها بيع دماء الشهداء والقبول بانتخابات مشوهة لا يوجد فيها أي منافس

يليها رئيس جمهورية هو في الأصل كان نائب للرئيس المخلوع ومشارك في السلطة ومعروف بتبعيته لحزب المؤتمر وقياداته .

خروج الشارع في اكبر ثورة عرفتها البشرية وأطولها للمطالبة بدولة مدنية ممثلة بنظام قانون ومحاسبة كل المتورطين في قضايا فساد وهاهو ألان يقود البلد رئيس عسكري وسلطة تقاسمتها مجموعات مشاركة في صناعة النظام السابق ومشهود لها بقتل الشباب والفساد وهذا يخالف كل طموحات الشارع في صناعة التغيير

أيضا الخطاب الانفصالي وفك الارتباط أصبح متجذر في أوساط المجتمع الجنوبي لأنهم أدركوا أن الثورة تمثل أصحاب الشمال فقط ولم تشمل المبادرة أيضا حل عادل للقضية الجنوبية

المبادرة الخليجية كان لها دور في بروز الصراع السياسي بين الأطراف الدولية وهذا بدورة أدى إلى التحول من الصراع الورقي والالكتروني إلى التحول إلى الصراع الطبقي والفكري والفضائي وادي إلى إفرازات خطيرة ومهمة ابتداء بقناة الساحات والمسيرة التين تتبعان التكتل الشيعي الحوثي في اليمن وقناة المصير التي تتبع الفصيل المسلح للحراك الجنوبي ايضا ارتفاع الحرب الإعلامية بين حزب الإخوان في اليمن ممثلة بالزنداني بخطاب أكثر ممنهج ابتداء بسهيل على الحركة الحوثية والإطراف الرافضة للمبادرة الخليجية والحراك المسلح الجنوبي وبقية الأطراف التي تدور خارج فلك المبادرة الخليجية

الإلغاء الواضح للقوى الوطنية والمتحررة من تبعية الحزب والقبيلة والشيخ خاصة القوى الجنوبية والقوى الوسطى المنادية بفك الارتباط بين النظام السياسي وسلطة المشايخ والسعكرأمثال علي سالم البيض حيدر ابو بكر العطاس علي ناصر محمد سلطان السامعي هدى العطاس بشرى المقطري سامية الاغبري فكري قاسم محمد المقالح عبدالكريم الخيواني امل الباشا محمد علي البخيتي نبيل سبيع وعدم ظهور كل هذه الاوجة على اعلام سهيل والأعلام التابع لجماعة الإخوان .

الخطاب الممنهج الذي تقودة قناة سهيل باعتبارها الوكيل الشرعي للثورة والثوار باسم الشيخ والتي أوجدت مكان الشيخ باعتباره حامي حماة الثورة هو وحاشيته ورفع صورة والدهم في ساحة التغيير باعتبارة قائد التغيير الأول في البلد وعدم محاسبتهم بتورطهم في قضايا قتل ونهب وفساد وتقطع ونهب مؤسسات الدولة وإلغاء بقية القوى والأطياف المشاركة في الثورة

مثال :
استقبل الشيخ حميد الأحمر في قصره
ودع الشيخ صادق الأحمر

المقابلات الخاصة مع صادق الأحمر باعتباره بطل الثورة وحميد الأحمر باعتباره ممولها الشرعي

من كل المعطيات السابقة أدت إفرازات المرحلة إلى تفتيت القوى الحقيقية للثورة والتغيير واستبدالها بقوى حزبية وطائفية ورجعية لا ترتقي إلى مستوى التغيير الذي ينشده الشباب والأحرار في الساحات والميادين
ال
الالتفاف الحقيقي على أهداف ثورة الشباب الطاهر وتحويل الثورة إلى أزمة بين أطراف متصارعة

إعادة إنتاج النظام من جديد بنفس الوجوه قديمة ابتداء بقائد الفرقة علي محسن الاحمر وحميد الاحمر والبركاني والزنداني والديلمي وبن دغر والارياني والقربي وبقية الوجوه

إعادة إنتاج نفس الخطاب التحريضي الديني على القوى الحداثية والصحافية وتكفيرهم

عدم إخراج الشباب الطاهر المشارك في الثورة من السجون ومعتقلات الأمن السياسي والقومي

انهيار اقتصاد البلد في اكبر فاجعة عرفتها جمهورية اليمن منذ تأسيسها في 62 م

ارتفاع ظاهرة السرقة والتقطع وقتل الناس وإفلاس المؤسسات والشركات الاستثمارية المحلية والأجنبية وخروج رأس المال المحلي من اليمن في اكبر عمليات غسيل وتهريب أموال في المنطقة العربية

تحويل البلد إلى قنبلة موقوتة للجماعات الإرهابية والمسلحة

شرعنه الثورة على أصحاب الثياب القصيرة واللحى وأصحاب العمائم ورجال الدين مدعومين من الجماعات الإسلامية والمتطرفة بإطلالتهم اليومية على قناة الثورة سهيل مما سهل عملية طمس قوى الحداثة ودورها في صناعة التغيير الذي كان عبارة عن تراكم زماني ونضال امتد لعشرات السنين .

محاولة طمس معالم القضية الجنوبية وتلفيق الإرهاب بقياداتها وأهلها مما يسهل عملية تصفيتهم جسدياً وتصفية قضيتهم وعدم شرعنتها حتى تؤجل من عملية مطالبتهم بفك الارتباط من النظام الشمالي الاستعماري الغاشم لمناطق الجنوب .

جلال غانم 

jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين