المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

عشرون سكينا على خاصرتي ....؟

يُؤلمنا الحُب أحيانا ويردينا شُهداء وقتلى أحيانا أخرى في انتظار ضريح الآخر , طبيعة الظُروف وتعرُجاتها هي من تنال منا , هي من تصنع لنا سُوق جديدة تتناسب مع منافذ الحياة . مطبات العُمر والحياة كبيرة وهي كفيلة بتبديد أي شجن أو قيم نحملها , اختباراتها تخضع دائما لميزان الربح والخسارة . نربح أحيانا لنخسر أنفسنا أو لنبتعد عن ما حلمنا به بشكل أكبر حينها ندرك مدى قُبحنا ومدى اتساع خسائرنا في ميادين الحياة أو نخسر شيء لنتمسك بهذه القيم فلا نملك إلا بعض الدموع كي نُكفكف على القدر نتيجة حُضوضنا المُتعثرة التي لم ترى النور يوما ما . عُشرون خاصرة تنتشل كُل تاريخك عُشرون سكين تنال منك في كُل أزماتك عُشرون حُلم وعُشرون نافذة مفتوحة على كُل الاحتمالات لو تقيس المسافة الفاصلة بينك وبين من تحب رُبما لن تجدها تتعدى مساحة قلب عُصفور لكن هذه المسافة تأخذ أبعاد زمنية وتستحضر كُل آلام الماضي , كل إيقاعاتك , لتجعلك سكين قلب ذاوي لا يعرف حتى الابتسام . مُزايدات يومية كالعادة , أحداث تتداخل فيما بينها , زحام الشوارع , امرأة على سرير النعاس رُبما نسيت شهوتها وداليتها على أطراف عُمرها المخروق .

جِداريه

لُغز الحياة وسرها لا ينتهي بحادث سير مُفجع أو بحالة حُب على شفى السُقوط ولا بخزانة ذِكريات أو بمأزق عاطفي يُختصر بإيقاع أم كلثوم . في مراحل الخلاف ومرحلة اللا عودة انطلاقا من تفتيش عالم من الميتافيزيقيا إلى عالم يعُج بالمُجون لرؤية الحظ الأول في الفضول والنظر بشكل من التعجب لهذا السر . بين سراب الإمكانية , وهم المُعجزة حالة انتشار كخلاص حتمي للتحرر من عداء يتربص بالجسد , هو عداء إنساني يتجاوز مراحل العُنف ليتصادم مع البُعد التاريخي للتكوين الديني والصراع الذي يدور في عُمق الأمكنة . المُستقبل الذي لا يقبل القسمة على جيل لا يقبل القِسمة أيضا على احتمالات البقاء فلا شيء ينتج من رحم الفراغ ولا يُمكن للجريمة أن تمنحنا غير قُفاز مليء بأدلة مسرح الجريمة . جِداريه تكتب عليها ما تيسر من رعشة الانتظار , هي جداريه ترسم عليها جُنونك الذي لم يتطابق مع إيقاع الواقع الأخرق . أُمنية ترديك قتيلا بين بوابة العشق ومرايا الحنين , صوتك يرتد مذبوحا , يتهاوى ويتلاشي ويغيب وأمنية أخرى تُمدد لك أحلامك الزاهية , لأنك تريد أن تروي سيرة هذه الخارطة المليئة بكُل المفاجآت , لأنك صخر مُصاب بحالة عمى

ترانيم فرائحية كسعادة لكُل الهزائم

من أشبعونا يوما ما موتا بترانيم فرائحيه لا يُمكنهم أن يشبعونا سعادة بمُوازاة الموت , لقد شبعنا تجرُع كل الهزائم على امتداد خط طويل كُل تعرجاته لا تشي إلا بالموت فكيف إذا كان هذا الموت هو طريق الحياة ؟ كيف لنا أن نُجابه ثقافة جيل من الأرتال , مُصابة بأمراض (وهمية العصر والثورة) ؟ كيف لنا أن نبدءا في تشييد جُسور أكثر اتساعا , أرصفة أكثر قُدرة على مسح الدموع ؟ تجارب خاطئة ولدت لنا حالة من البؤس والفراغ , فراغ في القلب وفراغ في السُلطة ومركزها وفراغ في وُحدة الوجدان والأرض وحتى الخطيئة . كيف لنا أن نتجاوز كُل هذه العُقد وما زال الوريد يقطُر دما , والعيُون تذرف دُموعا وحُرقة . جباه كثيرة تشي بأن لنا غد لا يتوازى إلا مع الموت والحرب والهزيمة فنحن جيل ثُرنا لأننا نريد أن نعيش بشروط أفضل , لأننا نريد أن نرى غد نرى فيه أبنائنا مُتعلمين وبناتنا رائدات , لأننا نريد أن نجهز ونخنُق ثقافة بُندقية وسلاح ولدتها ظُروف سُلطة بائدة بــــــ بيادتها واتساخها وملاحمها التي سيذكرها التاريخ أنها قتلت طفله في المُعلا وشيخ في أبين وامرأة في صعده , لأنها حررتنا بديمقراطية ناقصة منحتنا نياشين الفِرقة

عليك أن تنتصر برُوح الهزيمة

عُود ثقاب لا يكفي لإشعال حرائقك , ليثنيك عن مُحاولة إعادة هواجسك الأولى إلى واجهة الأحداث اليومية , ليرميك خارج عالمك الافتراضي . ثوراتك عندما يكون لها أكثر من مُتسع أو أكثر من حنين لا تكفيك حينها إيقاع الجسد أو هاجس الكتابة بقدر ما تحتاج إلى تغيير خارطة عشقك الأبدية . فلا حاجة لك بتغيير مواطن حُزنك ما دُمت لا تعرف إلا عالم تسكنه بحُزنك , لا حاجة لان ترمي بشيء لا تملكُه ما دُمت غير قادرة على وضع أنفاسك فيه . ولن تعي يوما حاجتك للحُب وللعشق ما دامت تسكنك أدمغة لا تعرف غير الفراغ جداريه زمن صلف لا تبدءا بقراه فكرة عابرة بتربص أو نص شعري مُبتذل بقدر ما تصنع مشاريعك الفكرية المُرهقة على كفك . عليك أن تلجا لعالم مُلتزم بالمعنى والفكرة معا , عليك أن تعي توجهاتك الناهضة لن تُقابلها سوى مجد من السعادة والعطاء وكُل هذا يحدث ما دمت قادر على مُواصلة مشاريع حُلمك المشروعة . في الإدراك لا يشفع لك اسقاطات الواقع إلا بحُلم تستدرك به نواحي العُجز والتقصير كي تنسف قدرك ومصيرك المحتوم المحكوم بظُروف تجهلها كُل يوم . قيمتك هي من تتوازى مع حتفك وموتك الذي يتكرر بكُل الصِدامات المُمكنة فلا

وُلدت فقط لتكتب

حُب على ورق كامرأة لا تُجيد غير لُغة النعاس هذا ما يُمكن إن نُخلق لأجله أي حالة استثنائية تعشق وتتنفس خارج المساحات المفروضة عليها وبدوُن إدعاء ودوُن أسماء أو حكايات . أن تولد كحالة حُب عابر وأن تُدافع عنه كمشروع إلهي تحتاج لان تستوعب كُل هذا الكم من الجُنون والتناقض أن تنتمي لداخلك وقناعاتك كي تبقى على حافة الحبر جرة قلم لا تعرف الانحناء . أؤمن جيدا أن المساحات الصغيرة التي نولد معها تجد ثغرات ولو بسيطة من الأمان لكن سُرعان ما يتلاشى وتبقى مُفرغ القلب كي تدعي وتبُرر ما تكتبه أحيانا . عندما تُولد لتكتب لا تحتاج لهذا الكم الهائل من الحنين أو من الفراغ بقدر ما تحتاج إلى الانتماء والارتماء على أوراقك البيضاء كي لا تُفارقك في أي لحظة خارج جُنونك المعهود . مشوار الانعتاق ومرحلة التسامي وصِداما ما بينهما لا ينتج إلا مُجتمع ذكوري مُتزمت لا يؤمن إلا بــــــ مبدءا القوة كوسيلة للخلاص , فالخلاص هذا لا فِكاك من واقع حتمي يخضع لقوانين الطبيعة وعالم من القوة الفيزيائية التي تتجاذب معها وتتنافر بغض النظر عن الدافع لهذا الصِدام . عندما أقف في حيرة من لقاءانا الأول أتذكر رائحة إبريل , صوت

لقد فاتني أن أكون ملاكا

الغوص في أعماق المُجتمعات بكُل أفراحها وتعاساتها تصيبك بحالة دوخة دائمة خاصة عندما تتم قراءة سيرة مُجتمع على أنقاض الهاوية . وأنت في عقدك الثالث تتذكر تفاصيل الخُبز الحافي وما حملة الكاتب المغربي محمد شكري في وجدان روايته من سيرة مُجتمع مليئة بالقُروحات والالتهابات بحثا عن الخُبز في زمن الفجيعة التي كانت تغط بها المغرب جراء سياسات المُستعمر الظالمة . سيرتنا لا تبعُد كثيرا عن سيرة الخُبز الحافي , فنحن لم نولد مع موسيقى الكمنجات , ولم نُمارس لُعبة البايسبول , ولم نعتلي قمة إفرست , نحن في  طوابير نُخيط شكل المُستقبل لنختصره في خيارات أقل ما يُمكن تسميتها إنسانيه خوفا أن تُصيبها طلقة رصاص طائشة أو حُلم مغدور ينتهي عند أول مُنازلة مع القدر . سلسلة إخفاقات اجتماعية تُراقص حنين جيل ضائع لم يعرف إلا نقيض هويته كضريبة حتمية يدفعها كبندول يومي ويُدافع عنها بأكتافه النحيلة . هذا التدافع في أعماق البؤس كانتشال للهوية وإفراغ للمفهوم البشري كان قد كتبها يوما جُون بول سارتر عندما قال : ((عرفنا كُل شيء في الحياة إلا كيف نعيشها)) ما عرفنا يوما ما كيفية أن تنتصر القوة على الضُعف , كيف ينت

أصمُد كي تبقى على قيد الحياة ...!!!

عندما تُفكر في اختزال تاريخ كائن مفقود منحته كامل عضويتك , رشحته لشغل أماكن الحنين في ذاتك يوما ما لا تعرف حينها كيف تُكابر لُغة الفُقدان , كيف تُمرر غصتك . تعتريك لُغة مضادة , تفكيك دائم لكُل شيء , تستهويك غيمة بُكاء , تتناقض في ذاتك مواطئ الحُب والحنين , لم تعد تُؤمن بشيء , آلة الزمن ما زالت حادة , والقدر ما زال يضرب منا من يشاء ويبقي منا من يشاء على خاصرته . فتاريخك كُل يوم تسقط من عليه أشياءك الجميلة  , لا تعرف المُواجهة , لا تعرف من أين تبدءا وكيف سوف تنتهي . عليك فقط أن تُلملم أشلاءك وشضاياك , عليك أن تستعد لفُصول أكثر جدبا , أكثر لُقاحا وتزاوجا ورخوا مُلغم الوقت , مُصاب بخديعة دائمة , تزييف الوجوه تُمر من هُنا وهنا , الوطن في لحظة إعياء . مُر بي من هُنا وهناك , عدد لي طُرق إيمانك , نجمتك القروية , صوت فيروز وُهدهد الصباح لأني أريدك بتفاصيل أكثر قُدرة على المُواجهة والصمود فالهزائم عندما تتخذ من جِلدك موطن لها لن تعرف حينها كيف تُخفف وقعها في داخلك . أنت اليوم في مُواجهة دائمة مع قاموس لُغة حُروفها أكثر غُموضا , أكثر من علامة استفهام في قراءتك لواقع فج لا تستطع ل

من فرط التكرار صار الكذب يشبه الحقيقة

الاستناد على ضريح إمام ميت في إدارة شؤون البلد شيء مؤلم ويجلب الكثير من التعاسة بل وعندما تكون تركيبة العملية الديمقراطية مبنية على التخمين أو تكييفه قات مُستندة في كُل مُبرراتها على كذب يتسع لحُكم البلد وتوظيف خريجي جامعاتها في لفتة نظر فإنها هذه الكذبة لا تجد من مُبرر لها سوى المُصفقين والمزايدين الذين جمعتهم غنيمة تاريخية على اقتسام فيدها . الكذب مفسدة تُجيدها النخب وتُجيدها التركيبة البنيوية والاجتماعية للمُجتمع اليمني متكئة على عمليات تخصيب دائمة من سُلطة الفساد وتفريخاتها المُمتدة في المفاصل الدقيقة لأجهزة الدولة المختلفة . جُرع من الكذب ومواسم من الضحك ومُزايدات وشِلل عسكرية وقبلية ووظيفية لا تدع لك مجال حتى لتفكيك تضادات العملية السياسية المُعقدة . فعندما يتحول الأمل إلى عملية مُقننة ومُختصرة على مقاس أشخاص وجماعات بعينها استثمار للجُهد الوطني فتذكر دائما بان هذا الأمل هو مصدر للألم ومصدر للارتزاق . فالضرب على وتر حساس بأي مُسمى ثوري أو وطني كي يتم سلب أي تفاصيل أخرى تتقاطع مع هدف النُخبة فإن طي أي صفحة ثار لأجلها الإنسان في لحظة زمنية مُعينة من الصعوبة أن يتقبل نتائ

كم أشتهي أن تأخذني دوخة الكلمات ...!

انكسارات العائد من الحرب رُبما لا تُقابلها أي انكسارات أخرى فمنطق اللحظة المُتاح يوحي  بحالة صراع ذاتي وذهني تتجاذب فيه كُل الأوجه التي سبق وأن حملت ذاكرة حرب وتفاصيل تعثرت فيها كي تسطو على مُستقبلهم وتلهمهم ديمومة خُوف دائمة . كــــــــــ كائن لا يعرف من الموت سوى لحظات الصراخ تستدرجه كُل التفاصيل , تعتريه أسئلة الفراغ , لُغات التعثر , يستحضر في ذاكرته - كرجُل يحمل أكثر من قلب -  مُواجهات الموت , خفقان وهدير المعركة , يستبسل وكأنه يرى في أُم عينية (الدون الهادئ)  يُواجه جُيوش الحُلفاء على ضفاف السين ويمنحهم ضحكته المُجلجلة التي تزيل عنه أي إمكانية للخُوف في مُواجهة الموت . ما زال يتقلد سيفه الخشبي تيمنا بــــــــــــ (دونكيخوته) ليُواجه جُزر البحر الأبيض المُتوسط بسيفه الذي نال على قُبح وجُبن الإنسان . حماسته تُقابلها عملية تجميع لـ لُغات الحرب , يشتهي كُل لحظة كلمات تنقذه من لحظات المُوت المُحتمة , لا يرى شيء , لا يتحرك , ترتعش رجوُلته , ترتعد فرائصه , يُحاول أن يمنح نفسه استراحة كي يستجمع بعض من قوته وشجاعته في المُواجهة القادمة . من يعتقد أن الأدب لا يتطابق مع لُغة الح

بك سوف أنتصر ....!

نواقيس الخوف والقلق عندما تنتحل ثوبك بل وتلتصق بجسدك وتمنحك برد وهاجس سلبي تشعر أنك في دوامة لا نهائية , تريد أن تُمزق كل تاريخك في لحظة غضب , تخزق الصور التي لم تمنحك سوى حزن مُستبد الشراع مازال يُجدف على أطراف العُمر , البُحيرة مازالت تركُض على حواف الذاكرة , ربما هو الوقت ليس لك أو لأنك تعيش على نقيض الحياة لان هُنالك من لم يستوعبك أو لأنك لم تستوعب الكُل , ترى كُل يوم ذاكرة مدينة تتساقط على مُجريات زحمة يومية , تمنحك شمس حارقة , خوف وقلق مُزمن . معطفك ما زال مُبلل كما هو وأنت مازلت تستحضر أمامك كُل الوجوه ’ كُل الروايات ’ كُل الكتابات التي خلدت عُظماء , تلتفت ورائك ولا ترى سوى طفل مُعدم يجر ورائه عربة أكبر من حجمه , أحيانا كُل التفاصيل تُستهلك في موقف أو في لحظة بُكاء وأحيانا تدرك قوة الحياة وقوة الحنين والحُلم بينهما يعبُر في تحدي أمام لُغة الفقر من أجل الحياة . لم ترتدي سوى فجيعتك , لم ترى من حولك سوى رماد يجلُد عامل الوقت بقوة , تتذكر حينها تفاصيلك الأولى , تمسك عن عينك دمعة تقطر ألما , تفاصيل قرية , مُعاناة تبدءا في الجبال , وتنتهي بمغامرات لا تعرف أين تقودك , تتذكر

أحلام لا تتصالح مع الموت ....!

لم نكن يوما ما نؤمن بفلسفة المُمارسة التي نادى بها المُفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي والتي هي انعكاس لمشاكل مُعينة يطرحها الواقع من حيث دلالاتها المُباشرة إلا لأننا كُل يوم نؤسس لمشاريع تتصالح مع الخطاء فقط ونمنح اللحظة عُنفها كي تُعيدنا إلى نقاط ومخارج من الصعب السيطرة عليها ليكون الواقع مسرح للجريمة والحب ورُبما الحزن والبُكاء والثورة وكل شيء . الحُلم عندما يتحول إلى مشروع للقتل يجب عليك أن تعرف جيدا أن هذا الحُلم ولد في لحظة عُنف وقوة وأزدهر في ظل اختلال بنية إنسانيه قادها تاريخيا رجال لا يعرفون سوى كيفية العبث به وتحويل مُخرجاته المُفترضة إلى فُقاعات مُميتة . وأنت تقرا تاريخ وحُلم بلدك تعرف جيدا مدى حُضور لُغة الموت في كُل سطر من تاريخه : وأنت تُفتش عن تاريخ ثورة نبيلة درستها كـــ كذبه كي يوهموك مدى حرصهم على بناء تاريخ مُهذب وأنت تُفتش في صفحات ثورات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر سوف ترى جيدا أن فلسفة الثورة التي قامت عليها لم تكن سوى روزنامة من العُنف الذي تم إلصاقه بجبهات قبليه لم تعرف منها سوى شقفة عرعرة امتدت لقصر البدر كي تنطفئ بجذوة الاجتياح . التاريخ لا يتصالح مع ذاته إنه

قُلوبنا لا تعرف التواطؤ

هُنالك مُغريات عابرة تُصيبنا بتموجات نحلم معها بهلوسات غرامية لا تتكافآ مع أي ولاءات سرية أو حتى مع حالة التجاذبات التي تضربنا من الأعماق . فالعبث من الداخل يتوازى أحيانا مع التضاربات الخارجية وإلا لا معنى للحب في حضرة هذه التضاربات , لا معنى لما نقوله إن لم يوجد له نقيض يعُيدنا إلى التراجع عن كُل ما لم نستوعبه أو نفهمه يوما ما . فالحُرية تُصاب بعُطل دائم وحالة جُمود بسبب عدم تقبُلها في مُجتمع يحترف سياسات لا يُمكن أن تتطابق مع حُلم الإنسان وثقافته وجذريته وأرتاله التي تعي أن أي حالة خُروج عن النص والمقص القبلي والسياسي المُحدد يعني الموت المحتوم . عليك أن تأخذ احتياطاتك وحذرك الموصول , أن تعرف جيدا أن التواطؤ مع حالة الفرح أو الهزيمة تعني تراجع في منظومة قيمك وخبراتك التي اكتسبتها من أُمهات الكُتب . يجب أن نُقرر ما يعني الحُب في حضرة الغياب ؟ ماذا تعني الفكرة في مُجتمع لا يتقبلك ؟ ماذا تعني الثورة إن كان المُجتمع مُصاب بمس ديني وشيطاني خبيث ؟؟؟ علينا أن نقرا حرائقنا الداخلية , أوطاننا التي تحترق في لحظات , أن نعي أن التغيير لا يُمكن أن يتحول إلى رمز الباستيل لأننا أدركنا

عِندما تُصاب بموجة ألم دائمة ....؟

ما أقسى أن تُصاب بموجة ألم وموجة أمل كرديف حتمي لواقعية يومية تتمنى أن تخرُج منها بأقل الخسائر المُمكنة . أن تُصاب بلوثة دائمة تمنحك حدسك الغائب والحاضر في أحلام اليقظة وساعات الجُنون اليومية التي تُصاحب جلسات القات كي تنتصر ولو في حرب مُؤقتة وافتراضية . أنت لن تكون سوى حالة من العُزلة وربما التجلي والتوحد مع ما تكتب أو ما تقرءا كي تخفي قُرون من العذاب والتشظي ولتمنح ذاتك فُرصة لإطلاق عنان الحُلم المصحوب بزفراتك التي تجُرها ورائك كضريبة حتمية لواقع تعيشه تحت ضرب السياط . أحيانا تتقدم خطوة في طريق فهم شاكلة الواقع وأحيانا أخرى تتعثر قبل الخطوة الأولى لتعرف مدى حاجتك لإخفاء ألمك وهرمك الطامح نحو اعتلاء منصة تُلامس قُعر أحلامك المدفونة والمخفية قسرياُ نتيجة قوة التحمل التي تتلقاها كُل يوم كضربات حقيقية لانتصار قوة العذاب والموت على آلية الحياة كي تحجز دُموعك على قطار من الألم وتكشف كم أنت مُحتاج لتبوح بكُل آلامك الداخلية لأقرب الناس حولك علٌك بذلك تتخلص من بعض الضغوط وترمي بمفاتيح القلق بعيدا . أن تنتهي من مُقدمات كتابة رواية أو عمل أدبي يستدعيك حينها كيفية البحث عن لُغة تختصرك

أشهد أن حُضورك موت وأن غيابك موتان

في تعاستك هُنالك من يمنحك كذب يومي وجُرعات متتالية من الطمأنينة والأمل , وهُنالك من ينسج حكايات الانتصار حولك حينها تدرك أنك لا تعرف كيفية التنفس وهُنالك من يصنع منك شهوته اليومية كي يتنصر لذاته فيك ويضرب عدوة فيك وتُقتل أنت بمواجهة عدوة . لا تعرف أنك مشروع للقتل يوما ما ! , لا تعرف أنك مُجرد حُلم إضافي ليقطف سعادتك غيرك وأنت تُفكر لا تعرف أن هُنالك من يستبق تخميناتك , من يُعيد تاريخك ومجدك كي يرفعه في معركة زائفة أو وهمية أبطالها مُحاربون من ورق . تستشهد بقوة الحُب أحيانا وقصص أبطالها أحيانا أخرى , لا تعرف بأنك مُعلق على قدر حُب زائف تُقلب زواياه فلا تجد غير ظلك . تتمتع فقط بالسخرية من قماءة الأوضاع والتذمر فيمن حولك وتتهمهم بقوة الرجعية والهزيمة لأنك لم تقرءا ذاتك جيدا . قراءة ذاتك لا تخلو من قراءة رجس من حولك , هزائمك وانتصاراتك لا تخلو من ردة فعل من وقائعك الداخلية . وأنت تشهد بقوة الفراغ والموت , بقوة الحب والخديعة , وأن تروي ضماء حبيبتك بحُروفك , بقصائدك وعباراتك التي تزهنقها بُضعف ساعدك الأيمن لا تنسى أن تُناضل برئتك اليسرى أيضا , أن تُقاوم الفشل لأجل قوة الحياة ,

آمل أن تكون يمنيا ...!

الغرابة كُل الغرابة عندما تتحول ما نشيت الثورة إلى حالة صُراخ , والثائر إلى مُجرد حالة صلب في ساحات الحُرية والتغيير , والخطاب المدني إلى مُجرد خبز مُبلل في ماء ساخن لا يجيد مفعولة الحقيقي إلا في معدة خاوية إلا بارود مُخصب من تالوت الحرب العالمية كُل ذلك يحدث والكُل في حالة صعقة وذُهول دائم . أن نتحول إلى مواطنين صالحين يستدعي ذلك كُل قوة القبيلة والعسكر , جهابذة الحرب , دهاقين الحكم أن تتحول إلى يمني مطلوب منك أن تتحلل من ماهيتك , من قماءة مُحيطك المليء بالقاذورات الحزبية والدينية والمدنية . لا تتخيل وأن تجوب بشعارات تشي جيفارا في الحُرية أنك في يوم وليلة سوف تُغير خارطة البلد القبلية أو أنك سترى ساحات الحُرية تتحول إلى ساحات شبيهة بساحة بطرسبرج في التنوع والتعدد في الخطاب الثوري . وأنت يمني آمل أن تكون يمنيا , مُواطنا يتمتع بالقيم دون سلب أو تخوين , أن تنتزع حُقوقك من جلادك دُون أن تنتظر جيش القبيلة داخل من نقطة في مداخل صنعاء لكي يُحررك من قيودك . أحلم أن تعيش في بلد نصف سكانة مُشرد بين المنافي , أحلم أن تكون يمنيا خالي من وفاض سُلطة وثورة تتعاطى أفيون الفساد . أن تحل

قفشة قبيلي ..!!!

لم نُناقض يوما ما حُلمنا بثورة تقتلع كل آلات التخلف والفساد في البلد وتحيل كُل المتسببين في تأخر البلد إلى تاريخ يليق بهم , ولم نكن نحلم في يوما ما أن تتحول الثورة إلى مُجرد دعابة لدغدغة المشاعر تحُافظ على تاريخ 34 سنة من الفساد بل وتفتح له قنوات مُناورة لحمايته من أي إمكانية للعدمية والزوال . أحداث الثورة التي مشت على حمالة عصيد وقات همداني دُون أن تعي جيدا أن مصادر الميكروبات والسرطان المستشري في الجسم الوطني المُحتاج لعملية تطهير نهائية لهذه الميكروبات التي وجدت لها مكان للتكاثر والبيض على سلة ساحات الحُرية والتغيير بأمان كي تفقص مولوداتها الضارة في كُل بيت وكُل عشة يمني بإعلام زائف والذي أختزل الثورة في مُربعات ضيقة كي يتم الانقضاض على بقية الزوايا التي لم يصلون لها بقوة السلاح أو بقوة القبيلة . تم القفش على الثورة , إن لم نقل تم إجهاض توجهاتها وهذا القفش الذي تم رعايته من قبل القوى النافذة أوجد له مكان في صلب الساحات بل وحتى في اللجان الإعلامية والمنظمة التي رعت هذا التوجه وداعبت طموحة في الخنوع والوقوف على قدم وساق من تلبية طُموحات الثوار وفق منطق هذه القفشه . بصراحة إلى

لا أدري لماذا ندرك أشواقنا الحقيقية دائما مُتأخرين ..!

وأنت تُعيد ترتيب أحلامك وتسقطها على واقع مليء بالنبوءات منها المصبوغة بشُعلة قبلية وآخري بشكل ديني ووراثي كُل هذه الأشكال تتمايل في ذهنك وأنت تُعيد إسقاطاتها , فتكتشف أنها محكومة بقانون مسخ لا يتسع لتنفيذ شكلية البحث أو التنفيذ إلا أمام حائط للبُكاء فقط . لن تشعر بانتصارك لذاتك وأنت تعيش وسط دوامة من الفراغ اليومي , من العُنف في شكلية الحياة , تتراجع كُل مقومات النجاح لحُلمك فتصاب بنوبات مُتتالية من الانكسارات . هو الشوق أو لحظات الحُب والحنين التي تُفكك كُل عُقدك المتعبة , وأنت تتخيل ربيعك الثالث تعيشه في حالة نزيف كُلي وكأنك خارج لتوك من منجم لترى النور . لم تدرك جيدا أن وجه الحُب كوجه البحث عن كسرة خُبز , كابتسامة حارقة في وجه الشمس , تلتحف قدرك وبؤسك اليومي مُحمل بيافطات من الاحباطات المتتالية والهزائم التي تتجرعها في أماكن لا تصلح إلا للقتل اليومي في شوارع وأزقة صنعاء . مُحركات تدفعك للغوص في الذات والغور في أماكن أكثر قُدرة على التأمل أحيانا والتجلي أحيانا أخرى ليس كزاهد يبحث عن التعبُد أو كــــ كاتب يبحث عن مصادر اللُغات القديمة فقط هوس داخلي يمنحك حالة ريبة دائمة فتش

غزة لا تحتاج لغبائكم !!!؟

    دائما تفشل قصص حُبنا , قضايانا المصيرية ونعيش في دوامة مُستمرة بين الخفقان والخوف من التلاشي والسُقوط , لا نعرف فجأة أننا في قُعر السُقوط . في أعياد الميلاد وفي فاتحات الضوء , في نهاياتنا ومآسينا , في ثوراتنا وفي مواليدنا كُل هذه السلسلة من النكسات التي لا تُحصى ولا تُعد تستوقفنا بيافاطات يومية تخرج في بوابات المُدن وفي عناوين الأخبار دون أن ننتصر ولو لمرة واحدة لأنفسنا . غزة لم تنتصر في فاتحة السنة الهجرية ,غزة لن تنتصر بنا عندما تتحول قضايانا إلى حالة تململ وشعارات امتدت لأكثر من نصف قرن مُمتدة بين التسبيحات والتهويلات والاعتكاف في المساجد دون أن نعي جيدا أن رب غزة لا يحتاج لدُعائنا بقدر ما يحتاج إلى طريق حقيقي يبدءا في الانتصار لذواتنا ولملمة لُغاتنا ومآسينا بصياغة أفضل تبدأ بالاستناد على العلم لمُواجهة الغد كُلنا ندرك جيدا لم يعد أي عدوان يطال غزة أو الضفة الغربية أو المسجد الأقصى نحتاج إلى جندلة كوافي الصلاة وإلى الاحتشاد لجمع التبرعات كحالة كذب دائمة تنتهي قيمتها في مقوات القات كمصاريف يومية للقائمين على هذه الصناديق أو بتوريدها إلى جُيوب المسئولين على هذه الص

افتراضات !!!

حياتنا مُجرد افتراض يومي تتقاسمه أحلام قابلة للرفض , واقع مليء بالانكسارات , ننتشي أحيانا ونختبئ أحيانا أخرى وراء جدار معزول إلا من الأمنيات والخالي من أي إمكانيات تقودنا إلى تحسين شكلية حياتنا أو النظرة بتفاؤل لما يجري حولنا كأقل تقدير . فالوطن مُجرد افتراض بين إمكانية العيش تحت سقفه وسماءه بحُرية وكرامة بحيث لا تجعلنا نُغادره كأسراب من الطُيور إلى أوطان تمنحنا تغريبتنا النهائية والأخيرة . ناهيك عن الصداقة وعلاقات الحُب التي نبنيها على شبكات اجتماعية مجنونة إن لم نقل لنهرب من واقعنا المرير لنعبر عن ما بداخلنا والذي يتناقض مع مُحيطنا اليومي المليء بالمُنغصات . واقع مُتناقض , مُجتمع لا تستطيع أن تنشر فكرتك إلا وقد قُتلت ألف مرة وحولوك بها إلا مجنون من شارع إلى أخر كضريبة حتمية لهذا التناقض . افترضنا علاقات مُنتقصة لنحتمي بها من طبيعة العُنف اليومي , نكتب لنفترض أوطان أخرى من الحبر , نقرا لنرى طبيعة الشُعوب وكيفية مضيها بعقول أكثر اتزانا , أكثر حُرية في سبيل التماهي المُجتمعي والبشري السليم . لم أكن أتوقع أن تتحول الثورات أيضا إلى حالة افتراضية والشهداء إلى مُجرد تعليقه على

هل نحن مُحتاجون إلى مُبادرة جديدة للرحيل ؟؟؟

لقاء جمال بن عُمر الأخير في القاهرة مع قادة الحِراك الجنوبي كان يجب أن تسبقه مجموعة قرارات رئاسية شُجاعة مدعومة من الدول الراعية للمُبادرة الخليجية وبقرارات أممية ودولية شُجاعة تعيد كفة التوازن المُمكنة بين قادة الشمال والجنوب (فرقاء الحرب) . هذه القرارات التي ينتظرها ثُوار الداخل ونُشطا الحراك في الخارج والغاضبين من فشل الثورة الشعبية في اقتلاع آلية الفساد والنظام الذي يُعبث بكل ما يمت بصِلة لليمن واليمنيين بشكل عام . قوة الأشخاص لازالت قبل الثورة وبعدها لم تتغير بل أن قوة القبيلة ازدادت نفوذا في القرار السياسي وأصبحت حاضرة في كُل صغيرة وكبيرة . فالساحة اليمنية في الوقت الحالي غير مهيأة لأي حِوار وطني بقدر ما هي مهيأة لأي عملية مُواجهة مُسلحة بين أنصار النظام وأنصار الثورة كما يحلو لبعضهم تسميتهم . هذا الاستياء كرس مفهوم الدعوات المُنادية لفك الارتباط كتقرير مصير نهائي لبعض فصائل الحراك الجنوبي وازدياد الاضطرابات في المُحافظات الجنوبية بشكل خطير . كُلنا كيمنيين نريد عمليات فكاك نهائية وخلاص من قوة الجلاد هذا الجلاد لم يعُد يتمثل في شخص علي صالح أو علي مُحسن بل من كُل قادة