هل نحن مُحتاجون إلى مُبادرة جديدة للرحيل ؟؟؟


لقاء جمال بن عُمر الأخير في القاهرة مع قادة الحِراك الجنوبي كان يجب أن تسبقه مجموعة قرارات رئاسية شُجاعة مدعومة من الدول الراعية للمُبادرة الخليجية وبقرارات أممية ودولية شُجاعة تعيد كفة التوازن المُمكنة بين قادة الشمال والجنوب (فرقاء الحرب) .
هذه القرارات التي ينتظرها ثُوار الداخل ونُشطا الحراك في الخارج والغاضبين من فشل الثورة الشعبية في اقتلاع آلية الفساد والنظام الذي يُعبث بكل ما يمت بصِلة لليمن واليمنيين بشكل عام .
قوة الأشخاص لازالت قبل الثورة وبعدها لم تتغير بل أن قوة القبيلة ازدادت نفوذا في القرار السياسي وأصبحت حاضرة في كُل صغيرة وكبيرة .
فالساحة اليمنية في الوقت الحالي غير مهيأة لأي حِوار وطني بقدر ما هي مهيأة لأي عملية مُواجهة مُسلحة بين أنصار النظام وأنصار الثورة كما يحلو لبعضهم تسميتهم .
هذا الاستياء كرس مفهوم الدعوات المُنادية لفك الارتباط كتقرير مصير نهائي لبعض فصائل الحراك الجنوبي وازدياد الاضطرابات في المُحافظات الجنوبية بشكل خطير .
كُلنا كيمنيين نريد عمليات فكاك نهائية وخلاص من قوة الجلاد هذا الجلاد لم يعُد يتمثل في شخص علي صالح أو علي مُحسن بل من كُل قادة الفيد والنهب والفساد والقوة القبلية المُحركة لأي قرار رئاسي وأي عملية حرب مُحتملة .
جمال بن عُمر سوف يدخل التاريخ بالنسبة لنا كيمنيين إذا قاد أي مُبادرة حقيقية لرأب الصدع الحاصل تفضي إلى خُروج كُل (الحُمر) من السُلطة وتهيئة الأجواء قبل أي حِوار وطني والذي سوف تكون نتائجه أكثر تشجيعا على النجاح أن تم الفكاك من هذه القوة .
جدوى أي حِوار يجب أن يكون مصحوبا برحيل قادة الحرب , قادة المشاريع الدينية بجميع توجهاتهم وأصنافهم المُلونة .
جمال بن عُمر اليوم مُطالب أكثر من أي وقت بفك شفرات المُعادلة السياسية اليمنية والتي لا تنتهي بهيكلة الجيش أو هيكلة رؤوس الفاسدين بقدر ما تعني رحيلهم بشكل نهائي من السلطة والبحث لهم عن أقرب منفى يستريحون فيه ويقضون بقية حياتهم لكتابة سيرتهم الذاتية عن الغزوات والمُغامرات التي قادوها في اليمن .
هذا الرحيل اليوم مُطلوب بسبب الثقل المُضاد الذي مارسوه طوال عُمر الثورة وما قبلها كشُركاء وكفرقاء معا وهذه المُعادلة يجب أن تشمل شمال الشمال وجنوب الجنوب مُرورا بالحصبة والسبعين .
من يظن أنه يُمكن أن يقود البلد إلى بر الأمان بأي مشروع ديني مُفتعل فإنه خاطىء مهما كان توجهه ومن يظن أنه يقود البلد بمشروع قبلي مُغلف سياسيا فإننا نقول له لقد شب الشعب اليمني وخرج عن طوق الكذب المُفتعل .
نحن بحاجة إلى مُبادرة نهائية نستريح بها ونثبث للجنوبيين حُسن النوايا برحيل قادة مشاريع الفيد كي ندخل معهم على رسم ملامح النظام السياسي المُمكن والذي يُحقق المصلحة الوطنية لكلاء الطرفين ويقصي دور القوة والحرب من أي حِوار قادم مطروح بقوة السلاح .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين