وُلدت فقط لتكتب
حُب على
ورق كامرأة لا تُجيد غير لُغة النعاس هذا ما يُمكن إن نُخلق لأجله أي حالة
استثنائية تعشق وتتنفس خارج المساحات المفروضة عليها وبدوُن إدعاء ودوُن أسماء أو
حكايات .
أن تولد
كحالة حُب عابر وأن تُدافع عنه كمشروع إلهي تحتاج لان تستوعب كُل هذا الكم من
الجُنون والتناقض أن تنتمي لداخلك وقناعاتك كي تبقى على حافة الحبر جرة قلم لا
تعرف الانحناء .
أؤمن
جيدا أن المساحات الصغيرة التي نولد معها تجد ثغرات ولو بسيطة من الأمان لكن
سُرعان ما يتلاشى وتبقى مُفرغ القلب كي تدعي وتبُرر ما تكتبه أحيانا .
عندما
تُولد لتكتب لا تحتاج لهذا الكم الهائل من الحنين أو من الفراغ بقدر ما تحتاج إلى
الانتماء والارتماء على أوراقك البيضاء كي لا تُفارقك في أي لحظة خارج جُنونك
المعهود .
مشوار
الانعتاق ومرحلة التسامي وصِداما ما بينهما لا ينتج إلا مُجتمع ذكوري مُتزمت لا
يؤمن إلا بــــــ مبدءا القوة كوسيلة للخلاص , فالخلاص هذا لا فِكاك من واقع حتمي
يخضع لقوانين الطبيعة وعالم من القوة الفيزيائية التي تتجاذب معها وتتنافر بغض
النظر عن الدافع لهذا الصِدام .
عندما
أقف في حيرة من لقاءانا الأول أتذكر رائحة إبريل , صوت القرية , هدير السُيول ولا
أتذكر حينها النهايات كجزء من البدايات لأي مشروع ندفع ثمنه كضريبة حتمية خارج
شهوة الجسد والمساحات الرخوة للحزن والموت البطيء .
أصبحت من
مُتعاطي الحزن , إدمان يومي أتصالح معه على صوت سعدون جابر أو وردة الجزائرية
حينها أجد مُبرراتي لصب كُل لعناتي على هذا العالم الحقير , عالم لا يمنحك غير
فجيعتك في لحظاتك الحرجة .
مهووس
بقائمة الاحتمالات , موجوع حد النهايات , مُصاب بموجة نزيف ذبذباتها تُلتقط بين
الأوردة وبين تساقط خفقان القلب تضامنا مع النكسات اليومية .
لا
تستطيع أحيانا أن ترى مع فِرزة القدر أي إمكانية للتصالح مع الذات فقط تُصاب بموجة
قلق تنتزعك من هدوءك ومن مُحيطك فترى نفسك لا تقوى حتى على البُكاء .
المعصية
الوحيدة التي تحُس دائما أنها مُلازمة لك كلعنة أبدية هي عدم قُدرتك على المُناورة
مثل الآخرين , عدم قُدرتك على العيش بظُروف أقل وطأة من خيباتك المُسيطرة عليك .
لا وقت
لديك كي تقُول أو تسرُد كل ذلك , ما دمت أنت خارج ذاكرة القلب , خارج ذاكرة الوطن
فأنت مُستباح العشق والهوى , خارطة بلا مفتاح , تائه بين كُل المنافي , تستعر
بحُروفك كي تمنح القادم أمل موشى بالياسمين وأحيانا كي تبقى على حافة القلب ملاكا
يؤمن بإن للغد أكثر من ذِراع وأكثر من يد طولى تتمدد وتكتسح كُل ماضيك .
لا
تُهدد كل هذه الأحرف ولا تجلد من حولك فقط عليك أن ترى طريق النور وأن تقرا جيدا
طريق الظُلمة علٌلك بذلك تشعر بالتصالح مع ذاتك كي تبقى قادر على قول وصياغة كُل
ما تكتبه لأنك تتذكر جيدا أنك وُلدت فقط لتكتب لا لتعيش لا لتعيش
وُلدت
فقط لتكتب , وُلدت فقط لتكتب
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق