عليك أن تنتصر برُوح الهزيمة


عُود ثقاب لا يكفي لإشعال حرائقك , ليثنيك عن مُحاولة إعادة هواجسك الأولى إلى واجهة الأحداث اليومية , ليرميك خارج عالمك الافتراضي .
ثوراتك عندما يكون لها أكثر من مُتسع أو أكثر من حنين لا تكفيك حينها إيقاع الجسد أو هاجس الكتابة بقدر ما تحتاج إلى تغيير خارطة عشقك الأبدية .
فلا حاجة لك بتغيير مواطن حُزنك ما دُمت لا تعرف إلا عالم تسكنه بحُزنك , لا حاجة لان ترمي بشيء لا تملكُه ما دُمت غير قادرة على وضع أنفاسك فيه .
ولن تعي يوما حاجتك للحُب وللعشق ما دامت تسكنك أدمغة لا تعرف غير الفراغ
جداريه زمن صلف لا تبدءا بقراه فكرة عابرة بتربص أو نص شعري مُبتذل بقدر ما تصنع مشاريعك الفكرية المُرهقة على كفك .
عليك أن تلجا لعالم مُلتزم بالمعنى والفكرة معا , عليك أن تعي توجهاتك الناهضة لن تُقابلها سوى مجد من السعادة والعطاء وكُل هذا يحدث ما دمت قادر على مُواصلة مشاريع حُلمك المشروعة .
في الإدراك لا يشفع لك اسقاطات الواقع إلا بحُلم تستدرك به نواحي العُجز والتقصير كي تنسف قدرك ومصيرك المحتوم المحكوم بظُروف تجهلها كُل يوم .
قيمتك هي من تتوازى مع حتفك وموتك الذي يتكرر بكُل الصِدامات المُمكنة فلا تشفق يوما ما عن إيقاعات موتك العلني لأنك قيمة مُثلى تتماهى مع القدر وتضع يوما ما في خانه الرائعين كتصنيف وشهادة عن ما كتبت وما قرأت وما كنته يوما ما وما حلمت به أن تكون .
التاريخ عاصف لا يحمل معه سوى المُتفجرات التي تنسج خُيوط الماضي المُعقد والسحيق بالحاضر التعيس كشبكة مُتكاملة تتداخل فيما بينها كي تمنحك مُستقبل لا تعرف كيف تُفسر به أبواب الجحيم .
فالواقع ليس محرقة نحشيه ببارود عشقنا وتعاستنا بقدر ما يكون حتمية تتحدث عن مآلات الإنسان ورغباته التي لا تتكرر إلا بمشيئة لا تعرف تداعياتها في ليلة عابرة .
فلا تجعل من نهاياتك المُتوقعة بين التحولات كالثورة المُسلحة تُختزل بنصر عابر يذهب ضحاياه جماجم وكثير من البشر الحالمين .
لا تُواجه أو تُحدد عسكرة لهدفك لمحو ذاكرتك المهزومة عليك فقط أن تكون الناطق بلسان مُخيلاتك ومحارقك وضحاياك , عليك أن تستشعر بثُقل مخطوطاتك وتاريخك الجميل كأهمية قُصوى على عتبات كُل الأبواب الموصدة أمام وجهك .
آن لك أن تلتقط جُرحك , أن تقف على عتبات زمن بأسلحتك المُفرغة من البارود , واليأس والهزيمة , أن تختار دربك بشجاعة لا تعرف المكر أو التغلب بروح الانتصار فقط أنتصر بروح الهزيمة
أنتصر بروح الهزيمة !
عليك أن تنتصر برُوح الهزيمة
عليك أن تنتصر برُوح الهزيمة

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين