غزة لا تحتاج لغبائكم !!!؟



 
 
دائما تفشل قصص حُبنا , قضايانا المصيرية ونعيش في دوامة مُستمرة بين الخفقان والخوف من التلاشي والسُقوط , لا نعرف فجأة أننا في قُعر السُقوط .
في أعياد الميلاد وفي فاتحات الضوء , في نهاياتنا ومآسينا , في ثوراتنا وفي مواليدنا كُل هذه السلسلة من النكسات التي لا تُحصى ولا تُعد تستوقفنا بيافاطات يومية تخرج في بوابات المُدن وفي عناوين الأخبار دون أن ننتصر ولو لمرة واحدة لأنفسنا .
غزة لم تنتصر في فاتحة السنة الهجرية ,غزة لن تنتصر بنا
عندما تتحول قضايانا إلى حالة تململ وشعارات امتدت لأكثر من نصف قرن مُمتدة بين التسبيحات والتهويلات والاعتكاف في المساجد دون أن نعي جيدا أن رب غزة لا يحتاج لدُعائنا بقدر ما يحتاج إلى طريق حقيقي يبدءا في الانتصار لذواتنا ولملمة لُغاتنا ومآسينا بصياغة أفضل تبدأ بالاستناد على العلم لمُواجهة الغد كُلنا ندرك جيدا لم يعد أي عدوان يطال غزة أو الضفة الغربية أو المسجد الأقصى نحتاج إلى جندلة كوافي الصلاة وإلى الاحتشاد لجمع التبرعات كحالة كذب دائمة تنتهي قيمتها في مقوات القات كمصاريف يومية للقائمين على هذه الصناديق أو بتوريدها إلى جُيوب المسئولين على هذه الصناديق .
لن ننتصر في قضية حُب أو في علاقة غرامية أو في حرب ضد أي غازي ومُعتدي طالما والداخل العربي مُفكك على أذرع وبفراغات تمتد بين الشعارات الدينية دون وجود أدنى مؤسسة مدنية أو قرار يقضي بفتح علاقات وقنوات بين مؤسسات المُجتمع المدني وبين النظام السياسي وتغذية البُعد المؤسسي هذا كي ننتج مُجتمعات وأنظمة سياسية قادر على تحمل ظُروف تاريخية كهذه .
غزة لها الله هذا أفضل تعبير يُمكن أن نطلقه بأيادي نظيفة غير قابلة للقيل والقال والمزايدات في كُل مكان غزة مُحتاجه أن ننتصر لأنفسنا قبل أن نتكلم عن مأساة قرن من التشريد والقتل والتهجير ومُمارسة كُل أساليب التعذيب بحق شعب كعار على الإنسانية كُلها وليس فقط لأننا مُسلمين بل لأن قضيتهم قضية إنسانية عادلة بامتياز .
غزة تُواجه الموت , غزة تواجه الحصار
لا نريدكم أن تنعقوا أكثر , لا نريدكم أن تمسحوا دُقونكم وتُحركوا مسابحكم وتشعروا بالهمة والذنب ما نريده منكم أن تنتصروا لذواتكم حتى تدركوا أن غزة لها الله يحميها ولن ينساها طالما ونسيناها أكثر من نصف قرن كنزيف مُستمر على الأصعدة وليشهد لمهجري القضية كُل كائن على هذه الكُرة الأرضية ليعرفوا أن السياسات العالمية تقودها جماعات ذات قرارات سيادية غير عادلة ولا تنتمي للإنسان قضية وجوهرا لتشكل اختلال في المنظومة العالمية .
أُذكركم بما قاله الأديب والكاتب الجزائري واسيني الأعرج :
)) ((نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوما من قصص حبها الفاشلة ،بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دائما الحب )) .
 
جلال غانم
 
Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين