انتصارا لــ شهوة بقائهم اللعين ...!!!


الصورة التي دائما ما يُشكلها وعيك لا تتعدى في الغالب عن كونك ابن فلاح بسيط يُحاول بــ كُل المرارات التي يعيشها أن يشعر بــ تواجد كيانه وسط هذا العدم المنفوخ ...!!!
تفاصيل هذا الوعي المُتعب لم تتوقف بالكاد عن إنجاز عمل مُعين أو احتواء لحظة سرد تتعدي ذُهول وشقاء لــ ذاكرة هذا اليمني المُوزعة بين أكثر من شتات ...!!!
لست معنيا أنت بــ تدوين مقاسات هذا الخواء الذي يعيشه الناس بقدر ما يعني ذلك التذكير أن العزُلة التي يعيشوها هي أيضا بــ حاجة إلى أخلاق والأخلاق في بلادنا لــ الأسف مازالت مُحتجزة في قبو مُظلم لم تنفك صلتها بعد بــ تحكيم حيواني جرى العُرف على اعتباره مدخل لــ اجتياح عقلية المظلوم بــ أساليب أكثر تحايُلا على الضحية ...!!!
إن الانقضاض الجريء على فُرص النجاة تجعلنا نفقد صوابنا - إن كُنا أصلا كــ مواطنين قد فقدناها وبتنا نعيش فقط بــ مجهر الغلبة لــهذا الصراع – إذ لم يُعد هُنالك ما يُمكن أن نتمسك به في بلد الخراب أكثر من الترجي بــ حق الإنسانية مثلا أن يمنعوا مُرور جُرعة سعرية نفطية أخيرة وكأن هُنالك من يٌقيس توقف نبض الناس وإسكاتهم نهائيا كي يدفعون ثمن أخطاء صفر لـــ هذا الوجيه وبقيه الفضيحة تتوالى تباعا لخروقاتهم الوظيفية وتوجيه المال العام لتغذية صراع المغمورين منهم...!!!
الشيء المؤسف - والذي يستميت المُقاولون الحزبيون على الدفاع عنه بــ اعتبارهم ليبراليي وحداثيي  هذا الانبطاح - هو تبرير هذا التواجد كــ إجحاف ومُغالطة لنا من أجل الاستمرار في إثبات هوية تدميرهم لكُل شيء ...!!!
لهذا تشعر بــ الكآبة والرغبة في التقيؤ ولفظ كُل الكائنات التي تعمل ليل ونهار على حُدود هذه الجُغرافيا المُقلقة من أجل إلصاق الله والإسلام بـــ كُل أساليب العُهر السياسي المُبتذل والابتزاز لعقلية الناس وشيطنتهم كــ ارتقاء لــ هذا الابتزاز والتواجد في عقلية الناس بحُكم التعاطف لــ إلغاء كُل مفاهيم العدالة في المُمارسة والحُكم والعدالة النزيهة ولــ تجريد البلد من قيمتها التاريخية والحضارية  ...
بــ كُل المقاييس لا أعتقد أن هُنالك من سينظر مثلا لــ مؤسساتنا والأرقام المُخجلة التي تُحققها سواء من الجانب البشري أو الإنتاجي قياسا بــ دولة لها علم ونشيد وطني وحُدود جُغرافية مُعينة ...!!!
ولسنا هُنا معنيين بــ اعتبار أن أحدهم  مُمثلا لــ الله في إِب وصعده وعمران ومناطق غليان كثيره بقدر ما يعني ذلك أن ازدواجية الحُكم بــ معايير ضرب الآخر - في كُل مكان- لا ينُم إلا عن غياب الوعي الكامل لــ أي مشروع وطني مُستقبلا ...!!!
هذا الهامش الحاصل اليوم تخجل أن تذكُره أو تخُصه بــ أي نجاحات كُليه لنا كــ يمنيين دون محسوبيات لعينه أكثر من ما تستنتج أننا لا نعي إلا جُمله فراغات واحده هي أننا نتراجع للخلف بــ فوارق زمنية مهولة ...!!!
كي نؤمن أن العدالة لو توافرت يوما ما هُنا فــ إن أكبر نزيه في عُيوننا سيُحاكم بـــ أكثر من جريمة قتل وأكثر من جريمة فساد وأكثر من قضية عبث بــ المال العام وازدراء الآخرين بــ دينه وأخلاقه وسلوكه الأكثر من سيء...
إن البيئة الصراع الخصبة التي تًصنع اليوم لن تنتج في الغد أكثر من ازدياد عدد القتلى  والضحايا ودمج المطحونين والمهمشين من بقية الطبقات لــ الالتحاق بــ فيلق الموت بــ اعتبار أن الجنة لا يُمكن عُبورها إلا بــ مرور السيف والبندقية على رأس كُل من عصى الله ورسوله في الخُضوع وتقديم الولاء ليس لله ولكن لــ بائعين أوراق النجاة الزائفة انتصارا لــ شهوة بقائهم اللعين ...

جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!