بلد تحولت فيه الهوية إلى لعنة انتماء
البُعد الصدامي للحركة الوطنية التي تم احتكار مشهدها وإدخالها
في ظُلمة خطيرة بعد رحيل قادتها العظام وخلق بيئة خطرة لا تؤمن إلا بمفهوم الأنانية
وإنتاج خطابات مناوئة لأي حالة تماسك وطني ابتعادا عن أهداف القواعد الأساسية
لبناء المُستقبل أو أحداث أي تغيير في البُنية الداخلية للقوى الوطنية وخلق حالة
فضاء مفتوح بسياسات أقل كُلفة وأقل ثمن للنهوض لبناء ملامح الغد بمُعالجات شاملة .
سياسات التزييف التي انتهجتها هذه القوى للأسف أصابت المُجتمع
بحالة وهن مصبوغة بتصفيات سياسية طويلة الأجل وحالة تزييف للوعي مع خندقة وسائل
الأعلام وضرب أي هامش للحُرية تحت ذرائع وطنية واهمة .
مُجمل ما تم التوصل إليه هو التفتيش عن ماضي يليق بهذه القوى
كي تستطيع التمسك بتلابيب الحُكم مُتخذة من حالة الترويع والهدر للحُقوق سبب
للبقاء .
هُنالك مفاهيم كثيرة بحاجة اليوم لإعادة فلسفتها سياسيا
وفكريا ودينيا لإزالة حالة الاتساخ والرواسب العالقة في التاريخ اليمني الملبوس
بترسانات قبلية وحزبية وكُتل فاسدة والتي أنتجت واقع مُزري وأشكالا وصور من حالة
الإخفاقات والفشل المُدعم بتقاسمات فكرية وسياسية منعت أي قوى أخرى من إعادة فلسفة
الواقع وتفكيك رُموزه الفاسدة بسبب نفوذها المُمتد داخل النظام السياسي والاجتماعي
للبلد .
تاكسدات حالة الاتساخ أنتجت مُجتمع مُخمر ومُصاب بحالة ذُهان
وتفريغ قوى بعد أُخرى من لوبيا الفساد كحالة رفض لأي تجاوب مع أي مرحلة كانت سوء
في العهد الثوري الجديد أو خلال عُمر النظام الجُمهوري
وهذا التلجيم للقوى النظيفة ومُحالة التسلق من فوق أذرعها هو
ما يُوحي بخطر كيفية إعادة ترتيب أوراق المُستقبل بشكل أقل كُلفة لمواجهة هذا
اللوبي الخطير .
القائمة تطول إذا تم إحصاء روزنامة تاريخهم القبيح لكن بإيجاد
منظومة وطنية متكاملة يلتف حولها الشرفاء كوثيقة عهد لبناء وطن يتسع للجميع خارج
خارطة تاريخهم المُستبد يُمكن الانتصار لآمال ملايين الشُرفاء والشُهداء العظام
والوقوف في وجه الظلم والاستبداد للحيلولة دون انتهاج سياسات ترقيع من شأنها سحق
وإخفاء علامات الفجر الآتي بكل آماله وأحلامه المرجوة .
الحُلم المثالي والطوباوي يتحقق بافتراضات واستنتاجات مبنية
على بُطلان الماضي وكيفية استخلاص عُصارة زمن وحُقبة بائدة وترُهات أشخاص استهلكوا
البلد وفخخوا حُلم أبناءة ووزعوهم بين المنافي وجولات الشوارع كشحاتين وباحثين عن
الخُبز كنتيجة حتمية مُجحفة في بلد تحولت فيه الهوية في وجه أبناءها إلى لعنة
انتماء .
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق