قِوة المواطنة مشروع اليمن الأول


ارتقاء الخطاب الوطني المسئول يجب أن يخرج من نفق العزلة والرفض إلى تحولات أكثر قدرة على استيعاب كُل الفرقاء السياسيين انطلاقا من أهداف وطنية عريضة قادرة على بُلوغ أهداف كُبرى والصمود في وجه العواصف الأمنية التي تُهدد كُل طُرق الحُل السلمي .
فالاعتراف بالمظالم التي طالت اليمنيين من كُل القوى وبلوغ محطات مُتقدمه من مُعالجة الإختلالات السياسية تمهيدا لإصلاح الكيان الاقتصادي المُنهار من أولويات أي مرحلة مُقبلة دون تجزئة طبيعة الصراع الحاصل في الساحة الوطنية وشرعنة الثورة  في دائرة ضيقة واستثناء بقية القوى المُلطخ تاريخها بالفساد والقتل داخل المُجتمع .
الرؤية اليوم مازالت غائبة ومشروع الإصلاح السياسي لا يُمكن أن يتحقق بدون تحقيق مشروع الإصلاح الثوري  وإصلاح المنظومة الثورية المُتخبطة والغير مُسيطر على خطابها واتجاهاتها التي توزعت بشكل مطالب قبلية وطائفية مُخيفة .
وضع حد لنزيف الدم لابد أن ينطلق اليوم من فكر ورؤية شمولية منضبطة وواضحة إلى جانب وعي مدروس نابع من مفاهيم سليمة ودراسة متأنية لطبيعة هذا الصراع السياسي والديني وتحليل طبيعة المرحلة تحليل نابع من سياسات تحد من مُمارسة أي استبداد على أي طرف وطني .
الجوانب المُعقدة والمتداخلة والقائمة على التصنيف العرقي واستنساخ تجارب الغير صالحة لحُكم البلد أو لإقامة أي نظام مدني قائم على مرجعية ضيقة سوى دينية أو فكر رجعي مقيت .
بُلوغ الأهداف الكُبرى اليوم لابد أن يمر بنقاط تماس واحتكاك مهمة في المفصل القبلي والمصالح الضيقة كمطبات لابد من الإيمان بتحييد العُنف لتحقيق هذه الأهداف السياسية التي تؤسس لأي مشروع سياسي ووطني عظيم .
مُحركات وطنية يجب في نهاية المطاف من إقرار مشروعيتها كالقضية الجنوبية ومُحاولة وضع حد لحالات العُنف الذي يطال قادتها التاريخيين ومُحاولة إقصائهم السياسي وإنكار المظالم التي طالت الجنوبيين إبان حرب الانفصال وما تلاها من إقصاء على كُل الأصعدة الاجتماعية .
إحقاق الحُقوق وتسيير مجرى العدالة الانتقالية  ووضع قانون ينهي حالات التناحر الطائفي في شمال الشمال كي لا يضل البلد يُحكم دون وجود لقانون يُنظم شكلية الحياة بين اليمنيين .
اليوم صرنا بحاجة لان نعيش أسوة ببقية شعوب الدنيا بشكل أفضل كضريبة لثورة يتمت اليمنيين ومنحتهم بُكاء أبدي وقهر دائم .
إنكار المظالم جُزء من المشكلة الوطنية والتي تعني استمرار السياسات التي عانى منها اليمني أكثر من 33 عام .
لم نعد بحاجة إلى سياسات تجميلية بقدر ما نحن بحاجة إلى عمليات جراحة مفصلية واستئصال لكُل شكلية النظام القديم الجديد .
هذه العملية الجراحية المُكلفة يجب أن تبدءا بإقالة القادة العسكريين الذين يُمثلون لمحاور وارتكاز نقطة صراع نظام قديم والقيادات المدنية الفاسدة والمُحرضة وفصل الخطاب الديني عن أي عبث مُمكن دون أي توظيف لأي مرحلة من مراحل أي صراع يقود البلد إلى تراجع قوة المواطنة وقوة المواطن وتواجده على الصعيد السياسي والاقتصادي وفي جميع مرافق الدولة بحُكم المواطنة التي يتمتع بها دون أي مرجعية سياسية أو حزبية مقيتة قائمة على التصنيف القبيح لكُل شكلية الحياة اليمنية .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!