قراءة لواقع لثورة اليمنية من الداخل


المُتابع للشأن اليمني في الفترة الانتقالية التي أعقبت الثورة الشبابية وما تمخض عنها من إعادة تدوير للمناصب الحكومية في بعض المؤسسات والهيئات الحكومية على أساس التقاسم والتجزئة كمهمة طارئة ومستعجلة مسنودة بقرارات أممية ودعم للعملية الانتقالية والتي يُمكن تلخيص هذه الرؤية في النقاط التالية :
  • فشل الخطاب السياسي للقوى والجماعات التي قادت الثورة الشبابية وتحولت هذه القوى والجماعات إلى أوصياء على الثورة وما دونهم لا يمكن الاكتراث به باعتباره من بقايا النظام وعميل وخائن وأمن قومي وسياسي  .
  • تجزئة الوظيفة العامة وفق مبدءا المحاصة وإعادة رسم هوية جديدة للتملك الحزبي بدلا من التملك الشخصي الذي كان سائدا في عهد نظام صالح
  • استمرار باعة الفتاوى المستعجلة في ممارسة عبثهم  بحق اليمنيين مدعومين بقوة الثورة وأباطرتها
  • انعدام حالة من الوعي الفكري والثقافي في صياغة أي مشروع وطني يمكن القبول به من شتى النُخب السياسية .
  • تعقد الوصول إلى رؤية حقيقية للقضية الجنوبية مع ازدياد القوى النافذة في الشمال من ممارسة الخطاب الإعلامي الممنهج بحق الجنوبيين والقضية الجنوبية .
  • اختزال الثورة اليمنية بالأشخاص والنافذين واحتواء جُغرافيتها وإعلامها في مناطق معينة في الشمال دون امتداد واقعها وأيدلوجيتها إلى مناطق الجنوب .
  • ازدياد حالات العُنف في أوساط المجتمع مستندين بذلك إلى خطاب مبتذل تقوده الجماعات والأطراف القبلية والحزبية تحت البند الأول من الخطر القادم (الطائفية) .
  •  التغييب المتعمد لدور الشباب في مؤسسات الدولة باعتبارهم صانعي ثورة ما فتئت تتساقط أوراقها في حُمى ابتلاع ريعها من قبل القوى النافذة (ثالوث القبيلة والعسكر والدين) .
  • مُحاربة القوى اليسارية  وتغييب دورها بقوة الفتوى والسلاح وركلهم من الباب الذي دخلوا فيه للثورة .
  • ازدياد غليان الشارع مع استمرار الانفلات الأمني وضياع السيادة الوطنية وانعدام فُرص العيش ممثله بالوظيفة العامة .
  • عدم وجود أي برامج حقيقية للوفاق والتوافق بين القوى المتناحرة في ساحة اليمن سوى استمرار الكيد الإعلامي .
  • استمرار سياسة التخوين بحق المثقفين والصحفيين والكُتاب ومنحهم جُرع من الخُوف والتهديد بحُجة عدم تطابق رؤاهم مع مشاريع هذه القوى التي تريد سد ثغرات عُجزها في إدارة البلد .
  • المصلحة الوطنية والثورية أصبحت تندرج تحت مصلحة الحزب والمشرفين على جناية هذه الأموال .
  • مُحاولة محو الهوية الوطنية وصبغها بطابع القبيلة والتأييد لها ولشيخها باعتباره المنقذ الأول من الطوفان .
هذه الاختلالات اليوم هي نتاج طبيعي لسياسة الفراده الوحيدة والأنا في العصف والضرب للثورة والمتجنين عليها .
أخيرا أُذكركم بما قاله فولتير:
((كُن شديد التسامح مع من خالفك الرأي فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطاء بتشبثك برأيك ))


جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!