احملوا أسماءكم وانصرفوا ...!!!


منهج الكذب الذي تُدار به اليمن حقق نجاحا ومكسبا للقوى المناهضة للثورة بحُجج استمرار المرض الذي تعاني منه وسائل الإعلام الثورية كعُضال وشلل دائم بسبب احتكارها لمنافذ الكذب وبيعه بطُرق جيده كسلعة قابلة للرواج في سوق ثوري يتقبل الغث والسمين كبركَة ثورية يتم تكريسه لإعادة إنتاج الأصنام التي ثار اليمني من أجلها كي يكسر الطوق المفروض عليه من قبل هذه القوى التي احتكرت هذه الوسائل طوال عُقود من الزمن .
هذا النهج الانتقائي في إدارة البلد أكسب الخصوم إمكانيات جديدة للعودة والتمركز على طرف واحد لجلد هذه القوى (الجديدة القديمة) على السُلطة .
وظهر جليا وللعيان أن هذه القيادات الإعلامية مازالت تُعاني من عُجز في التعامل مع هؤلاء الخصوم وأثبتت تجارب سنة ونصف من عمر الثورة أن هذه القيادات الإعلامية تُعاني من أزمة ولاء للأشخاص ومُهمتها هي تصدير الاتهامات وتلفيقها للآخرين كي تنتصر لبعض القيادات المشهود لها بالفساد والإجرام طوال 33 عام من حكم العسكر والميليشيات القبيلة .
التكريس اليومي لتبرير أخطاء الجنرالات وسُلطة القبيلة التي حكمت البلد واجتاحت الجنوب في صيف 94 وقادت حُروف الفيد في صعده يوحي بمقدار الغباء والجُبن الذي تتمتع به هذه الشخصيات وذلك بإحداث العوائق والنفرات الإعلامية وافتعالها كي يثبتوا حسن نواياهم تجاه قادتهم المستنسخين من شكلية النظام القديم الجديد .
فهنالك اليوم سؤال يستدعي الإجابة عنه :
 ماذا تحقق إذاً ؟.....طالما ونظام الجر في الخطاب الإعلامي لم يتغير ويعاني من مرض مستفحل تجاه الخصوم
وكأن الثورة جاءت كمطلب لأشخاص وليست إرادة وطنية عامة لإحداث التغيير ؟
ماذا تحقق إذاُ ؟ .... طالما خُصوم الأمس هم خصوم اليوم ؟
الثورة أسقطت من ؟؟
ضد من ؟؟
حُلم بناء الوطن والدولة المدنية هل يتحقق طالما وهؤلاء يتصدرون المشهد اليومي للثورة ؟؟
التكتل والاحتراب هل هي سمة من سمات التهدئة لإحداث أي استقرار مُمكن ..؟
يعتريني بؤس في قراءة هذا المشهد المؤلم لهذا الواقع الحزين ولا يسعفني خلالها إلا تمتمة أبيات الأمان والثورة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في رائعته (عابرون في كلام عابر) :

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صورٍ كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماءْ...

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

شوارع وغربة ، امنيات وسفر