مؤشرات ديكتاتورية لحُكم ما بعد الثورة
الحُرية
عندما تتعرض للجلد اليومي في مُحاولة لشنقها رغبة في خدمة الزعيم الواحد والثوري
والوطني الواحد تعد من المؤشرات الأولى للحُكم الديكتاتوري .
فالبراعة
في التضليل كعزاء وحيد تجيده قوى الساحة اليمنية بكثرة مُسمياتها الحِزبية
والدينية والثورية والمرتزقة منها تتشكل كُل يوم - هذه التكتلات - وفق هذا المنطق
التبريري الخادع دون أي احترام لأي اختلاف وجعله أساس نقاش ثقافي حقيقي .
هذه
البراعة في الاصطفاف الفردي والتمترس وراء المصلحة الشخصية رغبة منهم في جعل
الاصطفاف الوطني عُنصر ثانوي في خدمة هذه الأذيال متخذين من حالة الفراغ السياسي
طرقهم للضم وللم كتكتلات تمارس قُبحها خارج القانون تعد مؤشرات أخرى على نفي أي
إمكانية للاستقرار الممكن .
هذا التمترس بحُجج الزعامات والجهويات التي حولت
الثورة إلى قطاعات من الغنائم مُوزعة على حسب الثقل القبلي واضح أنها سوف تفشل أي
طرق للوفاق الممكن تحقيقه طالما وهو يتناقض مع رؤية الزعيم والشيخ الذي تسبح له
هذه القوى ليل ونهار بحجة أنه الثورة والوطن والحزب وربما تشي جيفارا النضال .
سياسة
اللصق ناجحة في بلد تعيس كاليمن حيث تتميز المشاكل فيه كأقلمة نادرة بين كل
البلدان فلا تخرج من حيز وفراغ الزعيم وطابوره الطويل .
هذه
السياسة عندما يتم التفتيش عنها في دفاتر هذا الطابور الطويل نجد أنها تتناقض مع
أي مُقومات وطنية ممكنة التحقيق بل على العكس من ذلك يتم حماية مُدخلاتها
ومُخرجاتها وكل من يتنفس خارج هذه المنظومة يتم اصطياده وتلفيق التُهم وتوزيعها
على شخصه ونشر غسيل الثورة وقاذوراتها على رأسه .
منطق
القوة والسلب عندما يتحول إلى عنصر وديع يبيع ويشتري بالصكوك الثورية ويوزع
غفرانها وجنتها المُفترضة على القوى التي يتم استحداثها وفقا لمنطق الضرورة لهذه
الجماعة فإن البُعد الديكتاتوري يتجذر قوته ويزداد عُودة صلابة ويقوى كلما ازدادت
حالة الاستفراد بالسُلطة .
هذه
المؤشرات التي تشيء بقادم سيء (هذا القادم كالحصان الذي يركض على ظهر عربة ماركتها
أبو جمل)
مُفرغ
من أي دور وطني باستثناء تركيز السلطة في قبضة العسكر الذين يؤدون أجندة دينية
وسياسية مُعينة ويؤمنون بالقوة كسبيل للحكم والإخضاع والتركيع لأنهم أدركوا جيدا
أننا شعب نُسحق كل يوم تحت يافطاتهم الثورية الجميلة ونستيقظ على أغنية دامعة لوطن
مُوجع لم نملك منه سوى فُتات وطني وحزبي ضيق وضعيف لا يتعدى المساحات الممكنة
للاستنشاق والتنفس فيه .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق