أولوية التفكير النقدي في ظل سُلطة العقل


من أجل الحِفاظ على سُلطة وأولوية التفكير النقدي المرتكز على سُلطة ونظام العقل يُفترض وجود تركيبة معرفية أو حتى خِطاب معرفي قائم على العقلانيات الفكرية المنضوية في إطار البحث المعرفي المتكامل مصحوبة بالممارسات العقلية النقدية وذلك بدلا من انغلاق العقل وتضييق اختصاصه بالمسلمات الضمنية التي تتحكم فيه وبأي إنتاج معرفي ممكن .
هذه المنظومات الفكرية القائمة على البحث المعرفي وحِيادية العقل يُفترض بها أن تبتعد عن مُستويات الواقع وما يُمكن القبول به أو رفضه بين قوة الدين وحيادية الدولة كأساس للارتقاء المعرفي وخلع المشروعية الفكرية من المُحاباة بدون تجريم أو إسقاط لعناصر هذه المعرفة المتكاملة .
 فهنالك اليوم قوى ميالة للهيمنة الفكرية مُتخذه من أزمة الحداثة وما رافقها من إشكاليها خلال قرن ونيف من الزمن كأساس لإخضاع هذه المنهجية وتوظيفها في صراع عِرقي ومصالحي وديني بين هذا العقل العلمي الذي يشهد توسعا وتمدد كبير وبين العقل الديني اللاهوتي المهزوم فكريا ومحاولة صبغة بطابع قومي وحضاري كي يستمر هذا الصراع في النيل من العقل ومحاولة تشويشه بمُسلمات الانحراف الحضاري لدى البعض كأساة لنقده ونقد الحضارة التي يحاولون خلع المشروعية عنها اليوم لتوليد نموذج ديني أصولي قائم على التفتيت والإدماء مصحوبا بالحركات الأصولية للوصول إلى شكل السُلطة والقائمة في كل الأحوال على مفهوم تدمير الأخر .
حتى هذا الأخر إلى الآن لم نعرف مُقوماته الفكرية وماهية هذا التدمير الممكن القُبول به على المدى البعيد .
هذه الصُورة والنموذج المطروح على الساحة الفكرية والثقافية والتكتلات العقلية القائمة لا تُوحي اليوم إلا بأنها في مرحلة دفاع لا أكثر ولا أقل أو بمعنى أخر ( المخبئ أو العرين الخاص) بين الدين الدولة ووضع هذا الفكر في حالة وسطيه لدعم هذين التوجهين حتى وإن كانت مصحوبة بحالة عنف وغضب وحنق من التيارات المُعادية لهذا التوجه .
هذا التفكير النقدي بحاجة اليوم إلى تقييم دورة الحقيقي في بناء المُجتمعات خاصة المُهمشه والمضطهدة والمستمدة سُلطتها من الأعلام القائم على النيل من الأخر ومُحاولة إلغاءه وبناء مشاريع فِكريه لا تتناسب إلا مع وجود هذه السُلطات وتتناقض مع العقل وما يُمكن القبول به من هذه المُسلمات .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!