تحرير التاريخ من عٌقدة الفكرية والثقافية


تتزايد التكهنات بشأن التشكيك بمدى قدرتنا على خلق حالة من الود في واحة أكثر سلاما وإعادة حالة تحرير العقل من العُقد الفكرية والشحن والتطرف الذي ألفناه عقود من الزمن , فالتدوير والتحرير مصطلحان في عصر العولمة وما بعد العولمة يتطلبان إعادة صياغة شكلية المجتمعات وفق إيقاع فكري وثقافي يُحدد القيمة المثلى لهوية الشعوب ويُعبر عن أجيالها المتعاقبة بحيث يتم استيعاب الطاقة الكامنة  في التاريخ المنقوص أو المشلول - الذي تم تكوينه وفق ظروف معينة بالدم تارة وفي السلب والنهب والطمس تارة أخرى – وتوظيفها بالشكل الأمثل والمجتمع العربي جزء من هذه المنظومة المفككة والغير قادرة على التعايش مع شعوب العالم وفق منطق هذا التناقض الفكري الحاصل والهوية الوطنية المعدومة .
شلالات الدماء التي تسيل في سبيل الحرية والقتل والتصفيات هي من تعيد التناقضات في شكلية المجتمعات العربية من جديد  وتحدد المساوئ والسلبيات لهذه المجتمعات وتضع الزناد على الجرح بأننا مازلنا دُون الحرية  التي تنادي بها شعوبنا وبأننا شعوب معلبه لا نعرف من الثقافة والديمقراطية والحرية سوى العدمية و العنف والاجتثاث ومداواتها بالعرقية التي تقودنا إلى ما بعد عصر الرماد .
هذه الإفرازات الخطيرة وما يمكن قراءة المستقبل على ضوئها تضعنا أمام اختبار حقيقي في الحكم على التاريخ الذي قراناه ودرسانا ونعيشه اليوم هل باستطاعتنا إعادة تدوير وتحرير هذا التاريخ من عُقدة الفكرية والثقافية ؟
وما مدى ارتباط هذا التاريخ بواقع العيش لهذه المجتمعات ومدى قراءته الحقيقية لبناء أنظمة وقوانين  تُساعد على بناء مجتمعات متسامحة مع بعضها ومتعايشة مع الفكر المقبول ومدى اختزال الفكر المرفوض دون رفضه الرفض المطلق والتام .

جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!