خطاب صلب لاستمرار الحياة

تستسلم مع نوبة بكاء وانهيار لأعصابك المتعبة وأنت تسمع تلاوات هشام الجخ عن شجن وألم والدتك وظروف حياتك المُقلقة...
تستلم لانتكاسات زمن يقايضك بالفجيعة وخذلان الآخرين لك ويدفع بكثير على طول هذه الخارطة المتعبة لابتلاع خيباتهم والمرور سريعا على آلامهم وأوجاعهم خوفا من سقوط آخر جديد يعفيهم من الاستمرار والصمود ,,,
لتصبح كُل آلامنا فقط مُجرد عناوين عابره وحالة فُقدان تستدعي في الغالب كتابتها وتدوينها للتخفيف على الأقل من بعض هذه الكوابيس ..
أنت هُنا في اليمن موطن القلق المُزمن والانفصام الكامن في هويه مواطنيه ..
التي باتت مُقايضتها بأثمانا مختلفة بخسه وسهلة احيانا عند البعض  
كي تستوعب اليوم ولو بثمن تجاعيد عمرك المسخ أن لعب أوراق الكوتشينا ربما يكون أسهل عند البعض من تمترسة ودفاعه عن وحشية القناعات التي راح ويروح ضحيتها عشرات الآلاف من المُعدمين والفقراء والأبرياء...
فشل النخبة السياسي للحاكمين وتزوير قناعات الطبقة المثقفة أنتجت لنا هذا الرُكام الضحل والأخرق لينعكس ويُفرخ لنا اليوم أكثر من انقسام وأكثر من قناعة على طريقه عرابين أزمات وُحروب ...
مُحزن وأنت ترى في مشهد رهيب وأليم في باب اليمن صنعاء لوحة كُتب عليها أكفان جاهزة للبيع تجزئة وجُملة ,,,
هل بتنا اليوم مُجرد أكفان ونُعوش جاهزة للبيع ...؟؟؟
هل بات هذا الانتماء مُجرد عامل وقتي يجب عليه أن يختفي وتتضاءل حضوضه في أوقات عصيبة كهذه ...؟؟؟
هذا الارتهان البخس هو من يُشرعن لبلاد تصطاد أبنائها وتقايضهم الموت ولا تمنحهم الحياه المُسالمة الخالية من التعقيدات الوثنية الحمقاء ...
نحن شعب نحتفي بحماقات نُخبنا ونُدافع عنها ...
 ونعتبر أن الحياه ليست أكثر من تُخمة يعيش قناعاتها الجُبناء ,,,
في المُقابل لم نصطف يوما ما لأوجاعنا لآلامنا لظروفنا التي طحنتها ومازالت تطحنها ظروف حرب قذره ومهلكة ,,,
كتاباتنا ليست فقط خطاب صلب لاستمرار الحياه بل لاستمرارها وسموها فوق اعتبارات الحرب ومُبرراتها القاتلة ...


جلال غانم - صنعاء

تعليقات