لن يمروا ...
ليس هُنالك
مشهداً وطنياً مُوجعاً أكثر من هذا الدمار والخراب الذي تنتجة وتُهندسه آله الحرب
السُعودية ضد شعباً أعزل لا يملك من الخيارات اليومية أكثر من سماع أزيز طائراتهم في سماء مُستباحة كي تحصُد
مزيداً من الضحايا اليمنيين الأبرياء وبشكل يومي , بوحشية , وسقوط اخلاقي مُروع
ولا حدود له ..!!!
اسموها
عاصفة الحزم كي يقضون أو على الأقل يضعفون الحوثيين وصالح للحد من تمددهم كما
تُسوًق له آلتهم الإعلامية المُفلسه وحلفاء الدولارات وهم بغبائهم هذا لا يدركون
تماماً أنهم ساعدوا خصمهم بهذا على مزيد من خيارات الحُكم والقوة والنفوذ في البلد مُقايضة بالصمود ولمن
سقطوا من اليمنيين جراء هذا العدوان وجعل الكثير منا يتسامح مع هذا الحوثي ويغفر
له أخطائه التي أتى بها من كُهوف وجبال مران في محافظة صعده اليمنية ...
بهذا
الشحن الوطني هم يكسبون كثير من خصومهم الذين خذلتهم وفرقتهم السياسة وجمتعهم
فجيعة اجتثاث هذا اليمني كإنسان وتاريخ وجُغرافيا بمنطق وحسابات حمقاء هُم من
أنتجوا معادلات خُسرانها بسماسرتهم الكثيرون ولا عزاء في كُل هؤلاء ...؟؟؟
كي
تُرسم في ذاكرة وعُقول جيل أوجيلين وربُما أكثر من الأحقاد تُجاه من أغتال نسائهم وأطفالهم
وأحرق ودمر ما ناظل الناس لأجله لأكثر من خمسه عُقود بــ جُمهورية وُلدت ليلاً ولم
تنل اعتراف جيرانها الا بعد ما يُقارب عقداً من الزمن ...
وهذا لا
يُعد تعاطفاً مع الحوثيين ونحن أكثر من ينتقدهم لانهم لا يمتلكون مشروع مدني لــ
الحُكم ...
لكن
الكيل بمكيالين والزعم أن هذه الأنظمة الملكية قادرة على تحريرنا من كل
مشاكلنا ليس أكثر من هراء وزعم سافر وهُم
مازالوا يعتبرون المرأة مُجرد عورة ويحتاج الرجل لـ أكثر من فتوى واذن شرعي من شيخ
ديني عن كيفية الكلام والجلوس معها , وأن
يُجلد ناشط ومُدون- رائف بدوي ويُحكم عليه بالسجن بسبب بعض التغريدات لــ كون ذلك
مُجرد رأي , وأن أو أن الدساتير التي أتت بها الأوطان وناضل جان جاك روسو لإخراجها
من ظلامية وجهل عًصور أوروبا وظلاميتها أُعتبرت في ممالك النفط مُجرد مُزايدة على
الشُعوب وأن تسنين التاريخ وكتابة فًصولة ليس أكثر من تبعية شخصية لــ الفرد
الحاكم وحاشيتة الذين يضيق تفكيرهم بحقوق وحُريات شُعوبهم وعدالة عيشهم الكريم
وهوياتهم المُستباحة ...!!!
وهذا لا
يُعد بهتانا منا بل بــ شهادة وتقارير المنظمات الدولية عن الحقوق والحريات وتمكين
الشُعوب ..
وهُم
بهذا ليسوا مُختالين كي تستقبلهم سماء أوطاننا دون مقاومة , أو أن نستجديهم بعد
اليوم الحياة أو الحُرية أو حتى منحهم الحق في كي جراحنا ومشاكلنا الداخلية وأن
نؤمن بعلاجهم الخارجي ونحن نعلم جيداً أنهم لا يمنحون هذا الجار أكثر من موت حارق
ترسله طائراتهم ليلاً كي تقتل الناس دون رحمة وقد بتنا نعلم جيداً أن ضمائرهم
الميته وحُلولهم ليست أكثر عداء على الكُل أن يتجرع مرارته اليوم ..!!
وكُل هؤلاء الماضون على درب الكفاح والنضال
واستقلال قرارانا لن يكونوا مُجرد عزاء منسيا ومُهملا في خزانة ذكرياتنا بل هُم من
سيمنحون ليل الفجيعة هذا الأمان في الغد وهُم من سيجعلنا نتخطى حُرقتنا ويُتمنا
ونتغلب على طائفياتنا وأحقادنا لنؤمن بالغد وبالشراكة وبالتخلي عن استثمار أوطاننا
لمصلحة الآخرين كي نعتبر من كُل ذلك وبـ
مزيد من التضحيات ....
ولن
يمروا ......
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق