إب آخر حصاد عامنا البائس ...!!!

أنتم ايها الصاعدون مع الله حيث تتزاحم مقالات وخُطب رثائكم ورحيلكم الفجائي المفجع والأليم - والذي أبى إلا أن يُعري هؤلاء القتلة ويفضحهم من داخل خنادقهم وأوكارهم التي يتمترسون فيها بفكرهم الظلامي غير آبهين بضحاياهم سواء كانوا مدنيين أو سياسيين أو بمناسبة دينية مانحين زنادهم اللعين فُرصة لمضاعفة جراحات الناس ماضين بمشروعهم التكفيري في تعطيل أطر الحياة الطبيعية في أي مكان تطأ أقدامهم الدنسة فيها ...
إب هذه المدينة المُسالمة أختتمت جُرح عامها هذا برحيل العشرات من أبنائها في حادث إرهابي جبان أهتزت لة الضمائر في مركزها الثقافي حيث أتسعت الدموع في مآقي أهالي الراحلين والجرحى ولم تتسع مستشفياتها لإستقبال العشرات منهم ....
ما أبأسنا نحن المستفيقون ....!!!
نحن الذي نمتلىء كُل يوم بأسباب رحيل الكثير منا في إنتظار الضحية القادمة التي نُقدمها كــ قربان لهذا الجو السياسي الكئيب الذي بات يصنع أزمة الحاضر بمزيد من التعقيدات غير مبالين بالثمن الذي تتحملة معظم طبقات المجتمع كُل يوم ....
هؤلاء الراحلون الذين أبوو إلا أن تلتقي أرواحهم الطاهرة في السماء وبعدالة إلهية لــ يدعوا لنا نواجة ايامنا الصعبة بــ مزيد من فضائلهم وأخلاقهم وشجاعتهم التي حجزوا بها موعداً أبديا لرحيلهم الذي يُندى له جبين ما بقي من ضمائر الأحياء ...
نجيب مرشد أحمد المزحاني أحد أصدقائنا التي غيبتهم أيادي الغدر وأهدت أسرهم في رأس السنة الميلادية الجديدة والمولد النبوي جُرح وألم يتضاعف في جباة وذاكرة أهاليهم كــ صورة مُجسمة تُذكر كُل الأحياء في هذا البلد الموجع أن مواسم الفرح قد ولٌت وأن أحزاننا سوف تتضاعف دام هؤلاء القتلة أحياء يسرحون ويمرحون وينشرون ثقافة الحقد والكراهية بين أوساط الناس ....
المزاحن تودع شهيدها كــ ثمن لسلميتها وبساطة فلاحيها الطيبين ...
وإب آخر حصاد عامنا البائس وفاتحة ألم كُتبت بها دم أبنائها الماضون ...
تأتي دفعات الألم مرة واحدة لكن الهزيمة ليست خيار إجباري للشعوب وللناس التي تصنع مُستقبلها بمزيد من التضحيات والتكاتف وهدم هوة الصراع وتحويل مآلات هذه الجراح إلى عنفوان إخلاقي ووطني كي يغدو مع الوقت ميزة وأفقاً تتكىء علية الأجيال القادمة ...
تعازينا لكل الأرواح الطاهرة التي مرت من هُنا ودعائنا بالشفاء العاجل للجرحى ولا نامت أعين الجبناء ...

جلال غانم


Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!