إلى الرفيق صلاح الدين الدكاك مع التحية .....!!!



في الغالب لا تستطع العيش بــ مزاج فردي , وبحياة ساكنة وغير مُلزمة لــ تؤدي فقط واجب إسقاط حزبي أو ديني وطائفي مقيت ليس إلا لـــ يترتب عليه خلع قيمك مُقابل فكرة ونضال وموت في خدمة الــ لا شيء ...
تشعر بــ الأسى لهذا الانفصام الذي بِتنا نعيشه اليوم واقعا ملغوما لا يوحي إلا  بــ دونيات الأشخاص وركائزهم الفطرية التي مازالت غارقة بــ مُصطلحات و بــ مفاهيم عقلية الخطيئة وإمكانية إستحضار أدوات صراع جديدة  لــ تسيير أضداد لــ هذا الواقع المُفرغ إلا من مجموعة مُنتفعين ....
لا أحب التنطع أو الاصطياد في لوثة ما يقع به الآخرون من أخطاء  نتيجة قناعات باتت تُشكل بــ النسبة لهم فارقة غيبوبة جديدة لــ إشكليات إفرازات غياب مشروع الدولة الأكبر واستبدالها بــ ماراثون قتل قمعي وجماعي مهول ....
وُجد هذا الخراب لــ يحل فوق أدمغتنا المُتعبة , وجُد على أرصفة لا تُحاكي الغريب منا ولا تُلتمس لــ أحدنا إلا بــ إيحاء فك شفرة صداء عارية ....
لــ مسائك اليتيم هذا خطيئة وخيبة أمل كبيرة ...!!!
ولــ أنك اليوم صرت الجُرح الأكثر إثارة , والموت الأكثر إعاقة ....!!!
صرت تعيش دون منطق  وتلاوة لــ الكلمة المُتعبة ....
فقط تستطع التمسك بــ مابقي لك من هوامش وفطرية التفاصيل اليومية وأنت تغوص في أعماق جنكيز إيتماتوف الكاتب القرخيزي لــ يمنحك جُرعة أكبر عن بساطة الحُب والعشق الريفي الذي ينبض بالروح الخصبة وعن بساطة أختيار المساحات التي نعيش عليها ....
الكائن الُمجزاء أنت ...
ومُنتهى الإنحياز لــ عظمة هذا الإنسان المقهور ...!!!
إن نهاية التاريخ والإنسان الأخير لــ فوكوياما لم تُكتب عبثا تعبيرا عن نهاية حُقبة وبداية حُقبة تاريخية أخرى أو إنهيار إمبراطورية قبلية يابانية وبداية عصر إستخفاف وإستنزاف فكري جديد ....
في بُلداننا كثير من قادتهم حُمى هذا الإجتياح الجديد لــ رفض الإلتحاق بــ طوق والإلتحاق بــ طابور أخر أشد عُزلة وعدمية ......
من يُقايظ اليوم هذا الضياع بــ تجلي وكأنه يمزج لوحة مُبتلة بــ فخ لــ الضياع والعدمية ...؟؟
من يتحدث اليوم عن المتن والهامش , عن الدم وقُدسية زهقة في سبيل إبقاء حاكم مُتمدد على جُثث شعبة كــ ضريبة حتمية لــ كُره وإسقاط فشل الآخرين مُقابل هذا الإنتصار الخادع والمُهين ....
على الأقل مُهين لنا كـــ مُثقفين عندما نتحدث عن شرعية الدم المُباح وغير المُباح ...!!!
عندما نُدافع عن شرعية أبطال أشقاء كما نزعم مُصابين فقط بــ هوس البقاء وليس دفاعا عن حُرية وكرامة شُعوب ليس إلا ...!!!
الشيء المُرعب فعلا أن يتحول شبح جسد أبوابة العُزلة إلى مصدر لــ تفخيخ عُقولنا بــ قُدسية قومية بقاء من عدمها مُتذللين ومُتذرعين بــ نسب خُرافي ثمنة الدم ليس أكثر ...!!!
زميل حرف قرأته قبل كثيرا وآمنت به كــ بوليتاري وشيوعي ناضج بــ إمتياز يكتب عن نضالات الحركة القومية والشيوعية وعن حركة كومونة باريس لكنك فعلا تشعر بــ الفداحة وهو يتحول إلى مُجرد مُعادي لـــ كُل من يتكلم عن إمامية الحركة الحوثية وعن صداء مُبرراتها كــ رهن جديد موازي لــ قُبح حركة الإخوان وفداحاتها طوال العُقود الفائتة في اليمن وفي بُلدان كثيرة .....
تشعر أن النزعة الغرائبية التي يتشدق بها هؤلاء تسقط في فخ مُعادلة صعبة بــ مُجرد تعليق عابر على إحدى الصفحات الإجتماعية بــ الحذف كـــ حالة إسقاط واجب ليس إلا ....
أنا لست ضد قناعات هذا الرفيق كما نُجامل بعض وفق المنطق الحُزبي الأجوف ولست أمقته لــ أنه يدافع عن الحوثية بــ إعتبارها البديل المدني لــ سُقوط بيت الأحمر في الخمري وتراجع شعبية الإخوان في اليمن والمنطقة فحسب لكني على الأقل أشعر بــ نوع من التعاطف لــ من يقتل هُنا وهُناك بغض النظر عن لونه وعِرقة وجنسة وطائفتة والأسد ليس مُنقذ لــ بلد أعتبرنا شعبة مُجرد أرواح شريرة مررنا عليها كما يمُر حاصد أرواح على جُثثه بــ سُرعة البرق ...
فقط تلوح في ذاكرتك بشاعة فيلم أمريكي إسمه ( نشار تكساس) لــ تشعر بــ التقيؤ بــ الطريقة التي يتم الدفاع عن أوغاد هذه الأمة ليس الأسد فــ حسب بل ومُقاولين الموت الآتين من المملكة ومن إيران ومن اليمن ومن كُل مكان ...
على ألاقل عندما أرفض بشاعة كُل هؤلاء أشعر أني لست طائفيا , أشعر أني كائن إنساني بــ إمتياز يارفيقي صلاح الدكاك ...

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!