وحيداً أمام كُل هذا الخُذلان ....!!!
غير
مُلتئم هذا الحظ الإنقلابي وهذا المناخ المُخادع الذي يُشعرك دوما بـــ العُزلة عن
من حولك كمن يُريد القول لك بطريقة غير مُباشرة بــــ أن عليك أن تبداء بـــ ترتيب
أشيائك المُبعثرة في أكثر من منحى من الفوضى ودون عجل .....
هذا
النزيف ليس وكرا لــ الذكريات فقط , ولست أنت الرجل الباذخ في الألم كي تتحدث عن
مآسي الإستنتاجات المُحبطة ......
صحيح أن
كُل ما حولنا مُحبط بشدة لكنك تشعر في أوقات كثيرة بــ حاجتك لــ تفاؤل مُفرط خاصة
في الكتابة كي تنظر لــ من حولك كــ طفل مشدوة لــ أول مرة بتفاصيل تُخرجك من ضجر
الحياة الواقعية الكئيبة ....
ما الذي
أوصلك لــ قناعات بـــ الإبتعاد أو لــ نقُل لــ هروب شبة مُتعمد من عن أضواء
الصحافة ...؟؟؟
أصدقاء
كُثر منحتهم وعوداً بــ المُصافحة واللقاء بحُكم معرفتك بهم لكنك لم تفعل ذلك ولم
تُكلف نفسك قط حتى بــ زيارة عابرة لمقر أي صحيفة أو قناة تلفزيونية...!!!
صنعاء هذه
المدينة المشدوهة تُعلمك في الغالب أن الغياب لــ أحدنا يعني إقترابك بــ كثير من كُل الناس الرائعين
وأن حُضورك لا يُعد سوى تشوية لــ نُكهة الإدعاءات والتبريرات التي نمنحها لــ
بعضنا في كثير من أوقات العُزلة والغياب .....
لم
أشتغل قط في أي حقل صحفي كــ مُحترف يُدعي الزيف لكني في أحيان كثيرة أشعر بــ
الرغبة في الكتابة عن مشوار هذا الحياة القصير كــ مُذكرات وكتابات مُنفردة وعليك
أن تدفع كُلفة هذا التوحد من قوت يومك أينما تكون ....
أشياء
كثيرة تتقاطع مع رغبتنا كــ مُثقفين عرب وبالتحديد كــ يمنيين كي نستمر في العطاء بنفس القوة والوتيرة التي
بدأنا بها تأتي لُقمة العيش بالدرجة الأولى .....
لا
يُقاس هذا التعب في الغالب بــ ترمومتر عاطفي بل بــ تقلُبات كثيرة عليك أن
تواجهها بــ مسؤولية كي لا تتبعثر كُل الأشياء التي بدأتها مرة واحدة .....
لم
أُشارك قط في أي تضامن علني ولم أنزل كــ مُعارض أو مُتواطىء مع أي من أطراف
الأزمة بحُكم غُربة أربع سنوات خارج اليمن ...
لم
أُدلى بــ أي تصريح عُنصري أو مقيت لــ أي قناة تلفزيونية بــ عُمري إفتراضي جديد
عُمرة خمسة أشهر فضلت دائما الإبتعاد قدر الإمكان عن هذه الأضواء كـــ من يُخاف أن
تُطيش أفكارة في دزينة وطنية وسخة إقتداء بـــ المُفكر العربي علي حرب .....
الطريق
مازال طويل لــ نقول أشياء كثيرة , والظروف وحدها من تدعنا نقول ما نُريد في أي
مُبارزة تكون عُقولنا حاضرة ,,,,,
حُبي
لــ بوشكين ولــ قصيدتة الشهيرة (نافورة باختشساري) يجب أن أوليها إهتمام أكبر من
تداعيات الفصل السابع وعلاقتة بــ الماجُنون السابقون و الجُدد والذين يُربكون كُل
المسارات الجديدة لهذا البلد على مدى تاريخة ....
عش بــ
مُحاذاة هذه القاذورات دون أن تخوض صراعا سياسيا وذلك لــ تتعدى تفاهاتهم وكي
تمتلك القُدرة على ترتيب أفكارك وتركيزها خارج صفارات الإنذار المُبكرة ....
مقاهي
يومية ترتادها في أكثر من مكان هُنا في صنعاء وليس أكثر من تعبئة ذاكرتك بــ
إحباطات كي تعيش عقلية المُضطرب المُتوجس من كُل شيء ...
واكثر
من هذا كُلة تصحو دوما على كابوس فُقدانك الكُل بــ دواعي تافهة أغلبها تتعلق بـــ
الإستمرار وفق منطق الخسارات القليلة....
لا
تُريد أن تتآمر على نفسك أمام كُل هذا الخُذلان , لا تُريد أن تمنح الآخرون فُرصة
لــ كي ينتشلوك من ما تؤمن بة ...
فقط دع
لــ نفسك هذه التحولات كي تُواجهها وحيدا , ومُفرداً لــ معنوياتك فُرصة لـــ قول
وتبرير أي موقف أخطأت بة أمام الآخرون يوما ما ....
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق