من يُبيعك اليوم وهما ...!!!


الــ لُغة وحدها هي الجسر الوحيد الذي لا يُخذلنا , هي نهم بداياتنا , وهي القادرة على ترميم الكثير من شُروخات العناوين المُنكسرة .......
من خلال صدارة الوجوة ومآلاتها , من خلال وّقع الكثير من العداوات , وخٌذلاننا لــ كثير  من الأشياء بــ إعتبارنا شِباك صيد مليئة بالثقوب .....
مُنكب أنت بـــ بدايات كثيرة وبــ تبريرات منزوعة الزيف ولا حُدود لها , مُنكب أنت من قلق إلى آخر , من هواجس كثيرة تُخيفك وتنتزعك من مكانك فــ تتسمر كــ المخبول دون أن تجد في ذاكرتك مثلا أكثر من طاغية فراغ غذى مشاريع كثيرة لــ الشؤم ..
تتخيل فُرصتك الأخرى وأنت بين هذا النقيض وقد أستيقظت لتوك من غفوة كابوس غُربة مُزعج  كي تُمارس حنينك الأعمى بعد وطأة قدم لعينة وجاحدة لـــ تكشف لــ نفسك في لحظة سخيفة بــ أنك لست أكثر من نرجسي ساذج ولعين , مُدمن لــ الحنين ولــ كثير من التفاصيل الموجعة التي لا تريد الكشف عنها هُنا ...
ولا تملك أمام هذا الحُطام الثقيل أكثر من الإصرار في دفاعك المُستبد عن خياراتك الكثيرة في العيش , عن قصيدة أو مقال قصير أو عن بُضعة أصدقاء تشعر أنهم في أوقات كثيرة مُستقرك الوحيد .
بكُل تأكيد أن العُبور مُكلف , بكُل تأكيد أن رِبحك يحسبة أشخاص كُثر ليس أكثر من عناوين صُحف تمنحك أزمة سيرة وطن عارِ إلا من حُب بديل في الموت والفوضى والبرد والمجاعة ...
يحترق هذا البديل وتحترق معة ذاكرتنا في رِقعات جُغرافية كثيرة ومُتشابهة ...
هُنا أنت بــ حيثيات كثيرة , بـــ مُصابات الجلل والتعزيات لـــ تُقاوم أسئلة كثيرة تجترحك في مُفترق خط سير ليلي ستيني طويل ...
ما الذي يُشكلة هذا الــ لاوعي في رسم مساراتنا وقناعاتنا المخبولة كــ يمنيين ..؟؟؟
مُنزعج بــشدة من فيضان هذه التفاهات التي تجترنا لـــ بشاعات لسنا في حاجة لـــ  توطئتها كـــ إسقاط إجباري عن أي نصر مُجحف أو مزعج كــ إفراط بالكلام النمطي لــ فارقة خطيرة في مُستقبل هذه البلاد السياسي ..
مراراً تتوخي شُروط الكتابات التي تجعل منك مُدافع قذر , ومُتمترس ساخط بــ خصومات تافهة ...
من يُبيع هذا الوهم ...؟؟؟
من يشُدنا لـــ التعاطف مع ماهو غير منطقي وسليم ...؟؟؟
ومن يقود كُل هذه العباءات الخفية ...؟؟؟
كم هي غامضة وصعبة قناعاتنا , براءاتنا , مُعتقداتنا ....!!!
قاسية وحادة رماد العداوة التي نمتهنها ولازلنا مشدوهين بــ قتلنا لـــ روح الحياة فينا .....
القيمة والفعل الإنساني والإبداعي عندما تُجرد وتُنتزع من ذاتك بــ دواعي تابو ديني مُعتم كــ مُثقف أغلفة على الكُل ان يقرأك كـــ ساقطة لـــ هذا المصير المُخجل ....
من يُصفق لهذا الهراء , من يقبل بــ هذا التصدع , بهذا الصدأ الذي استولى على كُل منعطفاتنا التي من المُفترض أن تكون مُشرفة .....
عندما يصير الموت وحدة هو الأشد أناقة في حضورنا , عندما يتسع هذا الخُبث لــ حفر قُبور جديدة , عندما تنجح في تكفير الحياة ..... عندما نُصير محكومين في هذه المُزاوجات الــ لعينة لن نتذكر الحُب إلا القليل ومن الصُمود سوى بعض الشِعارات التي غدرنا معها بــ الكُل ضد الكُل .....
عليك أن تعيش وسط هذا الآتون الجديد , عليك أن تقراء في كُل مرة تُفكر فيها بــ الخُروج في إحدى شوارع صنعاء شِهادتك مُختتما إياها بــ طلب السعادة الأبدية الأخرى ...
عليك أن تُفكر بــ إبراز دمك الحار وهويتك الأخرى , وعليك أن تموت واقفا وصامتا لــ أنك قررت أن تكون فائقا في التفاني ووفي مع الموت مثلما كُنت وفي مع طُموحاتك ونزواتك الكثيرة التي رمت بك فجأة كــ جسد مُنهك وغير قادر على المُنازلة ....
بوسع هذا الأفق أن يُبنى عليه كثير من هواجس هذا اليمني وكثير من نبوءاته التي لم تتحقق في ظل هذا الجحيم الغير مُبرر ...
بوسع هذا الخراب أن يتحول إلى طاعون أكثر فتكاً بــنا , وبوسع البيركاموا أن يجني أكثر الضحايا الخارجين عن تسلُطات مبداء العقل والعدالة والتسلُط الأكثر رُعبا .....
لم يخطر بــ بالي وانا أعني بــ إنتقاء كلمات لــهذا المقال بـــ جُهد أن فبراير هو الآخر لم تنفرط رداحتة على جثامينا بعد...!!!
إذ من المُفترض أن لا نتوسل هذا الحماس لــ إحياء كثيرا من تقيُحاتنا , ولـــ بيعهم لنا وهما قبيحا كــ توابيت موتى جاهزة فقط لـــ الدفن ....

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

ماذا بعد ..........؟