مُستثمرين جُدد في عرض شرف الثورة الــ لاحق ....

في وُجداننا الوطني لا يتبادر إلى أذهاننا في كُل مرة أكثر من تمساح فساد ضخم يتمدد فوق أجسادنا المُنهكة وحالة نهب أكبر برهنت كُل الوقائع الـــ لاحقة لــ ثورة الشباب السلمية أن إصلاح المنظومة السياسية المُعقدة لن يكون سهلا ومُيسرا طالما وسياقات الرجعية لــ فضيلة الحُكم هي من تُستبصر لــ أقدارنا الماضوية والحاضرة وهي من تقود حالة الإنتصار الوهمي وهي حالة إنكسارنا وهزيمتنا المُتكررة والدائمة ....
فبراير هذا الشهر يعني لنا المرارة والتغلب على الخوف , ويعني الموت والدم ويعني بصيص أمل وجُهد لـــ التغلب على حالة سُقوط الدولة ونظام الحُكم المتهاوي ....
فبراير لا يعني حالة مسخ لاحقة أكملناها بــ حُروب كثيرة في أبين وصعدة ورداع وصنعاء وأرحب وفي أماكن كثيرة بأسم زواج الثورة المُثلي والعقيم ....
أشبة بــ ناطقون كُثر بأسم هذا البوس وعرٌافون نُجيد التعامل مع وقائع كثيرة وسمجة .....
تتكرر على الدوام تلك المُبررات الإستثنائية التي تلقي على عاتقنا مُهمة كُبرى في إلتقاط وجدان جمعي جديد كــ الذي حدث في فبراير 2011م لــ تحويل كُل مُبرراتنا المادية والوهمية إلى أداة حقيقية لــ قلب موازين هذه التقلُبات والفداحات التي سرقناها بإسم هذه الثورة حزبيا وقبليا وقوى مُتنفذة ورجعية ظالمة ...
لن يكون الأمر مُيسرا لــ البدء بحلمة تدشين إصلاح مسار للثورة والحوار المُكلفت وكثير من الأمور الشائكة التي يُخيل إلينا الآن أنها متاعب وضعت حد لــ حُلمنا الوطني الأكثر من فضفاض ...
من يواصل دُروس الــ لعبة القذرة اليوم هم من يتنابوا في الغالب على توجية الطعنات والــ لكمات لنا كــ يمنيين يعلمون جيدا أن رُخص التعامل مع صبي بليد يُمكن كسرة بسهولة اليوم لـــ كن هذا البليد وثقيل الظل وضعيف الموهبة سوف يكبر في ظل إنحيازات كثيرة لــ جيل قادر على إحداث التغير المُمكن الذي ناضلنا من أجلة سنوات كثيرة ....
هذا الإنسياح الثقيل يمُر دائما أمامنا كـــ قُبعة الساحر وسط تخبط مُجتمعي مليء بالتبعية والهوان ...
كثيرا من هؤلاء المدعومين بــ قوة المال والنفوذ ليسوا أكثر من زورق مثقوب يبحرون بــ مياة أكثر سلاسة لــ قتل وإخماد روحنا المُتعالية التي دائما ما تُهزم أمام هذا الشبح الــ لعين ..
وهذا التنامي المُقلق لــ الحياة أصبح يقود إنسلاخنا الحاضر بــ أكثر من هوية دينية , وبـــ أكثر من قِرميد للتزاحم على تشكيل تواجد جديد يجثُم على حياتنا بـــ أسماء وهوايات جديدة للتشبث بــ مواقعهم الجديدة ...
وانا هُنا لا أجد أكثر من إعجابي الشديد بــ كتابات الشاعر اللبناني أنسي الحاج عندما تقراءة وهو يقول عن هذا التشبث :
أنا واحد من المساكين الحالمين بشعب واحد تجمعة قضاياة الإنسانية وتحفزة تطلعات نخبة وأحرارة وتدعوة ثورات على الذات وعلى أمراض الجماعة لا ثورات دينية يتذابح فيها النعاج .
رؤيتنا الصحيحة هي من تدفعنا لـــ نبذ هذه التحالفات الجديدة التي تودي بــ أي جُهود مُمكنة لــ الخروج من حالة الإقتتال والتناحر بـــ ثمن تضحياتنا وإنتفاضاتنا التي لم تنتهي بعد ....
فبراير اليوم لم يعُد فقط ذكرى لـــ سرد فُقدان أصدقاء كُثر أو لــ إشهار ألوان جديدة لـــ الحُب , بل يعد ذاكرة لــ الأمل الذي لم يُنفذ منسوبة بعد في ذواتنا ...
ذكرى فبراير تختلف عن ذكرى شُهور الثورة  اللاحقة فهو بداية حُب عُذري لــ النضال الخالي من رائحة وطعم القوادين والذين عشناهم في زمن سابق كــ حالة ذُل وأشبعونا بــ بيروقراطيات مُغتصبة كــ مُتغطرسين ومُستثمرين جُدد في عرض شرف الثورة الــ لاحق ....

جلال غانم


Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

ماذا بعد ..........؟