اليمن منفى مُتجدد , وقلب مُتوقف عن الخفقان .....

كانت إرادة تراجيدية غاشمة وأنت تنفض ما بقي في ملابسك من غُبار في إحدى منافذ التعب , وأنت الذي وضعت شوقك في ميزان حاد بـــ إعتبار أن مشروع الرُكون وإستثمار عُمرك خارج المزادات الجمعية تتوة معها أنت دون أن تشعُر بــــ أي قناعة مُمكنة في القُعود أكثر .....
مع الخُبز مشروع حياة , ومشروع الحياة الأول لدينا هو مُقاومة عدمية الحياة ولو بـــ تخطي أسلاك الموت ..... 
نحن بلد لم ينتمي أبنائة بعد لـــ أي حالة إشباع .....
تتحسر وتتألم وتجترك حُرقة داخلك وأنت ترى نساء وأطفال وشُيوخ البلد وهم يرتصفون أرصفة الجوع , ولا تملك إلا أن تلعن من أوصل كرامتنا إلى هذا المُنحنى الخطير ,,,,
ولو جُزئيا تُحاول أن تُبرر لـــ نفسك أن تواجدك في وطنك ولو بــ شكل مؤقت هو أنسب حالاً من تجرُع عذابات الغُربة , تُحاول أن تقترب أكثر فــ أكثر من خطاب وتحرُكات الشارع فـــ تقتنع أكثر أن توافر الخُبز والمأوى والعناية الــ لازمة هي الأنسب لوضعنا من أي فكر مُتطرف قتل خيرة شبابنا وأودى بنا لـــ الجحيم  ....
ولو جُزئيا تحتاج هذه البلاد إلى المزيد من التضحيات , تحتاج إلى إرادة قوية لـــ إخراج الناس من ظلامية الموت ,,,,
ولو جُزئيا تحتاج هذه البلاد إلى رئيس وحكومة تقرا آلام الناس وتعمل من أجل إسعادهم وتوفير المصحات النفسية لـــ آدميي هذه البلاد ومجانينها ,,,,,
ولو جُزئيا علينا أن نبكي من أجل ضحايا هذه البلاد ,,,,
ولو جُزئيا علينا أن نمنع تِكرار قتل اليمني بـــ نفس أدوات الماضي ,,,,
لا يُمكن أن تتحمل قرافة وفجيعة هذا الوضع , لا يُمكن أن تستوعب وأنت ترى نساء ومهمشات هذه البلاد على ظهر دراجة نارية سريعة,,,,
لم أعد أستوعب إلا شيء واحد هو أن بـــ إمكان أكثر من 25 مليون يمني أن يطلُبوا حالة لُجوء ونُزوج جماعي لــــ أي مساحة جُغرافية أخرى في هذا العالم تحترم آدميتهم وتمنحهم الدفء وتقيهم من مجاعة وكارثة إنسانية مُحتمُة الوقوع ....
ليس حُبا في الدخول بـــ موسوعة جينيس كما هو الحاصل في كبسة رُز تم إقامتها في إحدى مُدن الجوار بل من أجل تفادي مجاعة شعب مُحققة ,,,
بلاد أصبحت تأكل أرواح أبنائها سريعا ,,,,,
لسنا بــ حاجة لـــ مهرجان دُموع جديد , لسنا بـــ حاجة لـــ دُموع باسندوة أو لــ تبريرات عفاش في حُكم البلد بـــ رأس شيخ وبُندقية إغتيالات ,,,,,
لو كان خيار الهجرة بـــ أنها كما يقولون تأخذك لحم وترميك عظم فـــ إن خيارات العيش الرخوة هُنا تعني حياة دون أدنى آدمية مُمكنة لا بـــ لحم ولا بـــ عظم بل بـــ موت مُطبق ,,,,,,
اليمن منفى يتجدد كُل يوم في وجة أبنائة , قلب مُتوقف على الخفقان  ,,,
وكأننا صرنا نحتاج كُل يوم إلى خارطة إنقاذ  جديدة,,,,
حَوارعبدربه , حِسابات عفاش الجديدة , دُموع باسندوة , مُشاكسات حميد والحوثي , دُعاء الزنداني ومُعجزاتة الطبية والإلهية والقائمة تطُول ,,,,
شخصيا لم أعد أؤمن أن تذييل قائمة بـــ أسماء أوغاد منحوا هذا البلد موتها المُعلن وهُم اليوم يتصدرون مشهد لـــ إمكانية الحياة من جديد ,,,

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين