الحديث من على خط على سير مُفجع ومُميت .....


إن السير في إحدى شوارع صنعاء يمنحك فُرصة لـــ تثشاهد عن قُرب الكثير من المآسي على خط سير موت مُفجع وسريع .....
مازلت أنت ذلك المذهول الذي يتعامل مع كُل شيء بـــ سذاجة والذي يريد أن يرى بـــ عينية تفاصيل الحياة الحقيقية ويختزلها بـــ كثير من الوجوة والقِناعات المُزيفة....
كُل ما تراة ليس أكثر من مشهد لـــ فيلم سينمائي حي يحكي بشاعة الحياة وفقر الناس كـــ حالة سرد عليك أن ترصد كُل تحركاتها في أماكن عِدة ....
وهذا ما يجعل قناعاتك ثابتة عند نُقطة مُعينة بــ أن كُل من يُدبر ويحيك خُيوط الـــ لُعبة السياسية في اليمن بــــ رُمتها ليسوا أكثر من مُنتقمين وأوغاد يتقمصون أدوار سياسية إنتهازية لـــ يثبتوا لكُل الناس أن شُكوكهم دائما ما تكون صحيحة بـــ أن لا أحد يعمل بــ إخلاص وصدق لـــ صالح هذا البلد , وأن النزاهة الحقة وحدها مع رب السماء تتحقق .....
تبدُو كــــ حيوان أخرس يتأمل بـــ صمت مشهد من فيلم مُذهل لـــ فداحة خيارات العيش التي أوقعت الكثير من الناس صغارا وكِبارا مُرتادي ومُرتصفي لـــ برد صنعاء القارس والذي عليهم أن يواجهوة بـــ صمت , وعليهم أن يُمارسون إبتذال الحياة بــ تسميات كثيرة كـــ ثمن بخس عليهم أن يدفعوة لـــ إستمرار صِراع أباطرة البلد ورجالاتها التافهين ...
مالحة الحياة وطعمُها حامض عندما لا ترى سوى مساحة صغيرة تظهر من خلالها أنت وحيداً , إذ عليك أن تتعلم  دُروس جديدة في القسوة وفي التأقلم مع واقعك الجديد.....
أغمض عينيك كي ترى خّدعة تعلُم الديمُوقراطية كــ ضمار يومي يجب إذ يجب أن لايستوعبها الناس بمقاييسها الصحيحة ويحفظونها جيدا ويعلمونها أبنائهم كي يدفعوا ثمنها الباهض كــ لاجئين في كُل بلاد الدنيا ولا يصحون يوما ما  إلا كـــ نادبين على فُقدانهم أي هوية وطنية يُمكن أن تحفظ لهم كرامتهم وعِزتهم أينما وُجدوا .....
ولــ أن حظنا التعيس قادنا كـــ أبرياء أن نتعامل بـــ تفاؤل مُفرط مع مفهوم الرجل المُنقذ الذي يُمكن أن يُخلصنا من كُل تناقضاتنا في يوم وليلة لـــ نرضى أن تُستثمر عواطفنا في كُل مُناسبة في إنتظار مُناسبة أخرى يُمكن أن يكون فية منسوب الحظ أعلى من سابقة , وهو ما  قادنا أن نتحول إلى شعب حاضن لـــ كُل نفايات الحُكم السيء والقبيح .....
فـــ ليس هُنالك مكان لـــ البقاء والتآلف فية بيننا دون تكرار كُل أخطاء الماضي أكثر من قُدرتنا على تفهُم بعضنا وبـــ أن سذاجتنا بــ حِوار لـــ المُستقبل أوبــ نظرة مُتفحصة لــ الغد لا يُمكن التعامل معها بـــ نفس الدرجة من التوحش في مُقايضات عداوات هذا الحاضر .....
وأن مسرح الجريمة والفوضى اليومية في كُل مكان لا يُمكن أن تخلق  إلا مزيد من جُمهور المُتحمسين  والمُصفقين لـــ كراهية يُمكن أن تقودنا في القريب العاجل إلى فُقدان أي مشروع وطني حقيقي وأي فُرصة جديدة يُمكن أن نجتمع تحت سقفها جميعا ......
إذ يجب علينا أن نتعلم كـــ يمنيين أن الهُبوط بـــ مُستوى التعاطي مع مُختلف القضايا لا يعد أكثر من فخ نصنعة نحنُ ونقع فية في كُل مرة غير آبهين أن هُنالك كثيراً من الناس تفقد قُدرتها في الإستمرار بـــ الحياة وفي الإستقرار والعيش وبــ شكل شبة يومي ....

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ماذا بعد ..........؟