الإستحالات ومشاريع الشيطنة الكُبرى ....

أكثر ما يؤرقني هو شُعوري الدائم بــ التورط أوالتواطؤ مع كثير من الناس بـــ خيبة الأمل بـــ إستحالة الخُروج من مأزق الصراع الذي أنهكنا وأقحمنا في حُروب وكراهيات كبيرة وهذا ما يُسيء لـــ علاقاتنا مع بعض كـــ مواطنين نحلم أن نعيش دون إمتيازات طبقية وعِرقية وطائفية ....
إن الثورات لا تكفي لـــ رحيل بعض الأشخاص مثل ما هي لا تكفي بــــ إعطاء إمتيازاتها لـــ بعض الجماعات والأحزاب إن لم تكُن تحمل مشروع وطني لــ الطبقات المسحوقة والفقيرة , إن لم تكُن إنتصارا لـــ جياع البلد والمُشردين بين أسلاك الحُدود والإنتصار لـــ كرامة مواطنيها بين زنازين وسُجون الجوار .....
فـــ الثورة مشروع فِكري تقدُمي تعطي الأولويات لـــ مُعالجة إشكاليات التغيير دون أن تسيء لـــ نسيج الإجتماعي في البلد .....
تبا لكل ما يحصُل الآن ....!!!
سائق تاكسي كفيل بــ إسكاتك بـــ قولة أن أمل الناس في الثورة والتغيير كان جيد لكنها خيبت آمال الكثير بــ الرغم من مُحاولاتك البائسة لـــ إقناعة أن مشروع إسقاط الباستيل ونجاح الثورة الفرنسية أستمر لــ أكثر من عشرين عاما وأن دم الفرنسيين ساح في كُل الساحات والشوارع قبل أن تنتج لنا الثورة الفرنسية نموذج الدولة الحقيقة ومشروع دستورها الأكثر من رائع ...
أنا هُنا لا أُبرر لــ أحد أن ما يحصل اليوم أمر طبيعي أو أن الثمن يجب أن يكون هو قتل اليمني وفساد حكومة باسندوة ........
تبا لكل ما يجري لنا اليوم ....!!!
إن مُبررات العيش اليوم في ظل حكومة فاشلة هو الكارثة بحد ذاتها ....
كارثة أن نصمت في ظل الإمتيازات والثقة التي يمنحها العالم لـــ هادي ولـــ حكومتة العاجزة عن إستبدال بعض وُزرائها ووكلائها ولو في نفس رقعة الشطرنج التي تعودنا عليها لـــ أكثر من 33 عاماً ....
تبا لـــ الفساد والفقر وتبا لـــ من أوصلنا إلى أن نلعن الكُل نيابة عن الكُل .....!!!
لم يخطىء يوما ما غسان كنفاني عندما كتب :
(يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة 
ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم 
يا لوقاحتهم !)
اليمن ليست البلد الحصري في رعاية الإرهاب , في إنعدام الشفافية , في الحُكم النزية , في عمالة الأطفال ...إلخ 
اليمن ليست مُسمى لـــ التواجد والنُفوذ في أوساط حاشد وبكيل وجبال مران وصعدة وكسب مشايخ البلد ...
اليمن لازالت تمتلك قُلوبا قادرة على النبض , قادرة على الدفاع عن مشروع الدولة الواحدة , ومشروع المواطنة التي أفقدت الكثير من الشُرفاء لـــ وظائفهم ولُقمة عيشهم , ودفع كثير من الشُرفاء أرواحهم دفاعا عن مشروعهم الذي هو مشروع كُل نبلاء الوطن ....
هُم من شوهوا تاريخ الماضي والحاضر , وهُم من يريد اليوم أن يتخذوا من مؤتمر الحوار مِطية لـــ بناء مُستقبل يُستساغ فقط من مفهوم الأزمة والهوية المُخلة بـــ عدمية الهوية الواحدة ....
إن عدم مُحاولة النُهوض من هذا الطفح البائس , أومُحاولة التعايش الكاذب مع كُل ما يحصل هو ما يصنع الإستحالات ويُغذي مشاريع الشيطنة الكُبرى والإرباك في أي خطوة جديدة يُمكن يضع الناس أملهم فيها ...

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين