إنتصارا لـــ تفاهات التاريخ المريض .....


أشعر بالتفائل في قراءات روجية غارودي في نقد الفلسفة والفكر العربي  وفي معرفتة العميقة بــ الإسلام بينما نحن مُنشغلون كـــ شُعوب في جر واقعنا إلى مُربعات تستدعي الموت منا أكثر من البحث عن أفق فكري جيد لـــ التعايش والتسامح وبناء الإنسان ,,,,,
في الغالب لا تستطع أن تقف على قدميك خفية من موت يستهدفك أكثر من قُدرتك على السُكون داخل لوحة فنية لـــ دانتي أو لــ دافنشي ,,,,
لا ترغب في الغالب في تحمل تبعات حالة غثيان تنتأبك وأنت ترى مولد مُفكر ورسول بـــ حجم محمد (صلى) وهو يتحول إلى حالة إنتهازية وصارخة لـــ مُقايضة هذا الواقع بين أكثر قوى تعتقد أن بـــ إمكانها أن تُحول الإسلام إلى مُنتج وسلعة يُمكن الظفر بها خارج مرمى التاريخ ......
تلجاُ هاربا من كُل ما يُذكرك بــ مدينة عشت فيها لـــ فترة بسيطة مُتفائلا ’ وبإمكانية التغلب على بؤس وإيقاع المزاجات العاطفية ......
تعرف أن الأجوبة التي دائما ما نحتاج إليها تظل وفية لــ سُنارة سيف ولـــ جواسيس قوى تستحوذ على حُلم الحياة دون أن تكون وفية لــ سرنا الجميل , لــ براءتنا التي دائما ما يكون الظفر بـــ مزاج أكبر من النسيان لـــ تحمل تبعات ما نؤمن به ,,,,,
عندما تحمل نيتشه جُنونة طوال إحدى عشر سنة لم يُفكر قط بـــ التوقف عن الكتابة ’ عن الحُب , عن مُزاولة المُمكن من لُعبة الزمن المُستحيل ,,,,,,,
وهذا ما يدفع كثير من الرائعين لــ الإستمرار في مشروع الحياة مرة وأخرى وهُم يحلمون بــ عالم يموتون وصولا إليه مُتساويين في الحُقوق والحُريات ’ في العدالة والديمقراطية ’ في الحُب والحُزن وفي التوزيع العادل لكل أشكال الحياة .....
هُروبا من كُل موقف ينتأبك كـــ كاتب تشعر بحجم الفداحات وأنت ترى كُل هذه الشعارات التي تعيشها وقد أخفقت في أن تُحول مُتسول من الشارع إلى كائن مُنتج ’ أو إحدى بائعات القات في شُميلة إلى إمراة أخرى فاتنة وقادرة على الإستمرار في تكوين مشروع أسرة أسوة بــــ بقية الكائنات الآدمية .....
صرت تعيد قراءة ما تُشاهدة من حجم البشاعات اليومية ليل نهار وأنت غير قادر على إستيعاب دورك في مُجتمع مُتفككة أذرعة وتم التسليم بها في زمن المد الثوري لـــ قوى طُفيلية تعتقد أن بـــ إمكانها قادرة على تحرير هذا العُرى من شكلة القائم ....
فقط في نشرات الأخبار التي تبُثها كثير من القنوات الموتورة والمواقع الألكترونية تُذكرك أن دورها فقط يكمن في مد هذا الواقع بـــ الكثير من مشاريع الكراهية تحت عناوين ويافطات تم تفجير أعمدة الكهرباء بـــ أطنان من التي إن تي أو بـــ قوات الإحتلال الإسرائيلي تقتحم ......إلخ
كم يلزمنا إخلاقيا أن نتبنى أي مشاريع لــ الحياة الحقيقية ,,,, لــ إنقاذ الناس وتحريرهم من شكليات جهلهم الفكري ومرضهم أكثر من حاجتنا لــ الطعن بــ شكل الفن العالمي أو لـــ نقد فن تشكيلي تم إقامته في معرض فرانكفورت الألمانية أو في نقد مشروع رأس المال وبدائل الأنظمة الإشتراكية والشيوعية العالمية ؟؟؟؟
فــــ مازلنا نطحن بـــ أكاذيبنا نشوة الكلمة الصحيحة , ومازالت كثيرة هي أسئلة التاريخ التي ما تفتا أن تتجدد كـــ جُرح لم ينزف يوما ما بـــ أقاويل وكتابات مُفكرين هذه الأمة الذين وضعونا في مزادات صراع لا يفتأ المرء إلا أن يجد نفسة كـــ فرمان يصدر أحكامة لـــ تكفير الناس ووضعهم في خانات ضيقة .....
شُعوب تعيش مُقدمات لـــ العُصور الوسطى التي عاشتها أوروبا تحت مقصلة الكهنة ’ وشُعوب أخرى تعيش حالة التفنن في وضع معايير جيدة لـــ موتنا إنتصارا لـــ تفاهات التاريخ المريض .....

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين