حِصاد الموت , وتعثُرات الحياة
في
صنعاء تبدو تفاصيل الحياة صادمة ومُفجعة ......
شيء ما
يشعرك فيها بــ الغُربة والقلق ’ شيء ما يجعلك تقراء سيئات سياسييها من بين
مُنعطفات زمن جديد يبدو أكثر يُتماً من ذي قبل .....
لا أعرف
بالضبط هل نحن وُلدنا لــ نواجة مزاج لحظات مُتقلبة كــ هذة ....!!!
أم أن
الإنتماء لأوطاننا أصبح في هذا الزمان خديعة وخطيئة ندفع ثمنها ما بقينا أحياء على
قيد هذه الحياة.....
كُل شيء
يتعثر أمامك وكأنك لم تعُد قادر حتى على كتابة حرف واحد أو أن مشروع العودة
والحضور دائما ما يقودك إلى مشروع آخر وجديدة لـــ هجرة أخرى ....
وهذا ما
يضعك ترسم قناعاتك من جديد كـــ حالم على أن هذه البلاد لم تعُد صالحة لـــ العيش
النبيل , لـــ الكتابة الحُرة والتي يُمكن أن ترمي بك كـــ دوق مُحترف يتحذلق في
صياغة حُروفها كي يحصل على أكبر رصيد إستهلالي مُمكن جراء إنسلاخات البشاعات
الجديدة لهذا الواقع المرير .....
ماذا
أُحدثك اليوم يا جار الله عُمر في الذكرى الحادية عشر على رحيلك ....!!!
ماذا
أكتب وقد هالني بشاعة من تكلموا باسمك وبأسم مشروعك الذي دفعت حياتك ثمنا له وهُم
اليوم يُلوكون بــ تفاهاتهم أكذوبة حوار جاف لم يستطع أن يُقاوم مزادات الدم بــ
أكثر من خدعة وأكذوبة وطنية عابرة...؟؟؟
جار
الله عُمر مازال الإنتهازيون بــ كثرة وجوههم وبــ ندواتهم سيئة الصيت يُشوهون
مشروع اليسار الأكبر ....
ماذا
أقول وفي جُعبتي الكثير من الوجع الذي يُضاهي سنوات النضال من أجل وطن حلمنا به
لـــ الخروج من مآزق الماضي , من ماراثونات وسباقات خيبات الأمل المُتكررة ...؟
ها أنذا
أكتب لكم اليوم من صنعاء في شتاءات أكثر قُدرة على إختطاف أرواح أبنائها .......
هذه
المدينة التي كتبنا عنها كثيرا وغزلناها حُروفا وشجنا في أكثر من مُناسبة ,,,,
مُفجعة
هذه المدينة في تحولاتها حيث لا تكُف كُل يوم عن فتح أكثر من هاوية وطنية لـــ
السُقوط وأخر هذه التحولات صوت عبدالإله حيدر إلى الذي تحول إلى صوت أبح دفاعا عن
حاملين لواء الموت في كُل زغط من صنعاء ومن بقية المُدن اليمنية ....
صنعاء
باردة كــ عادتها .... وعبدالإله حيدر خذلنا وخذل كُل رفاقه ... خذل كُل كلمة قيلت
من أجل الدفاع عن حُريتة يوما ما ... فــ نحن من ينتصر دائما لـــ الإنسان ولا
نريدك أنت يا حيدر أن تنتصر في يوما ما لــ القتلة وقوى الظلام .....
ما الذي
يجري وقد تحول الأمل إلى صوت ونزعة وثنية أكبر ؟؟؟ ما كُل هذه الفداحات وقد تحول
الفراغ السياسي والأمني وإنعدام الوقوف في محطة جيدة مُمكنة ,,,,؟؟؟
الرفاق
يتوارون ...؟؟؟
وصنعاء
تموت بــ صمتها كــ خروج من جريمة موت في إنتظار جريمة أخرى جديدة ,,,,,,
لا
تستطع أحيانا أن تكتب على عجل كثير من الأشياء ...!!!
لا تستطع
أن تكتب تاريخ ثورة من فوهة مدفع كما لا يُمكنك أن تقراء صنعاء من أحدى حاراتها
الحمقاء .....
ولا
يُمكنك أن تتنبا بـــ مُستقبل جيد إن كان حاضرك مُجرد ثكنة لــ تكرار ماضيك وقتل
مُستقبلك ....
مؤسف
هذا البلد عندما ترى مواطنية على متن قطار في رحلة علاجية طويلة الأمد ... أخذت معها
هذه المرة الدكتور ياسين سعيد نُعمان كـــ قتل الأمل من داخلنا من أجل هزيمة الحاضر بــــ حِرابات أرحب
وكاتيوشا دماج ......
من
خذلنا يوما ما يُمكنة اليوم أن يغرس خنجر الــ لؤم في أوردتنا المُنهكة ...!!!
ومن
دعانا لـــ نحتفل بـــ جمرات التكاثر الـــ لعين يُمكنة اليوم أن يحتفل بـــ
طريقتة البشعة بـــ أن بلدة غارقة اليوم في
مشاريع المِدية والسيف وحدودهما التي تقتل اليمني في كُل مكان دون أي مُبرر يُذكر
....!!!
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق