مأساة البُعد المُسيطر على كُل مُجريات حياتنا اليومية
لقد
مثلت لي الكتابة نُقطة إرتكاز لــ التغلب على الظروف , وحُجة لـــ البقاء مسنودا
بـــ قوة الأمل والدفاع عن الأشياء التي ننتمي إليها , لــ قول الحقيقية خارج
تجليات إجهاضات وإسقاطات الحياة الغير مُمكنة ,,,,,
لا أستطيع
أحيانا أن أمضي دون أن أُدون وأكتب عن إبتلاعات الحياة لـــ الواقع اليومي , أو
لــ اللحاق بــ ركب وهلوسات العالم , أو لــ المضي بين كراريس وبؤر الحياة اليومية
المتغيرة ,,,,
كُل شيء
يمر من أمامنا سريعا , يموت الأصدقاء , وتُغادرنا أفراحنا بـــ سُرعة فاتحين لـــ
الأقدار وجه عبثي مُكلل دائما بـــ الوداع الإختياري ,,,,
الخسارات
تتوالى , مُسلسل الهزائم مُررررررررة للغاية , تقلبات الواقع , إفرازات الحياة
اليومية , شقاء الأيام وإنعدام رغيف الخُبز مُقابل تلاشي صلابة الرجال , وذُبول
النساء ...
فـــ عندما
تُتهم كــ كاتب بـــ سلبية التعبير أو بـــ فُقدان بوصلة التوجة أو حتى بـــ
عدمية التعاطي مع الأمل كـــ واجب يومي
لــ مُكافحة شقاوة الوقت , وعُنف تراجيديا التقلب لا يعني ذلك سوى أن إلتهامات وكوابيس
الواقع الذي نواجهة كفيل بأن يُحولك إلى أكثر من كاتب نمطي يتعاطى مع ما يُقابلة
وفق تقلبات الحالة نفسها ....
عندما
ترى الوطن مُجرد رثاء إعتيادي تُرددة كُل يوم , عندما ترى الخسارات دائما ما تُكلل
بـــ إجتماع سياسي أو بـــ مُبادرة سياسية أو بـــ موقف توجة حزبي لا يسعك في
الأوقات الصعبة سوى أن تحصى هذه الخسارات مُقابل مُقاومة كُل موانع الإغراءات التي
من المُمكن أن تُحولك في لحظة ما إلى كاتب يعمل وفق حسابات الآخرين ,,,,,,
تتوزعك
شواهد الأيام , وتذبذُبات المواقف , وأنت وسط كُل هذا الخراب عليك أن تُقاوم
ذاكرتك المأهولة بــــ أكثر من خراب ذاتي , عليك أن تعي جيدا أن الوطن ليس مُجرد
خسارات يُمكن إحصائها في لحظة غضب عاطفي بالرغم من تواطئي الكبير مع ما كتبتة
الناشطة الحقوقية الأستاذة أمل الباشا عن هذه الخسارات في منشور لها على الفيسبوك والتي
تحولت حياتنا إلى مُجرد أسهم وبُورصات يومية نحصيها بــــ الخُذلان ومُعدلات
السُقوط ...
المشهد
بــ رُمتة لا يُعد أكثر توزيع مجاني لـــ الموت بين أقبية المُدن , توزيع الخراب
المُحمل بــ ديموقراطية الحاضر على أكثر من وجهة معتوهة ,,,,
غير
مؤمن سوى بــ هذه الخسارات والتي تتعدى دائما الذاكرة الصغير المُتعبة التي تُعاني
من قهر الأيام وتقلبات الزمن إلى أكثر من ذاكرة وطنية وإنسانية والتي تجتاحك بـــ
أكثر اللحظات ضُعفا ,,,
ما الذي
يحدث كي تقيسة بــ ميزان أكثر عدلا ....؟؟؟
ما الذي
يدفعنا إلى مُغادرة المشهد الأول في الحياة في إنتظار المشهد الثاني ....
من اول
وجديد في كُل مشهد كم هائل من النهايات , من الإستياء الكامل في البصق على كل من
وثقفنا فيهم يوما ما , في النُكهات البذيئة عن سماسرة الثورة , وعن حُراس الموتى
وبائعي الدين بــ أكثر من صليب برونزي مكسور
....
لست
مُهرج أو صانع لــ المجد , لست أكثر من ذلك سوى أن تعيش تنهيدة الأيام بـــ أكثر
من منفى ....
بـــ
أقل الخيارات المُمكنة ....
لست ذلك
الأجوف الذي يتنقل بين خزانة الأدراج الحزبية , ولست من يسعى دائما لـــ التنقل
بــ أكثر من موقف وأكثر من تصريح بين أكثر من صحيفة مُخضرمة أو قناة تلفزيونية
تمنحك دفىء التعامل مع الآخرين ..
لست كُل
ذلك , سوى أنك مازلت ذلك الذي يعمل بــ جُهد خارج فُقاعات الحسبة الإستهلالية ,
خارج بيئة الرماد , لم ولن تتحول يوما ما إلى هاوي صحفي , إو إلى كاتب يتشرب بـــ
تكشيرة شيخ أو رافعة من الشياطين الحُمر ...
إبتسامة
نقية , طأطأة مُتعب يُلامس السماء التي لا تلمع بـــ صُدفة رضاء هاويها ....
فريسة
مطعونة ومذبوحة , كُلنا نعيش مأساة البُعد مأساة التعب المُسيطر على كُل مجريات
حياتنا السابقة واللاحقة .....
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق