مفردات وهواجس ما بعد الربيع العربي .....
لعلنا
لم نرى في يوما ما عُتمة أكثر من هذه التي تحيط بــ حياتنا , أن نقبل بـــ خيارات
أقل للحياة أو نموت بــــ حكمة جلاد ....!!!
ليس
لأننا لا نملك الُجرأة على خلق واقع نقي , أو لأننا نختار كتابة جسد يرزح تحت حصار
التعب ...
بـــ
هشاشة وخفة ما نقرأه يوما ما نشعر لحظة أن القلق يطرق أكثر من وتر ويُداهمنا دون
سابق إنذار ....
ليس
القلق مقرون بـــ التبديد , أو بـــ الأمل والنجاح بل في حالة اللا وعي , وعي
اللحظة المُمكنة .....
أستطردتني
بعض الأفكار وأنا أقراء بعض من كتابات المُثقف أمين غانم عن مُفردات وهواجس
ما بعد الربيع العربي حيث يقول :
((اقتتال
قبلي ومذهبي , حروب إقليمية, فوضى وإقصاء , وتصنيفات دموية , وصاية وتدخلات سافرة
إنها مُفردات وهواجس ما بعد الربيع العربي )) ....
اللحظة
التاريخية التي تجُرك على قول أشياء وعبارات كثيرة هي لحظة يجب أن تقف على أعقابها
بـــ أكثر من قلب مُنقبض , بـــ مُفارقات عدة , ونحن نصحو وننام كُل يوم على صفيحة
بُركان ساخن , اندلاع سليلة الأفكار التي تتناسب مع مفهوم أزمة آنية خارج نطاقات
حدود الأمان التي نعيش عليها .....
لا
تراجُع .... فقط أن تضطرك مُضاعفات الأحداث اليومية على كتابة أرقك بشكل أكثر
تجميلا , أكثر جذبا لـــ الهاوين ....
ليس من
الحكمة أن نرضخ لـــ طبائع هؤلاء , أو نحكي عن حكمة جلاد قالها يوما ما وضحيته
مازالت مُضرجة بـــ خيبة خيانة وطنية مُفتعلة ...
إننا
فقط نحيا في كثير من الأحيان لـــ نطفو فوق غم من الإصرار , فوق وعلى ظروف تقتات
من هذا الآخر وتستخف بــ ميوله وتسمو بـــ حُظوظ تأخذنا بـــ أكثر من رافعة
تاريخية إلى مجد لا يُنافس إلا حلقة من المقاصير ......
ما الذي
يُمكن قولة الآن في لحظة تاريخية فارقة ..؟
لا شيء
يُمكن أن تحتفل به الجُموع , لا شيء يُمكن يُقال في واقع ضبابي ...؟؟؟
قُلنا
الكثير عن الأمل ,الثورة , الوطن ..... ولم نغفر لـــ أنفسنا ونحن نُغطي خيباتنا
بـــ جليد ممسوح من العواطف الجياشة , لم نستطع أن نقف بـــ شجاعة أمام
أوجاعنا ......
وقبِلنا
بـــ تسميات تعذر علينا معها أن نمد الأمل في أكثر من زاوية صعبة الوصول إليها
.....
من
يواجه القدر والموت دون أن يخشى طلقات الرصاص كــــ من يزرع زهرة في جنينه وهو
يعلم جيدا أنها لا تنبت إلا في المقابر ....
لكن
ليرمونتوف فعلها ذات يوم ليس فقط بـــ حبر روايته بطل من هذا الزمان لكنة واجه
الموت والرصاص في صراع الـــ لُصوص , لصوص وخاطفي الحياة الجميلة ......
هذا
الانهيار المُضحك لا يُمكن أن نخسر معه أكثر من شهقة حياة أو أكثر من لحظة سعادة
خاطفة دون كُلفة في الربط بين المسافات والمسافات , دون هُدنة , خارج نطاق العذاب
والموت المسموع ......
كُنت
دائما أخاف الخوض في حديث يحمل كثير من شُجون المُستقبل وكثير من شجون الأشياء
الجميلة ومن الأمل الذي يُمكن أن نبني عليه أكثر من فكرة ثورية , أكثر من مدينة
يوتوبية آمنا بها في القصص والروايات ...
كُنت
أتحاشى مفهوم الاتهامات الـــ لاسعة بــ اليأس , بعدم الإيمان بــ إمكانية انتصار
الأفكار على واقعنا المهزوم ..
لكن هذه المُفردات اليوم باتت تطرح نفسها وبقوة
على واقعنا العربي الآني ...
على
امتداد النشوة , وعلى امتداد الجُرح , على صوت الإنسان الذي تم إنتاجه في زمن كـــ
هذا زمن الإستحمار الجديد ....
فقط لــ
أننا نعيش هذا الهاجس العربي الجديد فـــ إننا نمضي بـــ فخ حياة كامل يمتد بين
أكثر من مُستعمر وقاتل وجلاد وضحية ......
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق