السذاجة كـــ خلاص من بين كُل النقائض ....
هذا الغياب الآثم للنسيان محكوم عليه بالرداءة , محكوم
عليه بـــ الحيرة القُصوى في واقع سيرته لا تتعدى أكثر من غُرفة تعذيب , أكثر من
حُرية عقلانية فقط في الجُنون وفي الحقيقة ليست سوى انتصار سياسي مؤقت يُكتب باسم هؤلاء
المُنتشرون على ميلان التخفي .......
أن تُحب المُحافظة على إيقاعك , على كتاباتك التي تنتشر
هُنا وهُناك , وأنت لازلت ذلك القابع في مُستنقع يهجره الجميع .....
لا باس أن نمضي بـــ قشعريرة وقُلب مُتعب , فقد كان
إميل سيوران الكاتب الروماني الرائع عاشق الحياة كما قيل , والانتحاري بـــ امتياز
, لا بأس إن بقى للحُزن بُضعة خارطة مُلتهبة في كتاباته لكنه مضى بين أكثر من
ألفية حرف وأسس أكثر من مياه زرقاء غارقة .....
فقط لـــ إنه إميل سيوران .....
ذلك المُستبد في الحُزن , ذلك الرافض لـــ الفرح
المُصطنع بـــ جائزة حملت بول موران .......
أصمتوا قبل أن تكتبوا رسائل الحُب والحرب , قبل أن ترون
التدمير الروحي للأشياء الجميلة التي صغناها ذات مساء جميل ....
غير مُجديه تلك العقلانية التي ترمي بــ علاقاتنا خارج
بوتقة سياسية بدون رحمة , خارج الجُغرافيا التي نبتنا من على وجدانها ذات يوم
......
فقط مُضاعفات الأشياء هي من تؤسس كُل يوم أكثر من خطاب
مُعتل نُردده خارج فرحة الأصدقاء وخارج المساءات المُمتلئة بـــ الفرحة ........
فقط لـــ أنك تكتب أشياء كثيرة تحس في أوقات بـــ القلم
العربي الذي لم يعُد يُسمى أكثر من قلم لـــ العار وهو يُهادن الكُره المتدحرجة من
على أحشائنا المُلتهبة ....
ولم تعُد تحُس إلا بـــ الجريمة التي تؤسس كُل يوم لــ
أكثر من خطاب كراهية يطفو على السطح ويضعنا في تورط دائم مع شكليات الواقع
المُتغيرة ......
من السهل خداع الآخرين , من السهل قضاء سهرة تنخُر بـــ
ما تبقى من مآلاتنا المُتساقطة , من العقيدة التي باتت أكثر من مصدر لـــ الكُرة
والرذيلة ليس لأنها وُجدت لــ خدمة الإنسان من بداية النشأة وليس لأشياء أخرى إلا
لـــ طريقة التوظيف الخاطئ لـــ الواقع والتورط وإيهام الناس أن الانتصار دائما ما
ينبُع في البداية من الطُرق البدائية لـــ جلد فكرة هذا الآخر المُتغير .......
إن المُمكن والمُساند لـــ أوجاعنا اليوم يتخطى قُدرتنا
على البوح , ويتخطى ما يُمكن أن نسميه اليوم ثورات أو بقايا صراع .......
لا شيء يحدث بــ انتقائية , ولا شيء مع الصُدفة يُمكن
أن نرى فيه مصدر لـــ إلهامنا المدمي ..... لا شيء أكثر من ذلك سوى أن نحصي كميات
الأوجاع وأن نُضمد ما بقي لـــ الحرف والكلمة من اختراق كي نضع أسباب كثيرة لـــ
الاستمرار أكثر ....
وسائل التزييف باتت اليوم كثيرة وأكثر من ذي قبل بــ
كثير , وأن وسائل الحياة لم تعُد تتواجد إلا في الضمائر التي باتت تعيش خارج حصار
السُلطات , وخارج حصان الثورات التي تعثرت هُنا وهُناك ....
تصوروا أن نعيش في عالم أكثر زيفا , أكثر قُدرة على
مُحاكاة اللا مُمكن في وعينا , في واقعنا الأكثر من بسيط .....
ولــــ أننا نكون في الغالب دائما كائنات مثاليه أو ما
يُمكن أن نُسميه سذاجة وسطحية في قراءة الأشياء فـــ إن مفهوم النموذج المثالي
دائما ما نبتكره ونتخيله على أنه مصدر الخلاص من بين كُل النقائض ...
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق