المضي للأمام بــــ وساخة الماضي وعقائده المقيتة
لو باستطاعة المريء أن
يقول شيء جيد وذا أهمية في زمن تتساقط أحداثة رعبا , لو باستطاعتنا أن نتنفس خارج
هذا الهواء المسموم , خارج هذا الوهم العربي الخادع ....!!!
باتت الحُريات وكرامة
البشر على نطاق ضيق , بات المُستبدين خارج تصنيف القُبح , وبات المُتسلقين من جديد
هُم من يرسمون ملامح فجر هذا الرماد ....!!
مرة أخرى نموت دون
الاستطاعة النُطق بــــ مزيد ارتجالات الــ لُغة ......
فقط ما يُعيد لنا الأمل
هو صباحات غسان شربل في يومية الحياة اللندنية وهو يكتب عن وسائل مُقاومة الكوابيس
البديلة ,عن ضيق الهويات في منطقة يصعب اتهامها بالتسامح كما يقول .....
وعن عروبة حضارية يسهل
تصالحنا مع العصر ويُجنبنا من قواميس الخناجر والمقابر وعفونة الظلمات .
لسنا جديرون بــ تفتح
مزيد أوراق الأمل , لسنا سوى حالة فضح يومي نُتهم على ضوئها بــــ قيادة أكثر من
حالة إرباك عاطفية قُصوى ....
الموج يتبدل من جديد ,
صيحات المُغامرون الجُدد تتعالى , وعليك فقط النُطق وسط هذا الآتون بــــ ضيق
مُستعجل فيما تبقى من هوية باتت أركانها تتهاوى على كُل الرؤوس .....
عليك أن تكون أكثر
وضوحا في هويتك , وطائفتك , وانتمائك السياسي والحزبي , عليك أن تدعو لـــ مزيد من
الدم , مزيد في مُحاربة وإلغاء هذا الآخر , وعليك استخدام حرب التابو في مواجهة
الخُصوم ...
هذا ما استوعبته
الجماهير التي خرجت من جُحر ملدوغ لـــ عشرات السنوات من الاضطهاد والقهر والفقر
ومُمارسة التبعية والعبودية بـــ كل أصنافها ...
بكل تأكيد نحن نعي
تراجع إيقاع الحياة اليومية , نعي فُقدان بعض من الاستقرار , بعض من شكلية الحياة
المُثلى .....
نعي كُل ذلك لكننا
مازلنا سائرون كـــ الجمل معصوب العينين إلى أزمنه تاريخية موحشة وإلى مأزق وجُرف
تاريخي غير قابل إلا للسحق ..........
لا نستطع أن نقول أننا
مُعجبون أو نتفاخر بما وصلنا إليه فلا الربيع العربي صار ربيعا ولا آليات التغيير
باتت واضحة .........
ندرك في أحيان كثيرة أن
هُنالك من يقودنا من الأمام ومن الخلف , ندرك أننا واقعون في ورطة سياسية أبطالها
قابعون في البنتاجون , وعلينا كــ شُعوب إكمال حالة الفوضى كي تتعزز الرؤيا للغير
بشكل دقيق وواضح .....
ندرك أن لُعبة الغير
أكبر من قدرنا , أكبر من مُجرد ربيع أبطاله جُزء من حالة الدمار المطلوب تنفيذها
في مُربعات كثيرة رُبما تغييرا لـــ سياسة شرق أوسط جديد , مطلوب الوصول إلى
مراحله المُتقدمة مزيدا من تمزيق الهويات الوطنية .........
في هذا الزمن الحياة
تُقاس بالأرقام , تُقاس بــ قدرة الشعوب على مواجهة الفقر , على النمو بـــ نسب
مقبولة , على المضي بشروط أفضل في العيش وفي الارتقاء .......
نحن أخطانا عندما قسنا
حاضرنا بـــ أفق ماضوي مقيت , قسناه بـــ نبالة أشخاص وقيم لا تنفع لـــ إسقاطها
على واقع اليوم ......
فـــ العبء دائما ما
يكون أكبر وطرق الوصول إلى الحلول المرجوة هي أيضا صعبة عندما يمضي الإنسان للأمام
مُتسلح بـــ وساخة الماضي وعقائده المقيتة .....!!!
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق