بـــ تفاصيل أقل وبـــ فُرصة أخرى مواتيه للحياة
مرة
أخرى للتساؤل حظ أوفر في إثارة قلقنا , أو لــ
إطفاء مرارة المسالك اليومية التي تضيق بنا , مرة أخرى مازالت هواجسنا دون
ضامن حقيقي , دون عُزلة عن ذواتنا التي باتت تتقطع شريان مداركها بــــ أبخس أضداد
وأثمان الحياة .....
نشتهي
أن نعيش بــ منطق التصافي , بـــ ليلك
لازوردي الاشتهاء ........
نشتاق
لــ وقائع كثيرة , لـــ تفاصيل علينا أن نُعيد إيقاعها أكثر من مرة , وبأكثر من
تطريز مُمل ......
قليلا
من التواصل والاقتراب يمنحننا شهية جديدة قادرة على مُقاومة غسق المهجر , قادرة
على وضع حد لحالة التوهان التي باتت تأكل أطرافنا وتمنحنا كُل يوم عُمر قابل
للزوال .......
أرى
يوما ما أن نُصبح عاشقين , كُتاب غير مُقيدين , أو مُختصرين بـــ مُتحدث سياسي أو
مُستفز معجون بـــ تُرهات الأحقاد .......
أحزن
أحيانا بـــ قدر فشلي في استرجاع ذاكرة مليئة بـــ أكثر من تقيح , بـــ أكثر من
خُرم وطني وثوري يُمكننا في أحيانا كثيرة أن نتعاطف معه كي نمنح هذا الوقت وهذا
الزمن فُرصة أخرى لـــ نقول أن حياتنا المُنهكة لابد وأن نضع يوما ما حد لحالة
توهاننا هذا .....!!!!
تسترجع
في ذاتك أشياء كثيرة كي تكتشف أنك مازلت مُتسلق بــ طراز مُتاخر , أو مُستفز
تُحاول أن تجمع اكبر قدر من التعاطف مع ذاتك المُدمرة .....
لاشيء
من كُل هذا سوى أنك مازلت ذلك المُبتدى الذي يقيس ترموتر ردة فعلة لـــ وطن مفتوح
على أكثر من جُروح , على أكثر من قصيدة موجوعة .....
الخوف
هو من يعتريك دائما وأنت لازلت ذلك المؤمن بـــ ذاته وأن بإمكانية أن يُقدم أكثر
من شيء لــ جيلة الطموح ...
تُفكر
في أحيان كثيرة على التمرد عن طاعون البيركاموا , وأن تُحرر هذا الوجع الكوني
المُتزايد عن منسوبة الأطول في تاريخ الإجابات والهلاك في التفكير بـــ أكثر من
يوتوبيا ننتمي لها ولا نشعر أنها تنتمي لنا إلا في الحُزن وفي ممالك الخيال ....
ما الذي
دهانا في التورط بــ تفاصيل أكبر من حجمنا , ونشعر بعدم الاكتراث والتغابي في
مواجهة أي حالة تفكير تعترينا ....!!!!
أصبحت
مُهدد في أكثر من صباح بالصمت , مُهدد بنفي أي منطق للسعادات القادمة , مُهدد بـــ
فُقدان إبتسامة ترتسم على أكثر من فتى في وطنك المعزول ...
هل فعلا
بتنا شعب معزول ....؟
يا الله
لا أعرف ماذا أقول أمام هذه الإجابات الصاعقة ....!!!
أن
نُمارس حقدا مُبطنا بـــ شعارات مُستهلكة , جميلة لكنها لا تفضي في واقع مُخوزق
إلا لـــ تبعات تستوجب منا نُمارسها في صباحات جيده كي ننفيها في أكثر من مساء
غريب ....
لسنا
بحاجة في سفر مفتوح إلى أو في وطن قبلته الأولى معطوبة إلا من شكل ديكوري يستهوي
بعض القلوب الرائعة .....
قليل من
الرعشة , قليل من الانقلاب على أعقاب الدمع الذي نغتسل به لــ مواجهة الفداحات
اليومية المتتالية ..
بهدوء
نشتاق ونكتب ونبكي , ونعوي ونهذي , ونُمارس طُقوس في الزُهد , وفي حالة الإملاءات
التي تُكرر تاريخنا وتمنحنا مزيدا الغُربة والتهرب من الافتراضات الحقيقية للحياة
....
نكتب في
لحظات لا نتوقع فيها أن للغد فينا حياة , نكتب لأن الأمل واليأس جُزء من عجينة
يومية نرفعها كـــ شعارات كي نُمرر لطافة ظلنا أمام الآخرين ...
وأن
أسوا من كُل ما يحصل عندما تقرا ذاتك المُصممة بــ تعقيدات إنسانية وحياتية لا
يفهما سوى القليل القليل ...
بذلك
تُقاوم على الأقل جُزء من التدمير الذاتي الذي يُلاحقك , تُقاوم جُزء من القتامة
التي تعتريك ولم تعُد تُفكر سوى بـــ طريق واحد يختصر هذيانك إلا وهو العودة بـــ
تكاليف أقل وبــــ فُرصة مواتية للحياة مرة أخرى ....
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق