بت أخجل سيدة جوديث شبيغل أكثر من أي وقت مضى ...!!!!
ما بتنا نعيشه اليوم يتعدى فُصول لا نهاية لها من
الرُعب , يتعدى مزاج الحياة وطمأنينة الإنسان ....
فُسحة الأمل باتت ضئيلة مُقابل حجم الكوارث المُروعة
والتي شكلت كابوس يومي نخجل من إحصائه ....
تُغادرنا الحياة بشكل يومي كــــ مشروع خاسر أمام ما
بات يُعرف في هذه البلاد مواسم لـــ التزاحم على الإيغال بهذا الفراغ المُرعب
انتصارا للموت ليس إلا .....!
حدة التآكل التي تدهشنا باتت تأخذ المساحة الأكبر من
الحظوظ اليومية المخجلة .....
هل حقا ما يحدث هو حالة إنكباب على طبيعة الحياة نفسها
... أم أن الثمن الذي ندفعه مُقابل نبيذ حامض , و وأد يستفز مشاعر الأمل المكلوم
....!!!
كُل يوم نصحوا على رواية جديدة تمتهن ما تبقى في
ذاكرتنا من كرامة , تُؤكد لكل من آمن يوما ما أن النضال بـــ صبغة ربيعية بداية
لـــ أنظمة أكثر قُدرة على حماية الشُعوب من حالات العُنف وتأسيس ديمقراطيات
تتناسب مع أحلام الناس لـــ تؤكد أن هذا الربيع فقد بوابة الدخول إليه من باب
المُضاعفات والمخاطر التي سادت نتيجة انعدام مشروعية الحركات المُناهضة والحديثة
لــ تأسيس أنظمة أكثر شفافية خارج حسابات الانتماءات الضيقة .....
نصحو وننام بـــ تعدد حالات الموت وانتشار الفوضى
وانعدام الأمن في كُل مكان ....
أخجل أن أرى البلاد رأسا على عقب مُثقفين وسياسيين
مشغولين بــــ الانتصار لما بات يُعرف بـــ عدوى الحراك الثوري المصري ....
بت أخجل لو أن هؤلاء المُفرغين من أي مشاريع وطنية وهذا
ما نؤكده أن ينتصروا ولو ليوم واحد لـــ حالة انعدام شكلية الدولة ....
بت أخجل وأنا أرى الصحفية الهولندية جوديث شبيغل وزوجها
بودوان برندسن مُختطفين حتى لا يتسنى لنا التضامن معهم , بت أخجل أن أرى شجاعة
جوديث وحُبها لليمن كـــ حضارة وتاريخ وجُغرافيا لـــ نُقابل هذا الحُب بـــــ
الإجهاز عليهم كـــ ضحايا وهدية من شعب قالوا عنه طيب وصاحب عراقة وأصالة ... الخ
بت أخجل أن أرى إمبراطورية إعلام مُرمم تم تصميمه لـــ
المُناطحة والإجهاز على الآخرين ......
القضايا التي تُستحق التضامن مُعها مُغيبة والناس
مشغولين على مُستقبل الخلافة الإسلامية من عدمها .....
جوديث شبيغل وزوجها المُختطف من قبل ما بات يُعرف
جماعات الموت التي تقتات على موت سُمعة بلد وعلى قلوب الناس الطيبين هؤلاء
المُختطفون يستحقون التضامن أكثر من قِبل الأسرة الصحفية والحقوقية اليمنية ......
إن إيجاد شرعية قانونية نعيش وفق صمام أمانها باتت
اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى كي يتسنى للناس العيش خارج تهديد القوى التي تعيش
خارج هذا القانون وتجهز عليه خدمة وانتصارا لمشاريعها التي تنتهي بــ حربة وسكين
حدها الموت.....
نعتذر لـــ الشعب الهولندي , نعتذر لكي سيدة جوديث
وزوجك الطيب, نعتذر لـــ مُمارستنا الحد الأدنى من التعاطي معكم ومع قضيتكم الأكثر
من إنسانية .
بادرتمونا ذات يوم بـــ ابتسامه الباحث عن تاريخ وحضارة
بلد لكننا بادرناكم بـــ حالة تغييب نجيدها كـــ أوغاد في بلد بتنا نخاف أن نعيش
فيه في صباحاتة البيضاء فـــ كيف نعيشه كـــ غُرباء داخل أوطاننا المُتسخة بـــ
عقليات عُصور الانغلاق والتبعية والتعامل مع الضحايا والرهائن كــــ مكسب للارتزاق
من حالة أمانهم وحياتهم الكريمة....!!!
فقط بتنا نُردد كـــ الببغاوات لن يمر هؤلاء , لكنهم
للأسف يمرون كُل يوم ويضعون عناقيد موتهم فوق أكتافنا كي لا نقوى النهوض ولو لـــ
مرة واحدة ....
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق