التحامل على واقع مُثقل بـــ أوهام النُخبة
عندما
يتسرب الزمن من بين أصابعك تاركا لــ جُرحك عُمق أكبر لمن يغبط في الإيغال بك ,
عندما تُفضل الاستراحة قليلا من حالة رخاء إخلافي وسياسي صعب , عندما تحاول الفكاك
من حالة التصنيف الجاهزة على أكثر من مقصلة سياسية وثقافية جاهزة .....
عندما
تقرا المُناسبات المُفزعة , والمُناسبات التي لا تجلب لك إلا الصُداع والتوجس .
عندما
تقرا كُل ذلك بانفجارك الذي يشعرك بعدم الاكتفاء , الذي يشعرك بـــ أن توزيع طاقتك
الايجابية على أكثر من صعيد وأكثر من جبهة , وبدون تحامل وبدون كراهية , سوف تفرط
كثير في التفاصيل , سوف ترى في النزر اليسير من ما تكتب حالة مواجهة دائمة مع
الفراغ واليأس كي تعرف أن الحياة أيضا تنمو على لآليء سطحية وقُرمزية واسعة .
حالة
المواجهة التي تحصرنا في مُربعات ضيقة , أو التي تضعنا في تابوت سياسي جاهز للدفن
كي يرون في حالة ما تكتب قُبح يتفتت دون أن يأخذ وضع في التعاطي مع ما يحصل من
حالة إفرازات وتفسخ في كل أشكال حياتنا والتي لم نعد نعرف بأي بندول أو مفتاح
يُمكن أن ننجح فيه كي نرى حالة التحامل والتغاضي بداء لحصر صراع سياسي واجتماعي
خارج الفخ الجاهز القادر على ابتلاعنا جميعا .....
تكتب
بــ قلب جماعي , بقلب ثوري ووطني دون أن تختزل في أفكار اليسار وشطحاته أو دون
التجمد والتقزز من إفرازات اليمين التي أفرزتها الآونة الأخيرة ...
تكتب
أحيانا بـــ تجرد ومسؤولية أخلاقية كي تنتصر لـــ ذاتك قبل أن ترى في الآخرين
مُجرد دُمى تسمع ما يُقال بـــ حراب جاهزة للتهجم وتفخيخ كُل ما يحصل ......
لا أعرف
بالضبط في أي مفصل حقيقي نحن واقعون , إلا أني أدرك تماما حجم الفخ الواقعون على
أعقابه , وأعرف أن مرحلة تراكم الأخطاء قد انفجرت في لحظة واحد في وجوهنا من
المحيط إلى الخليج لــ تمنحنا فجائع يومية وكانت نتيجتها ثورات وحركات جماهيرية
سريعة الإيقاع لم نحسب حساب لــ مدخلاتها أو مخرجاتها وكان من الطبيعي أن نتوقع
هذا السقوط وهذا التراجع فيما يحصل هنا وهناك .....
إفراطنا
في التعاطي مع أزمات الآخرين لا يكاد أن يحسب أكثر من غباء عابر وجمعي يُعبر إفراغ
مرحلي غير قادر على الانتصار لنا إلا بـــ مزيد من التصفيق والصراخ نفيا وتصفيقا
لما يحصل في مُحيطنا المُلتهب ...
ونحن
للأسف لم نستطع إلى الآن أن ننتصر لــ قضية قتل الشهيدين أمان والخطيب أو حتى لــ
لمبة كهرباء أو إيجاد أرضية خصبة حقيقية يُمكن التحاور على وقائعها خارج مُغالطات
النُخب التي حكمتنا ولا زالت تحكمنا باسم الحوار والثورة والوطن وكل ما هو قبيح
.....
إن
المرور على تاريخ جاهز أحدثه ثورة عامين يُمكن اختصاره سريعا بــ قوالب فشل جاهزة
أو بـــ تراكم الكُره الطائفي والأحقاد
التي بدأت تتحكم في واقعنا كـــ أمر حتمي لحالات الفشل في التعاطي مع واقع المرحلة
نفسها ....
أصبحت
أخاف مُحصلات وفاق صلاحيته عامين وسلبياته سوف ندفع ثمن فاتورتها أكثر من عشر
سنوات , أصبحت أخاف أن يتحول سُلوك التقاسم حتى في عواطفنا وتوزيعها على أكثر من
فصيل سياسي , صرت أخاف أن يتحول هذا الواقع إلى مفرمة مُحصلتها توصل حتى إلى تقاسم
المساجد والمنابر وحتى عدد الصلوات ....
يا إلهي
......!
كُل ما
يحصل يبعث على الخوف والأسى خاصة وأن هُنالك من يُنادي بـــ دولة أقاليم وهو بـــ
الفعل كما قال الرائع علي السعيدي لم يستطع السيطرة على حالة الاقتتال في المساجد
فــ كيف يُمكن أن يصنع من هذا الواقع المُعقد حالة انسجام حقيقي نابع من قوة
القوانين والتي ذبلت في بلادنا ولم تعد تُمثل إلا حالة فردية لــ أطراف الصراع
السياسي في البلد .....؟
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق