هُناك أيضا لُصوص لا يُعاقبهم أحد ......

أصعب من أن تكتب بــ روح نابليون أو بــ حكمة يوليوس قيصر أعصب من كُل ذلك تواطئك مع الأحداث اليومية التي تصنع كُل يوم منك أكثر من خيبة أمل في تغيير هذا الواقع البائس ....
أصعب من كُل ذلك أن تنتظر كُل يوم مصيبة بــ قرار جُمهوري أو ثوري في التعيينات المُفتعلة تحت وقع حُمى المُحاصصة تارة والثُقل القبلي والديني والحزبي تارة أخرى ...
ما أفظع بؤسك وأنت تُحارب كل أساليب الشقاء التي تجتاحك في مساء عابر بل تستوطنك في أكثر من مساء وأكثر من لحظة لــ تصنع منك هاوي في البحث عن جُذور أي تعيينات تُصدر من رئاسة الجُمهورية كي يتم صلب الحالة الثورية ونصبها كـــ شعار تذكاري في جيوب الفُقراء والمنخرطين على أرصفة التوظيف .....
ما يحدث يوميا يشعرك أن هذا البلد يعيش حالة مسخ يومي بسياسييه ومثقفيه وتشعر أن الثُقل وكلمة الفصل الأخيرة تتبدد دون أن تصل إلى مُبتغاها وطريقها الحقيقي والصحيح ..
هُنالك عشرات إن لم نقل مئات التعيينات التي اكتسحتها حُمى المُحاصصة والتراضي بين فكي الثُقل الحاكم في صنعاء دون أن نسمع حالة اعتراض واحدة من النُخبة المُتابعة لمأساة خارطة التغيير الجديدة ..
لا أريد أن أدافع عن أي لص وأي فاسد من ثُقل ومن أي فك قبلي أو حزبي كان بقدر ما يعنيني تأسيس دولة ثُقلها يجب أن يكون خارج حالة الاتساخ التي عشناها لأكثر من ثلاثة عُقود ...
إن لم أذهب بعيدا بأن تتحول حالة المكرمة والسخاء الوطني والثوري إلى حالة انتصار للعدالة الوطنية التي ضحى اليمنيين من أجلها طويلا بحيث لا تُذبح حالة الجزاف التاريخية هذه في أقل من سنة كي تُوضع فخ حُكم جديد بقناع آخر يستولي على منافذ الحُكم في البلاد دون أن تتحقق أدنى مُقومات للطموح لنا كيمنيين .
ما يُقرا جيدا أن حالة المحسوبيات التي تؤسسها بعض النخبة والمحسوبة على قوى وأحزاب تراها تعوي ليل ونهار إن صادف أي قرار خارج خارطتهم والمحسوبين عليهم بالرغم من أن التعيينات المحسوبة على بعض الجهات هي أسوا بكثير من حالة الاستياء هذه .....
هُنالك انحراف مُخيف في قيم العدالة عند البعض ولا يعتبروها نافذة إن لم تتحقق أبعادهم الشيطانية المُستمرة .
نحن بصدد مُراجعة كُل القرارات الارتجالية الرئاسية القائمة على التراضي وتسكيت البعض بحكم ثُقلهم الملعون ....
بصدد كُل ذلك سوف نجد أننا نسير في خندق بوابته منفذها ضيق إلا أن فُتحته الخلفية تشمل على أكثر من باب وأكثر من نافذة مُهترئة .... 
إن شبكات الفساد يتم تقاسمها في نفس المُربع الاول في زمن ما قبل الثورة ولكن بعد الثورة عبارة عن إعادة ترتيب أوراق الفساد من جديد كي يتم استهلاك هؤلاء المُعينيين في ضخ روح التصدي لأي مشروع مدني حقيقي للبلد .....
هؤلاء اللصوص والأبواق الجميلة والرومانسية سئمناها كثيرا في أكثر من زمن تقف عائق أمام أي تقدم للحياة السياسية الحقيقية للبلد .
صحيح أن هؤلاء لم يُعاقبهم أحد وهم يسرقون منا وقتنا وتاريخنا وحُلمنا الجميل .......
وفي حالة الاستياء هذه لم ننسى ما قاله يوما ما القائد الفذ نابليون بونابرت الذي قاد أكثر من موقعة وهو في حضرة حاشية ومستشارين ما فتى أن قال عنهم يوما ما :
( هناك لصوص لا يعاقبهم أحد , وهم من يسرقون منك وقتك )

جلال غانم


Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين