التوازن السياسي مدخل لحل الصراعات

أحيانا تتحمل كُلفة ثمن أن تكون كائن مُنتمي لــ الإنسان كـــ كيان موحد في مُواجهة كُل أسباب العُنف التي لا تعترف بــ دوافعنا لنقول ما نريد ...
أو أن تتحمل كــ مُثقف كُلفة أن تكون كاتب انحيازي للوقائع التي تشعر أنها مُخالفة لكل سُنن الحياة والتركيبة الحاصلة فعلا .....
دورك يتعدى في الغالب نصائح الآخرين وهُموم من حولك خاصة عندما يتعرض ما تطرحه من أفكار ليس للنقد أو حتى لـــ المُحاربة النفسية والتهديد بالتصفية بل عندما يتعدى مسألة التغييب الكُلي بدافع البقاء لكل الأفكار القبيحة ....
لا تجد الدور الذي تُمثله كـــ كاتب أو مُثقف أو مواطن بسيط سوى أن التيه يأخذ منك المساحة الأكبر فيما تقول أو تطرحه من رؤى  .
أو لأنك مُتعطش لرؤية مُجتمع ينهض ويتخطى حواجز الخوف والاضطهاد لــ ترى في كُل ما يحدث مُجرد نصائح موتورة لا تتعلق فقط بإيمان كُل هؤلاء بــ سلبية الحياة أو إيجابياتها بل بـــ طُرق وأساليب الغباء الذي ينتهجوه كي ينتجوا لنا عثرة تتلاشى الأفكار الصحيحة من على أدمغتهم لتحل التناقضات جُزء من الفراغ والتيه الذي يعيشوه .
كـــ جُزئية من رؤية ما يحدث من عدم التوازن بين الواقع السياسي وبين التفكير باختلاق مزيد من التأزيم لنرى في عقلية هؤلاء أن مُجرد ما يُنادون به لا يتعدى أكثر من نديه لـ خلفية تاريخية يعيشونها ليل ونهار كي يخلقوا لنا أكثر من تحول سلبي فيما نعيشه وبشكل يومي ....
التوازن الذي تعيه البشر هو تحول الأفكار من مرحلة الصُراخ والندية في العداء إلى مرحلة الثُقل في الطرح القادر على استيعاب طبيعة مرحلة هذا الخناق واختزاله في مسودات وقرارات سياسية قادرة على اخذ الناس في منحى جيد كي يصيغوا أنظمة وقوانين جديدة باسم هذه التضحيات .
ولا يعني هذا التوازن خلق مزيد من الصراع اللاهوتي والتاريخي الذي يلغي انتماء الأفراد لــ جُغرافيا الأرض والمكان والتحولات بل يجب أن نعتبر الصراع اللاهوتي جُزء من صراع وتحول كُلي يخدم الإنسان في نقطة التحول هذه .
إن ما يحدث اليوم هو عدم استيعابنا لهذا الثُقل الجُزئي والذي نعتبره هو الملاذ والمُخلٌص لنا من كل أساليب التعقيدات المجتمعية ....
إن الأنظمة السياسية التي ننتجها في مرحلة أزمة أو ثورة تُعبر دائما عن تطلع النُخبة التي أقدمت بفعل التغيير على المُناداة بـــ شروط عيش أفضل وليس بـــ تحويل عقلية الصراع وتقنينه بــ رؤى لا تخدم سوى حامليها أو المنتسبين لــ ديالكتيكية تصورها .....
نحن نريد أكثر من توازن سياسي بحيث يكون أقدر وأبقى على مواجهة حالات الضغينة والكراهية التي نؤسس لها ونحتاج لأكثر من تصور مدني قادر على انتشالنا من حالة الاحتراب كي نستطع أن نبني أوطان قادرة على احترام الإنسان بغض النظر عن الخلفية الأيدلوجية التي يحملها أو ينتمي لها .
الصراعات والتحاور بين البشر دائما ما تنتج تصورات تتناقض فيما بينها والمُجتمع الذي يُرجح كفة الحوار والتعاطي مع الأفكار هو القادر على الخُروج من المآزق التاريخية الحقيقية وهذا للأسف ما لم تستوعبه النُخبة اليمنية والنُخب العربية الحاكمة والمثقفة بعد ....!

جلال غانم


Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ماذا بعد ..........؟