قرار سيء في حضرة دولة الكارثة...
الأزمات
التي تُلاحقنا تتعدى مُفارقات صبر البشر , وتتعدى قُدرتنا على تحمل أكثر من كارثة
عُظمى , كارثة انعدام شكلية الدولة في بنائها المعقول وبين مواطنون يبحثون عن وطن
وعن نظام سياسي يقيهم من كوارث الأيام .
مُقابل
بحثنا وسط هذا الرُكام السيئ عن بصيص أمل وبصيص ضوء دائما ما نحصد خيبات تتوالى
وتنزل علينا كــــ حالة موت بطيء نتجرعها فُرادى وجماعات ولا نعرف إن كُنا بعد كل
ذلك قد أتممنا مواسم السبع السنابل العجاف أم أن موعدنا مع القادم يزداد سوئا
وضراوة ...؟
انعدام
الرؤية الواضحة لأي نظام سياسي ولأي مُجتمع من الطبيعي أن يصاب بحالة اليأس
والتخبط هذا ومن الطبيعي أن يُواجه غضب الناس وعدم رضاهم عن مستوى أداء هؤلاء .
تجذُر
الأزمات كـــ واقع مُعاش لهذا الإنسان هي من جعلته يكفُر بـــ مفهوم قداسة الدولة
ويكفر بــ مفهوم الوحدة وبقدرة هؤلاء المتسلقون على إنجاز أقل القليل من الواجبات
المُلقاة على عاتقهم ....
هذا
المزاج السيئ دفعنا إلى مواجهة مأزق خطير في تاريخ الدولة التي نبحث عنها ........
قرار
سياسي في أي دولة من دول العالم يؤثر علينا سلبا , إحداث فيضانات في أي ولاية
أمريكية تنعكس على شكل أزمة في بلدنا , ضراوة المجاعة في مقديشو والحرب الأهلية في
سوريا ومُجاهدي قندرهار والانتخابات الإيرانية وتوطين الوظائف في أي بلد خليجي
وغير ذلك من الأحداث التي تدور في فلكنا تؤثر سلبا على نظامنا السياسي وأداؤه
القائم ......
إن
الأرضية السياسية الغير قادرة على تهيئة مزاج وطني وشعبي جيد يؤسس لنظام حُكم وطني
قائم على فرز أخلاقيات الأفراد وأداؤهم وفق قانون تخضع قوته من ضعفه لــــ أداؤه
الجيد من عدمه ....
عدم
توفر الرؤية الجيدة لهؤلاء القائمون على توجيه القانون وفق المصلحة والامتداد
العشائري والقبلي والحزبي والديني هي من تُعيدنا إلى العيش وفق مزاج دولة الغاب
ودولة العصابات السياسية المدعومة بـــ قوة قبيلة ترتهن قوتها على العائدة الحقيقي
من حالة النشل لهذا القانون وحالة الخروقات التي تحدثها من غنيمة المُشاركة
السياسية .
مُسلسل
الكوارث مُستمر في مُقابل نوم هادى لـــــ جماعة موفنبيك والقائمين على التنظير
لـــ دولة مدنية مزاجها يتلخص في خدمة خُصوم المتحاورين كـــ أضداد يعيشون على
إيقاع هذا الأخر بكل أبعادة السياسية والفكرية والثقافية المُختلفة ......
حالة
الاختناق المُستمرة هذه نعيشها نحن كـــ مواطنين وندفع ثُقل وحمل وأعباء حياتنا
المُستباحة والمُجردة من كل أشكال الحياة الطبيعية إلا بــ قُدرتنا على المضي
قُدما خارج أوطاننا كي نؤسس لــ لقمة عيش شريفة نتقاسمها مع أُسرنا كي نقي حالة
الجوع التي نُواجهها كـــ مواطنين من الدرجات الدُنيا ....
حيث
يواجه هذه الأيام أكثر من 3 مليون مغترب يمني حالة من الخوف التي تعتريهم جرا
القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية واحتمالية ترحيلهم نتيجة مخالفتهم
لنظام الإقامة المُتبع الجديد وهذا القلق ينذر بـــ كارثة إنسانية حيث من المتوقع
أن يتم ترحيل من بين نصف مليون مقيم شرعي وغير شرعي إلى 3 مليون كــحد أقصى وكل
هؤلاء يواجهون إمكانية العودة إلى بلدهم دون أن نرى أي توجه حكومي في استيعاب الحد
الأدنى من هذه الأعداد كي لا تواجه البلاد حالة مجاعة وحالة انهيار كُلي لأي نظام
سياسي مُمكن حدوثه ....
أغلب
البُلدان كـــ الشرق أسيوية الهند والفلبين وباكستان وبعض الدولة العربية كـــ مصر
والأردن أوجدت حالة من الاحتضان لهذه القوى العاملة بالحد المعقول لــ يتم
استثمارهم في بناء بُلدانهم ليعودوا كـــ قوة منتجة يُراهن عليها في بناء أوطانهم
...
نحن
كـــ يمنيين من يعود إلى بلدة بكل تأكيد سوف يعود لــــ يُنظر لحزب الإصلاح
والحراك الجنوبي وجماعة الحوثي بـــ مُباركة رسمية سافرة كي نعود نُغني بـــ حالة
صراع تجلب معها كل الصُداع العديم الجدوى إلا في خدمة حالة الفساد السياسي القائم
.
صحيح أن
قرار مكتب العمل السعودي بـــ تطبيق نظام السعودة بشكلها القائم بالنسبة لنا كــ
يمنيين سيء للغاية في المُقابل أسوى من هذا القرار هو حضرة دولة الكارثة اليمنية
التي لا تعي قيمة الإنسان وقيمة مواطنيها في أي بلد من بُلدان العالم .....
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق