يا سيدي هل قرأت فينا كُل طواغيت الظلام .......؟
الضجر
نسخة إيقاعها يتكرر في مسائات خالية من معنى الحُب , من معنى المضي بعُرى كاتب
يجيد الضرب على الوتر الحساس في الذاكرة , أو من حالة سرد تأخذ معها تفاصيل
وإيقاعات كتابات ننتمي إليها في صباحات مُلونة بالأمل وننساها خارج سرب الكائنات
التي تنتزع منا كُل هذا الركب الخلاق كي نعرف مع كل هذا الاتساخ أننا كائنات مثلا
ليلية بامتياز أو كائنات تعرف كي تكتب لكنها لا تعرف كيف تضحك أو تثور على طُقوس
الرتابة المُعتادة ......
ما الذي
تغير فينا ....؟
سؤال لا
يٌقصد به حالات الفشل المُتكررة التي نعيشها أو بؤس الأهداف بعيده المنال التي
نتمسك بــ جلباب ثورة أو حالة موت كي نعلن أننا كائنات إنسانية رحيمة بامتياز ...
إن آلية
الطرح التي تجبرنا على الإجابة بتشفي من واقع يأكل أحلامنا ليلا ونهار ومن ظروف
تجلد حاضرنا كي نرى في هذا القادم مُجرد غشاء سوداوي دون الإيمان بقوة هؤلاء أن
بإمكانهم أن يغيروا من معادلة الواقع كي تجلعنا في توازن أفضل لنستطيع العيش بأمان
مُمكن ....
موجعة
دائما الأشياء التي تتجرد من ذاتها فكيف إذا كان هذا التجرد هو جوهر الإنسان نفسه
...؟
كيف لنا
أن نقيس المسافات الفاصلة بين العيش النبيل والحياة الكريمة وبين هذا الفراغ الذي
يعتري خاطرة كل منا ....؟
في نقاش
عفوي وعابر عن جوهر الإنسان الرائع الذي يعبر بأقداره من بين سرب وسراديب الكائنات
الوسخة يأتي مُطيع عباس بتفسير ليس أقل فداحة من حالة التسكع التي نعيشها أو من
عشقنا لــ اللا معقول في جوهر كل ثورة مثلا أو في قداسة أي حالة نشعر بحالة تقيؤ
من رسم ملامحها دون أن نكون جُزء منها ...
وهذا ما
دفعني كـــ مثقف وكاتب أن أدافع عن هذا
الحاضر في خضم التوجهات الأولى للثورة دون أن نعي جيدا ما يُمكن أن تحدثه تحولات
الأشياء والمسافات السياسية الجديدة من حالة موت سريري لهذا الحراك الإنساني
الجميل ....
من رحم
هذه الأحداث يأتي صوت هذا الرائع المُطيع ليقول لي أنت كـــ مندفع هل ترى في كُل
هؤلاء الطواغيت إمكانية للنفاذ من حالة تاريخية مُهمة كهذه ...؟
لم
أستطع أن أجاوبه سوى بمزيد من الأمل والشرح الكثير والمُبسط من أجل أن أقنعة على
أن القادم سوف يكون أفضل ....
بــ
مكالمة تلفونية مطولة قال لي عندما كتب ديستوفيسكي الأخوة كارامازوف كـــ سيرة
ذاتية خالية من تنطعات حاكمي القيصر ورموزه آنذاك لتحكي تطلعات هذا الكاتب في
إمكانية بعث الإنسان من جديد ورغم هذا البعث وإن كان بشخص المسيح نفسه إلا أنه سوف
ترفضه أمته مرة أخرى بحُجة الدفاع عن مسار العقيدة التي يسيرون عليها دون إمكانية
لإحداث أي تحولات حتى في خضم حالة التصحيح التاريخية نفسها .
فكيف
تطلب أن نتجاوز كل هذا الخواء في مُفارقات جديدة وأحداث سوف تفرز أكثر من تناقض
صمت في
هذه اللحظات لأبادره بسؤال بريء :
يا سيدي
هل قرأت فينا كُل طواغيت الظلام .......؟
بعفوية
المُترصد لما يحدُث يُجيب بكل هدوء ورصانة نحن من ننتصر في الفراغ ونحن من نموت
بفقرنا وفضافتنا العارية لذا لا يُمكن أن ننتج زعامات وأنظمة جديدة سوى في ثورتنا
هذه أو في ثورات قادمة إن كان هُنالك ثورات أخرى إلا بإنتاج قانون مدني وإنساني
يتجاوز بمفهومة الواسع كُل الاحتقانات الفردية لتحويلها إلى قضايا وطنية تخدم
توجهات كُل مرحلة نعيشها كي نستطع أن نصنع حُرية متكاملة وديمقراطية ناضجة قادرة
على تحمل انفجاراتنا الغاضبة من أجل الإنسان نفسه .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق